الفكرة التي تحوّلت إلى وعي
عمان ـ علي حتر
كتب الباحث والأديب م.علي حتر، أمين الثقافة في جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية، عضو اللجنة التنفيذية لـ»تجمع إعلاميون ومثقفون أردنيون لدعم سورية المقاومة ـ اسناد» مقالاً بعنوان «يوم الأرض 30 آذار وشيك الحضور» داعياً إلى عدم تناسي أو إهمال هذه الفكرة التي يجب أن تصبح في وعينا مسألة عقيدية وأساساً لمسائل أخرى ومصدر لكل حركة نقوم بها ، إنها الأرض محور الصراع.
ويضيف الكاتب: ففي عام 1976 صادر اليهود بعد 80 سنة من بدء عملهم لجعل فكرة اغتصاب أرضنا واقعاً، صادروا آلاف الدونمات من «عرابة» و»سخنين» و»ديرحنا» و»عرب السواعد» في مشروع سموه زوراً وتزييفاًً «مشروع تطوير الجليل»وهو مشروع لتهويد الجليل،لاحظوا الكلمة: تهويد الأرض بالدبابات والمجنزرات، وهذه الأيام بالمفاوضات وقتلوا وجرحوا في ذلك اليوم واليوم الذي يليه العشرات، التطوير لديهم يعني قتلنا بالدبابات والمجنزرات أحد العناوين الكبيرة من عناوين يوم الأرض انطلاق الجماهير يعني الرفض ووجود النار تحت الرماد واستعداد البراكين للإنفجار في أي وقت.
انطلاق الجماهير ومواجهتها بالدبابات والمجنزرات، يعني أننا لم نمت ولم ننهزم، ولم نبع، ولم نيأس.
ويعني أن الأرض ليست يهودية وأن الجليل ليس يهودياً ولايمكن تهويده، وبالتالي لن يكون هناك دولة يهودية.
وهذه من المعاني والعناوين الهامة ليوم الأرض.
الأرض التي تفتح لنا صدرها لنحيا عليها أحياء… وتفتح لنا بطنها لنموت يوماً فيها… هذا يومها… تعطينا مرجعاً للهوية والكرامة والقيمة الإنسانية عند من فقدوا الهوية والكرامة والقيمة الإنسانية…
واحتفالنا به لا يعني أنه اليوم الوحيد في السنة… بل هو رمز لتذكير الآخرين… أما نحن… فكل يوم من أيامنا هو يوم أرضنا… لأننا نؤمن ونعرف ألاّ قيمة لنا بدون الأرض.
نحن عبيد معروضون في سوق النخاسة… بلا أرض.
من أهم عناوين يوم الأرض… أن الجماهير التي أعلنته… هي من سكان الأرض المغتصبة عام 1948… الذين اعتبر العدو أنهم جزء منه !
اليوم الذي أعلن هؤلاء فيه للعالم أنهم يتمسكون بالآرض ولا يتنازلون عنها وأنها ليست لكيان الإغتصاب… بل لهم… ولمن أخرج منها بالقوة والحيلة. وأنهم ليسوا مثل عزمي بشارة وقابلي عضوية الكنيست، وأنهم لن يخضعوا لمشاريع التهجير… وأن الأرض لن تكون يهودية… ما داموا موجودين… وأن هؤلاء الذين يفاوضون ليسوا منهم… ولا يمثلونهم… وأن المنتفضين للأرض… سينتفضون لرفض كل ما يمكن أن يتفق عليه، هؤلاء المفاوضون من دون توكيل جماهيري مستحيل الحصول، وغير جائز.
إنه الإعلان أن قضيتنــا لم تبدأ عام 1967… بل قديماً قديمــاً قديماً… فهؤلاء المنتفضون لم يضمّهم العــدو عام 1967.
هذا عنوان من أهم عناوين يوم الأرض
إنه ليس ذكرى معركة أو عملية… استشهد فيها منا من استشهد وقتل من العدو من قتل… وانتصرنا عليه أو انتصر علينا فيها…
إنه الفكرة التي تحولت إلى وعي…
إنه أصبح يوم وعي… يوم إعلان استمرار الصراع… يوم الكشف عن البراكين المتأججة… يوم يتبادل الإنسان فيه مع الآرض… دور الرفض والقتال والمقاومة… يوم شجرة الزيتون التي ترفض القطع والقلع.
يوم الأرض… يوم صمود من في الداخل وثباتهم… ومشاركتنا فيه تؤكد إنه أيضاً… يوم التمسك بحق العودة لمن هم في الشتات وإصرارهم على الرجوع.
إنه اليوم الذي يقول: إن من يقرر المستقبل هو إبن الأرض لا إبن المفاوضات والمحافل الدولية… ولا ربيب بنوك أميركا ورشاوي آل سعود وسرير تسيفي ليفني.
إنه حامل الحجر والمقلاع والصدر المكشوف للرصاص.
فكونوا أنتم مع حامل الحجر والمقلاع والصدر المكشوف للرصاص… وشاركوا بالغضب في كل تظاهرات يوم الأرض… حيث تقوم… بل أقيموها أنتم إن لم يُقمها غيركم.