جنيف: مساعٍ للتوصل إلى هدنة إنسانية والأمم المتحدة تتحرك في الهامش الضيق للمصالح الدولية

تواصلت المفاوضات اليمنية في جنيف أمس وتركزت حول الهدنة الإنسانية التي يقول أحد أعضاء وفد صنعاء إن الاتفاق حولها كان وشيكاً لولا تدخل سفير تركيا. وأكدت مصادر مشاركة في اللقاءات إصرار الوفد الروسي على عدم انسحاب «أنصار الله» من عدن خشية من أن يملأ تنظيم «القاعدة» الفراغ.

ويذكر أن المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة بين الأطراف اليمنية تدور للتوصل إلى هدنة إنسانية خلال الساعات المقبلة. وإن المنظمة الأممية تسعى إلى التوصل لوقف النار من دون الدخول في التفاصيل.

وتحدث عضو وفد صنعاء عبد الملك الحجري عن أن الاتفاق على الهدنة الإنسانية كان وشيكاً أول من أمس لكن تدخلات السفير التركي افشلت الاتفاق، مضيفاً أن ورقة العمل تتضمن دراسة هدنة سياسية ترافق الهدنة الانسانية وصولاً إلى تسوية شاملة.

إلى هذا قال عضو المجلس السياسي لأنصار الله حمزة الحوثي للميادين إن المشاورات تشهد تقدماً وإنها ستمتد إلى نهاية اليوم الجمعة.

وقال حمزة الحوثي أيضاً إن المشاورات اللاحقة لا بد أن تفضي الى التوافق في شأن أسس الحوار بين اليمنيين مشدداً على أن المشاورات القائمة ستشمل تحديد مكان جديد للحوار في المرحلة المقبلة.

وقال وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المستقيلة رياض ياسين من جهته، إن وفد «انصار الله» وصالح لا يقدم تصوراً واضحاً للمشاورات وأمل بأن تفضي الساعات المقبلة الى استجابة للتشاور تحت مظلة الشرعية الدولية. وفي تصريح صحافي قال ياسين: «إن الانفلات الأمني في البلاد وما يجري من انفجارات متنقلة امور تشير إلى أن قوات صالح وأنصار الله لا تسيطر على شيء».

وأمل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ولد الشيخ أحمد من جهته، بتحقيق ما سماه إنجاز جمع الوفدين في غرفة واحدة، بينما كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يرفع سقف التوقعات بالوصول إلى اتفاق، ولو مبدئياً على هدنة إنسانية في شهر رمضان. لكن الأبواب الموصدة أمام مثل هذه الإنجازات حركت الضغوط الدولية على عواصم القرار، باتجاه التوصل إلى شيء ما يترك انطباعاً بالتعويل على جنيف بعد حين.

في الوقت الضائع يتنقل الشيخ أحمد بين الوفدين لانتزاع كلمة من هنا وحرف من هناك. وتحاول الأمم المتحدة إدارة النزاع بالتي هي أحسن بعد أن ضخمت قدرتها على تجاوز الوضع الميداني والسياسي في اليمن.

حتى أن أحد أعضاء وفد الرياض تهجم على الشيخ أحمد بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، معتقداً أن ولد الشيخ أحمد يعيق الأمم المتحدة عن تسليم السلطة إلى وفد الرياض والعودة بها إلى صنعاء.

وكانت الأمم المتحدة سعت إلى إدارة النزاع طيلة السنوات الأربع قبل الأحداث الأخيرة، وتوقعت نجاح مسعاها في أقلمة اليمن وفرض الوصاية عليه. لكن اليمن بدا عصياً على هذه الوصاية في قلب الطاولة على أعقابها ولم تبحث الأمم المتحدة عن أطر حوار وعن رؤى سياسية جديدة، بل باركت الدمار والحصار في جنيف.

وتحاول الأمم المتحدة إلقاء اللوم على اليمنيين في استكمال الحرب لكنها لم تشر إلى الحصار الذي فرضه غير اليمنيين ولا إلى الضربات الجوية المستمرة كما لم يحدث من قبل.

يبدو أن الأمم المتحدة تتحرك في الهامش الضيق الذي تتركه لها مصالح الدول الكبرى وحلفائها الإقليميين وربما لا يتسع هذا الهامش إلى تلبية رغبتها في إعادة الوفد إلى صنعاء.

ميدانياً، لم يخل المشهد اليمني في أول أيام رمضان المبارك من مسلسل غارات التحالف السعودي. ففي اليوم الاول من الشهر الفضيل سجّلت سلسلة غارات على جبل فج عطان، وفي العاصمة أيضاً تمّ تفكيك عبوة ناسفة بالخط العام في منطقة شملان. وسجل تحليق مكثف لطائرات التحالف السعودي في سماء محافظة صعدة على وقع قصف صاروخي ومدفعي في حجة طاول المداحشة وجمارك وحرض والمعين والخدور.

وفي السياق، سيطر الجيش اليمني واللجان الشعبية على موقع المخروق العسكري السعودي في مدينة نجران جنوب السعودية، فيما غنموا كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد من معسكر اللبنات في الجوف التابع لـ«القاعدة» بعد السيطرة عليه.

ورفعت القوات اليمنية العلم الوطني في الموقع، كما قصف الجيش مركزاً للشرطة السعودية في ظهران الجنوب، إضافة إلى استهداف معسكر الحمامة في المنطقة نفسها بصواريخ غراد.

كذلك تم إعطاب آلية سعودية أثناء محاولتها التمركز قرب جبل تويلق.

ووفقاً لـ«يمني برس» تقدمت قوات الجيش واللجان الشعبية في مديرية دار سعد باتجاه مدينة الإنشاءات بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات هادي وعناصر «القاعدة» المساندة للعدوان السعودي.

وحسب وكالة «مرصد» أفاد مصدر عسكري ميداني أن قوات الجيش واللجان الشعبية أحرزوا تقدماً كبيراً في مديرية دار سعد باتجاه مدينة الإنشاءات، إضافه إلى تقدمهم في المنصورة حيث طهروا العديد من العمائر التي كانت تتمركز فيها ميليشيات هادي و«القاعدة» باتجاه البريقة. وأضاف المصدر أن قوات المدفعية استهدفت مخزن أسلحة في منطقة خور عميرة ما أدى لاحتراقه.

وأكد المصدر أن رجال الجيش واللجان استهدفوا أيضاً تجمعاً لميليشيات هادي و«القاعدة» في خور عُميرة بالقذائف المدفعية ما أدى الى مقتل وجرح العشرات منهم.

وتمكن الجيش واللجان الشعبية من استعادة أسلحة كبيرة وعتاد عسكري ثقيل بعد سيطرته على معسكر اللبنات التابع لـ«القاعدة» في الجوف.

ومن بين الأسلحة التي غنمها رجال الجيش دبابات ومدافع ومضادات طيران، إضافه إلى أسلحة سعودية خفيفة ومتوسطة متطورة من بينها بنادق كلاشنيكوف من طراز «جيتري».

وإضافة إلى آلاف القطع من الأسحلة الخفيفة والمتوسطة غنم رجال الجيش واللجان أيضاً مئات السيارات من نوع «شاص» قدمتها لهم السعودية في وقت سابق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى