جولة مفاوضات مطولة في فيينا وعراقجي يؤكد إمكان التمديد
قال المدعي العام السويسري مايكل لاوبر أمس إن السلطات السويسرية فتشت عدداً من المواقع في إطار التحقيق في مزاعم عن استهداف متسللين أماكن تجرى فيها المفاوضات الدولية الخاصة ببرنامج إيران النووي، وقال: «هناك تحقيق مفتوح بشأن التجسس السياسي في سويسرا».
وأضاف المدعي السويسري بأن مكتبه يحلل بيانات تم جمعها خلال عمليات البحث، مشيراً إلى أن الأماكن التي أجريت فيها عمليات التفتيش هي فنادق، كما رفض المدعي السويسري التعليق عمن يمكن أن يكون متورطاً في علميات التسلل.
جاء ذلك في وقت عقد مساعدا وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ومجید تخت روانجي الجولة الثامنة والأطول من المفاوضات النووية في فيينا أمس، لصیاغة نص الاتفاق الشامل مع هیلغا اشمیت مساعدة منسقة السیاسة الخارجیة للاتحاد الأوروبي.
وسیبقی مساعدا ظریف في فیینا حتى نهایة حزیران الجاري المهلة المحددة المتفق علیها للمفاوضات بین إیران ومجموعة «5+1» للوصول إلی الاتفاق النووي، ویمكن أن ینضم الوزراء أیضاً إلی هذه الجولة من المفاوضات.
وقال عراقجي: «إن الحظر الاقتصادي المفروض على إيران سيلغى بالتزامن مع تطبيق الاتفاق النووي النهائي»، وأضاف أن موعد الثلاثين من حزيران للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين ليس مقدساً، ويمكن إرجاؤه أياماً عدة، لافتاً إلی أن هنالك أفكاراً في هذا المجال یمكنها أن تكون باعثة علی الاطمئنان.
وأضاف المسؤول الإيراني: «هنالك مشكلة باسم التزامن نبحث بشأنها في الوقت الحاضر وتعتبر أحد الاقواس المهمة جداً التي ما زالت مفتوحة والتي هي بحاجة إلى مزید من الوقت لمعالجتها». وأكد أن طهران لن تضحي باتفاق جيد مقابل التزام المواعيد، لافتاً إلى أن من المحتمل أن يبقى عدد من الخلافات المفصلية والأساسية في الأيام الأخيرة حتى ينضم وزراء الخارجية الذين سيبتون فيها.
وفي تصريح صحافي، قال عراقجي: «إن الحظر الاقتصادي والمالي المتعلق بالموضوع النووي ضد إيران سيلغى في اليوم الذي الذي يجري في تطبيق الاتفاق النووي الشامل ولا نضحي بالاتفاق الجيد من أجل الوقت».
وأضاف: «إننا سنتوجه الليلة إلى مقر المفاوضات في العاصمة النمساوية فيينا وسنبقى هناك إلى نهاية المهلة لنقوم بآخر ما بوسعنا وصولاً إلى الحد من مواضع الخلاف بيننا»، مشيراً إلى «أن من المحتمل أن يبقى عدد من الخلافات المفصلية والأساسية في الأيام الأخيرة حتى ينضم وزراء الخارجية الذين سيبتون فيها».
وفي السياق، كذب رئيس لجنة الخبراء الإيرانيين في المفاوضات النووية حميد بعيدي نجاد ما نقلته وكالة «رويترز» حول إرجاء مجلس الأمن اتخاذ أي إجراء لرفع الحظر عن إيران عقب التوصل إلى اتفاق نووي مع 5+1 حتى يراجع الكونغرس الاتفاق واعتبره مفبركاً، وقال: «إننا سنواجه خلال الأيام المقبلة ضغوطاً أكبر في المفاوضات».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان مساعدو وزراء الخارجية والمدراء السياسيون لدول مجموعة 5+1 سيلتحقون خلال الأيام المقبلة بهذه الجولة من المفاوضات، قال بعيدي نجاد: «إن من الطبيعي وفقاً لما تم التخطيط من قبل نفس الدول الست فإنهم سينضمون للمفاوضات، وفي الواقع إننا سنشهد في الأيام المقبلة ضغوطاً أكبر في المفاوضات».
وكانت مندوبة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة قد رفضت تلميحات لجنة تابعة للمنظمة الدولية إلى أن واشنطن التزمت الصمت حيال انتهاكات ارتكبتها إيران للعقوبات المفروضة عليها تفادياً لتعطيل المفاوضات بشأن اتفاق نووي مع طهران.
وقالت لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن الدولي التي تراقب العقوبات على إيران في نيسان إنها لم تتلق تقارير جديدة مؤكدة انتهاكات إيرانية، على رغم ظهور تقارير إعلامية عدة عن شحنات أسلحة إيرانية إلى سورية ولبنان والعراق واليمن وحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» بالمخالفة للحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة.
وخلال جلسة استماع بالكونغرس في واشنطن سئلت السفيرة الأميركية سامانثا باور عمّا إذا كانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تعمدت إخفاء تقارير عن انتهاكات إيرانية أصدرتها لجنة الأمم المتحدة التي تراقب الانتهاكات للعقوبات المفروضة من المنظمة الدولية.
وقالت: «بالطبع لا… وأنا شخصياً أشترك كثيراً في إثارة انتهاكات العقوبات التي ارتكبتها إيران. أيضاً خلال هذه المرحلة الأخيرة الحساسة من المفاوضات فرضنا المزيد من العقوبات بموجب الإطار الحالي للعقوبات». وأضافت: «نحن لا نخفي انتقاداتنا سواء خلال هذه المفاوضات أو في أي وقت».
وقالت اللجنة إن غياب التقارير عن الانتهاكات الإيرانية قد يرجع إلى حجب دول لها تفادياً لتعطيل المفاوضات مع طهران.
من جهة أخرر، أشار وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى أن واشنطن لن تصر على أن تجيب إيران على الأسئلة التي لم تحل حول أنشطتها النووية السابقة لأن الولايات المتحدة تعرف بالفعل ما فعلته طهران بالضبط.
وقال كيري في حديث إلى الصحافيين من خلال دائرة فيديو مغلقة إن واشنطن مستعدة لأن تكون مرنة بشأن هذه المسألة، وأضاف: «نحن لا نركز على أن توضح إيران على وجه التحديد ما فعلوه في وقت من الأوقات… نعرف ما فعلوه وليس لدينا أي شك. لدينا معرفة مطلقة في ما يتعلق بأنشطة عسكرية معينة قاموا بها». وتابع: «ما يهمنا هو المضي قدماً. من المهم جداً لنا أن نعرف أننا نمضي قدماً وأن هذه الأنشطة توقفت».
وفي وقت سابق، قال مسؤولون أميركيون إن إيران عليها أن تجيب على مجموعة من الاستفسارات لدى الوكالة الذرية بشأن الأنشطة السابقة التي قد تكون مرتبطة بأبحاث الأسلحة النووية وإن بعض تخفيف العقوبات بموجب اتفاق نووي محتمل متوقف على الإجابة على تلك الاستفسارات.