عدوى الوراثة السياسية تظهر في الانتخابات الأميركية

بشرى الفروي

يظهر من أسماء المرشحين لانتخابات الرئاسة الاميركية أن عدوى الوراثة السياسية انتقلت اليهم ربما بسبب ارتباط ملفات الشرق الاوسط المعقدة بصناديق الإقتراع والأزمات والحروب التي خلقتها في هذه المنطقة والتي أصبحت ملفات تتوارثها الأقطاب المتصارعة على البيت الأبيض.

إذ تعيش الولايات المتحدة الأميركية ومع اقتراب السباق الرئاسي للبيت الأبيض عام 2016 حرباً انتخابية جديدة تشتد شراسة في شكل يومي بين مرشحي الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي وباقي المرشحين.

جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا السابق شقيق الرئيس الأسبق جورج بوش يُتهم وهو يدشن حملة ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة عن الحزب الجمهوري باراك أوباما وهيلاري كلينتون بقوله بأنهما تركا «إرثاً من الكوارث المتفاقمة والأعداء المجهولين والأصدقاء الذين لا ندافع عنهم والحلفاء غير المقربين».

ولم يخف بوش استنكاره للسياسة التي يديرها أوباما وهو ينظر بعين غير راضية عن كيفية تعامله مع أزمات الشرق الأوسط، وتكاسله مع التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم «داعش»، ويعتبر أن عدم قدرة أوباما على حسم ملف الإرهاب والتطرف وتزايد رقعة انتشاره بات بالنسبة للأميركيين ناقوس خطر قد تمتد آثاره للداخل الأميركي، كما أن استراتيجيته تجاه مناطق جيواستراتيجية واقتصادية كمنطقة آسيا والباسفيك عززت مؤشرات تنامي القوى والقدرة الاقتصادية للاعبين اقتصاديين منافسين للولايات المتحدة وفي مقدمها الصين وروسيا.

ومعلوم موقف الرئيس أوباما والديمقراطيين من إيران وملفها النووي ومحاولة استخدام وتغليب الأبعاد الدبلوماسية والاقتصادية في محاولة للضغط على إيران، وأن هذا النهج لا يلقى قبولاً من الجمهوريين بل من بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الديمقراطيين أنفسهم.

وفي تصريح فهمه بعض المحللين على انه خروج من عباءة عهد والده وشقيقه، اللذين قاما بغزو العراق وتدميره بعد حرب الكويت وعاصفة الصحراء. نفى انه طالب بنشر قوات أميركية مقاتلة في العراق. وأوضح إنه يتعين على الولايات المتحدة أن ترسل بعض الجنود الاميركيين في صفوف القوات العراقية لتدريبها وتحديد الأهداف.

ولم يخفِ بوش دعمه المطلق لتصبح القدس عاصمة أبدية لـ «إسرائيل». وأضاف: «إسرائيل هي حليفنا الأول في الشرق الأوسط، وإن لم نظهر دعمنا المتواصل لها، فمن سيفعل ذلك؟».

وسينضم جيب بوش إلى 10 جمهوريين أعلنوا نيتهم خوض الانتخابات التمهيدية داخل حزبهم، والتي ستتمخض عن مرشح واحد سينافس مرشح الحزب الديمقراطي.

وتعد هيلاري كلينتون كما تنقل بعض المصادر الأوفر حظاً في صفوف الديمقراطيين على رغم أن واضعي السياسات الاستراتيجية للحزب الجمهوري ليست لديهم الرغبة حالياّ في مهاجمة كلينتون في شكل مباشر في ما يتعلق بسنها ولياقتها الصحية للمنصب حتى بعد سقوطها عام 2012 وإصابتها بارتجاج وجلطة كان من الممكن أن تهدد حياتها، فهي من الشخصيات الديمقراطية الأقرب إلى الجمهوريين في السياسة الخارجية. كما أنّ الكونغرس يرى أنّ أميركا الآن أصبحت ضعيفة في نظر الجميع وفقدت هيبتها بسبب تراجعها عن مواقف كثيرة، لذلك قد يدفعها ذلك في حال فوزها إلى اتّخاذ مواقف أكثر صلابة وشراسة لكسب ودّ الجمهوريّين.

انتقاد الجمهورين لسياسة اوباما تجاه عدم توافر استراتيجية للتعامل مع «داعش» وتهديدها المتنامي للعالم من دون زيادة ميزان القوى لمصلحة الرئيس بشار الأسد ثم الاكتفاء بطلعات وغارات جوية استهدفت التنظيم داخل العراق مع محاولة حشد لحلف دولي لمعاونة الولايات المتحدة وفشلها بإسقاط النظام في سورية كان سبباً لفوز الجمهوريين في انتخابات الكونغرس. فهل يدفع الديمقراطيون ثمن الفشل بإسقاط الرئيس الأسد مرة ثانية؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى