«إسرائيل» تفتعل أحداثاً وتطلق عملاءها في الجنوب السوري
ناديا شحادة
ترى أميركا و«إسرائيل» في ما يُسمّى بـ«الربيع العربي»، وما نتج منه من فوضى، فرصة ذهبية لتحريك عملائها ومرتزقتها في الداخل السوري ضدّ أجهزة الأمن في الدولة السورية، وبنوع خاص في الجبهة الجنوبية، وكان التعويل على بعض الأحداث المفتعلة، إضافة إلى افتعال مثيلات لها على جبهات أخرى شمالاً، أن تؤدّي إلى تحقيق بعض النجاح في المخطط الذي يستهدف منذ أربع سنوات ونيّف إسقاط الدولة السورية، ليسقط معها دور سورية وموقعها القيادي كقلعة لمحور المقاومة في المنطقة كلها، وفي مواجهة كلّ المشاريع العدوانية الاستعمارية والصهيونية.
لكن الجيش السوري العقائدي أثبت صلابته في مواجهة التحديات التي بدأت تعصف بالبلاد، وأثبتت الأحداث المتلاحقة من الانتصارات التي بدأ يحققها الجيش على الأراضي السورية وخصوصاً بعد دحر الإرهابيين من القصير على أيدي الجيش وعناصر حزب الله في أيار عام 2013، حيث كانت تعتبر القلعة الحصينة لهم وللأجهزة الأمنية الاستخباراتية «الإسرائيلية» التي كانت تشرف وتدير المعارك في الداخل السوري، فمع فشل كل المحاولات في إسقاط الدولة السورية نظراً إلى تماسك الثالوث المقدس المتمثل بالشعب والجيش والقيادة السياسية وبدء الجيش السوري بأخذ زمام المبادرة والانتقال من استراتيجية الدفاع إلى استراتيجية الهجوم، كان لا بد من أن يتدخل رأس الأفعى في محاولة تحقيق ما فشلت به الأدوات التي بات بالدليل القاطع ارتباطها بالكيان الصهيوني، الذي يقدم لها كل الدعم اللوجيستي والغطاء الناري للاستيلاء على المناطق المحاذية للحدود في القنيطرة والجولان المحتل على أمل إقامة منطقة عازلة حدودية. ومع تصميم الجيش السوري على استعادة مواقعه في القنيطرة، واعتراض كبار الضباط في الجيش «الإسرائيلي» على دعم جبهة النصرة، أسقط من حسابات تل أبيب قيام منطقة عازلة تحكمها جبهة النصرة على الحدود مع الجولان المحتل، وبدء السقوط المرحلي لمشروع المنطقة العازلة، التي كانت تحضر على الجبهة الجنوبية من سورية بدعم «إسرائيلي» واضح لتأمين خط ربط الجولان السوري المحتل مع الجزء المحرر بما يسمح للقوى الإرهابية وأبرزها جبهة النصرة والجيش الحر بالسيطرة على مناطق أوسع، ولكن الجيش السوري وحلفاءه فرضوا معادلة عسكرية جديدة وبالذات في منطقة درعا دمشق القنيطرة معادلة أثارت قلقاً لدى «إسرائيل»، التي تتابع عن كثب المعارك الضارية بين الجيش السوري والجماعات الإرهابية، ومع احتدام المعارك الدائرة بين الجيش السوري والجماعات الإرهابية برز دور للطائفة الدرزية، بعد قتل 20 شخصاً منهم على يد جبهة النصرة في قرية قلب لوزة بمحافظة إدلب، الأمر الذي أجج لهيب الاقتتال وفتح المجال لتدخلات خارجية منها «إسرائيل» التي بادرت إلى إجراء اتصالات مع الصليب الأحمر والأمم المتحدة، لإقامة المنطقة العازلة التي تطمح لها في الجولان، وأكدت مصادر «إسرائيلية» رسمية الموضوع، حيث قالت إن «إسرائيل» تتابع عن كثب أوضاع الدروز في سورية، لتنضم هذه التصريحات لتلك التي أدلى بها ضابط كبير في الجيش «الإسرائيلي» والتي قال من خلالها إن «إسرائيل» لن تسمح بدخول اللاجئين الدروز إليها، وفي المقابل لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما شاهدت وقوع مذابح على حد تعبيره.
ويؤكد المتابعون فشل الجماعات الإرهابية في انتزاع أي تقدم عسكري أو سياسي بعد هجومها على مطار الثعلة العسكري غرب مدينة السويداء ووقوف أهالي المحافظة مع الجيش السوري في صد الهجوم، فصمد المطار وتكاتف الأهالي والفصائل المقاتلة إلى جانب الجيش بدل انفكاك اهالي المحافظة عنه تدريجياً وعن جسم الدولة، وبالتالي فشل التعويل على مشروع الدروز المخطط له منذ زمن لإقامة دويلة درزية في سورية. هذا المشروع الذي حاولت «إسرائيل» وأتباعها إحياءه من جديد، لإقامة دويلة درزية عازلة بين سورية و«إسرائيل» لبث الفتن والمؤامرات في جبل العرب الذي تسكنه الغالبية الدرزية.
ومع احتدام الاشتباكات في منطقة السويداء القريبة من الجولان بين الجيش السوري والفصائل الدرزية المقاتلة من طرف والجماعات الإرهابية من طرف آخر، وبذلك يكون سقط المخطط «الإسرائيلي» بسبب قوة الدولة السورية وولاء الطائفة الدرزية، الأمر الذي جعل من الجيش «الإسرائيلي» أن يعلن في 15 من الشهر الجاري منطقة شمال شرقي الجولان السوري المحتل منطقة عسكرية يمنع التجول فيها.