مالوس: بتعزيز الاستثمارات وخلق فرص العمل سنتمكن من مواجهة الإرهاب والتطرف

ختم رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأوروبي هنري مالوس زيارته إلى لبنان بمحاضرة ألقاها في مقرّ المجلس الاقتصادي والاجتماعي حول «دور المجالس الاقتصادية والاجتماعية في التعاون والتنمية في حوض البحر الأبيض المتوسط»، في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً بالنائب ياسين جابر، رئيس الحكومة تمام سلام ممثلاً بوزير الاقتصاد آلان حكيم، وزير الاتصالات بطرس حرب، والنواب: ميشال موسى، عمار حوري، سيرج طورسركيسيان وهنري حلو، وسفراء وأعضاء الهيئات الاقتصادية والاتحادات والنقابات والجمعيات وهيئات المجتمع المدني، بالإضافة إلى ممثلي المؤسسات والأجهزة الأمنية والعسكرية.

ودار النقاش حول أهمية إنشاء المجلس الاقتصادي والإجتماعي في منطقة حوض المتوسط بهدف تفعيل التعاون بين المجلس الأوروبي والاتحاد من أجل المتوسط حول الملفات الاقتصادية والاجتماعية الأساسية ومنها المؤسسات الصغرى والوسطي، والطاقة البديلة، والأمن الغذائي والتدريب المهني، والنزوح، والبيئة والمناخ، والعنف والإرهاب.

نسناس

بداية، عرّف رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي روجيه نسناس بهنري مالوس، فقال: «الرئيس الثلاثون للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الأوروبي، الذي يبلغ عدد أعضائه 353، والذي يبدي الرأي في المسائل الاقتصادية والاجتماعية لحكومة الاتحاد الأوروبي وبرلمانه. اتسمت أبحاثه وتقاريره بالنهج العلمي والعملي، ونظم ورشات عمل ولقاءات ومؤتمرات أدت إلى تفعيل العلاقات بين الشمال والجنوب. أسهم في دعم المؤسسات الصغرى والوسطى، وسعى إلى تعميق المشاركة بين المؤسسات الأوروبية والمجتمع المدني، وركز اهتمامه أيضاً على القمم الأورو متوسطية التي شاركنا فيها بتشجيع من رئيس الجمهورية ومن رئيس مجلس النواب ومن رئيس الحكومة، وذلك من أجل أن لا يشغر مقعد لبنان في مرحلة مليئة بالتحولات والتحديات، ومن أجل أن نسهم في تعميم ثقافة الحوار، بهدف تفعيل دور المجتمعات المدنية في السياسات الاقتصادية والاجتماعية».

وتوجّه نسناس، باسم المجلس الاقتصادي والاجتماعي، بالشكر الخاص إلى مالوس «على دعمه الثابت للبنان»، لافتاً إلى أنه «دعا في كلّ المؤتمرات إلى صون المؤسسات وإلى الحرص على الاستقرار، ونادى بالتكامل بين القطاعين العام والخاص، وقدم الدعم لمجلسنا الاقتصادي والاجتماعي، وطالب الدول المانحة بدعم لبنان في تحمل أعباء النزوح السوري».

وشدّد مالوس، بدوره، «على العلاقة القوية التي تربط المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأوروبي برئيس المجلس اللبناني روجيه نسناس». وقال: «أنقل باسم الاتحاد الأوروبي تهانينا إلى لبنان بكلّ ما قام به في السنوات الماضية رغم الظروف الصعبة المحيطة به في حفاظه على القيم الديمقراطية، وقيم الكرم والعطاء وقيم الضيافة في استقبال 1.5 مليون لاجئ سوري على أراضيه، منوهاً بالجهود الجبارة التي بذلت حكومةً وشعباً في هذا الإطار، وهي جهود تاريخية رغم صعوبتها، فخلال زيارتي لمخيم النازحين السوريين في صيدا برفقة صديقي نسناس، شعرت بالمأساة والحزن والظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء وإنني أعلن تضامني الكامل مع لبنان لمواجهة هذه المحنة، علماً أنّ الرأي العام في أوروبا يجهل الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي يمرّ به لبنان وتفاقمه مع وجود هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين».

للإسراع في إنشاء مجلس متوسطي

ودعا إلى «الإسراع في إنشاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي من أجل المتوسط في إطار مواجهة التحديات والصعوبات في المنطقة بدعم من المغرب وتونس والجزائر وليبيا، فحلم المتوسط هو حلم السلام، والتبادل، والازدهار والنمو ووالرفاهية، إلا أنه وللأسف هذا الحلم لم يتحقق في ظلّ انتشار الفقر، وقلة الحوار وما نتج عنه من تطرف وتعصب وإرهاب».

وأضاف: «لقد حان الوقت لتأسيس تعاون حقيقي مع منطقة الحوض المتوسط، نحن نحلم بالازدهار والنمو منذ ألفي عام إلا أنّ نقص الرغبة في التعاون شكل عائقأ أساسياً أمام طموحاتنا وتطلعاتنا. هناك مؤتمرات تعقد يومياً تتحدث عن ذلك التعاون في المتوسط على ضوء ما نشهده من أزمات مثل الأزمة اليونانية وأزمة المهاجرين نحو أوروبا الذين يفقدون حياتهم في البحار، وغيرها من الأزمات لعلّ أهمها التغيير المناخي لقد خسّرنا الكثير من الوقت سدىً لذا لا بدّ من تضافر الجهود».

وتابع: «إننا نعمل جاهداً على تغيير التسمية من سياسة الجوار الأوروبي إلى سياسية التعاون الفعلي الذي سيمكن من تحقيق التطور في البلدان الشمالية والجنوبية وتعزيز الاستثمارات وخلق فرص العمل، وذلك سيمكننا من مواجهة الإرهاب والتطرف».

أمّا حول تقديم المساعدات العملية للبنان لإيجاد الحلول السريعة، أكد مالوس أنه «لا توجد ندوة أو مؤتمر خرج بحلول سحرية لأمور وقضايا في بالغ الخطورة، وأعتقد أنّ على لبنان التقدم بإجراءات تتعلق بالمدى المتوسطي والقصير وترتيب الأولويات في حاجاته. هل هناك حاجة طارئة إلى الأمن مثلاً أو التطور في قطاع النقل»؟ وأكد «أنّ المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأوروبي مستعد لدعم جهودكم وعلى توفير معاونين للتسريع في إطلاق المجلس الاقتصادي والاجتماعي اللبناني، فإذا ما أصرينا وأصريتم على ذلك ، عندئذ يكمن للاتحاد الأوروبي الإسراع في تأمين تلك الحاجات كتعزيز الأمن والجيش وتقديم المساعدات التقنية».

تفشي البيروقراطية

وفي المقابل، وجه مالوس لوماً وعتباً «على تفشي البيروقراطية داخل الاتحاد التي تعيق تنفيذ الإجراءات، تماماً كما في الداخل اللبناني»، واعداً «باتخاذ إجراءات طارئة في شأن لبنان بعد عودته من الزيارة في ما يتعلق بأزمة النقل البحري وأزمة اللاجئين السوريين».

وحذر من خطورة تداعيات تطبيق خطة في لبنان شبيهة بخطة مارشال، موضحاً أنّ «اليونان مثلاً التي تعاني من أزمة مالية كبيرة استفادت من التحويلات المالية والقروض الممنوحة من قبل دول الاتحاد الأوروبي، إلا أنّ ذلك كان على حساب اقتصادها وإغراق سوقها بالبضائع الأجنبية وكانت النتيجة أن رزح البلد تحت وطأة الدين، لذا لا بدّ من التفكير بأخطار خطة مارشال فبدلاً من أن نقرضكم أموالاً، لا بدّ من التركيز على دعم الشركات المحلية والصناعات وتحويل الشركات الصغيرة إلى متوسطة وكبيرة الحجم».

وشدّد مالوس على أنّ البرامج الأوروبية تسعى إلى تعزيز التعاون بين المنظمات المتشابهة تحت مفهوم « التوأمة بين المنظمات» مثلاً بين النقابات اللبنانية ـ السويدية ـ الإيطالية، وذلك بهدف تطوير برامج التعليم وتبادل الخبرات والمعارف، عوضاً عن اللجوء إلى دفع الأموال الباهظة للحصول على التقارير والأبحاث في هذه المجالات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى