هجوم إعلاميّ من «إندبندنت» على «مملكة الرمال» ملهمة الحركات الإرهابية
ربما هي مجرّد «صحوة» إعلامية بريطانية. وربّما تسلّلت الحقيقة استثنائياً إلى الأقلام الانكليزية. إذ إنّ صحيفة «إندبندنت» البريطانية، ميّزت نفسها أمس عن شقيقاتها في البلاد التي لم تكن تغيب الشمس عن مستعمراتها، وعن زميلاتها في بلاد ما وراء البحار. أما الميزة والتفرّد، فيتمثل في الهجوم منقطع النظير ـ بريطانياً ـ على المملكة العربية السعودية.
وفي هذا السياق، نورد تقريرين منفصلين في التفاصيل، ولو تشابها في الشكل والأهداف. إذ قالت الصحيفة في التقرير الأول، إنه مع بدء شهر رمضان، توقع الكثيرون أن هناك سبباً كافياً لإبرام هدنة في اليمن الذي تمزّقه الحرب، إلا أن هذه التوقعات باءت بالفشل. وأضافت أن محادثات السلام التي تُجرى في جنيف بين طرفَي النزاع في اليمن، فشلت في التوصل إلى اتفاق، الأمر الذي لم يكن مستغرباً. مشيرةً إلى أن الضربات الجوّية السعودية التي كانت تهدف إلى دعم الرئيس اليمني المخلوع عبد ربه هادي، أثبتت فاعليتها في إزهاق أرواح المدنيين، إذ استهدفت الطائرات الملكية السعودية مجموعة من الأشخاص الهاربين من المعارك في عدن، فراح ضحيتها 32 مدنياً.
وفي التقرير الثاني ـ الأكثر تشدّداً ـ انتقد الكاتب فرانسيز ويين، تواطؤ بريطانيا الفاضح مع نظام آل سعود وتغاضيها الكامل عما يرتكبه من انتهاكات واسعة وجرائم تماثل بفظاعتها تلك التي يرتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي. وفي معرض تعليقه على قضية المدوّن السعودي رائف بدوي والحكم عليه بالسجن والجَلد بعد دعوته إلى النقاش والإصلاح السياسي، قال ويين إن النظام السعودي وحشيّ لا يقبل الانشقاق عنه ولديه حكم إعدام جاهز وشديد التصميم على نشر الفكر الوهابي المتطرف خارج حدود السعودية مثله في ذلك مثل تنظيم «داعش» الإرهابي.
«إندبندنت»: الضربات السعودية على اليمن تقوّض الأمل في إرساء السلام
نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية في عددها الصادر أمس الخميس مقالاً تحت عنوان «الضربات الجوية السعودية التي استهدفت اليمن، تقوّض أيّ أمل في التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط».
وقالت الصحيفة إنه مع بدء شهر رمضان، توقع الكثيرون أن هناك سبباً كافياً لإبرام هدنة في اليمن الذي تمزّقه الحرب، إلا أن هذه التوقعات باءت بالفشل.
وأضافت الصحيفة أن محادثات السلام التي تُجرى في جنيف بين طرفَي النزاع في اليمن، فشلت في التوصل إلى اتفاق، الأمر الذي لم يكن مستغرباً.
وأشارت الصحيفة إلى أن الضربات الجوّية السعودية التي كانت تهدف إلى دعم الرئيس اليمني المخلوع عبد ربه هادي، أثبتت فاعليتها في إزهاق أرواح المدنيين، إذ استهدفت الطائرات الملكية السعودية مجموعة من الأشخاص الهاربين من المعارك في عدن، فراح ضحيتها 32 مدنياً.
وأوضحت الصحيفة أن الفوضى العارمة تعمّ أرجاء اليمن، إذ قُتل حوالى 1412 مدنياً كما أصيب 3423 شخصاً على الأقل بحسب تقارير الأمم المتحدة.
وانتقدت الصحيفة المملكة العربية السعودية قائلة إنه ليس لديها أي فكرة عن الديمقراطية الليبرالية كما أنها تميزت ببربريتها المتمثلة في جلد المدوّن السعودي رائف بدوي بسبب نشره آراءه الخاصة على الإنترنت.
وختمت الصحيفة بالقول إن السعودية لا تستحق أن تربح في أي معادلة، إلا أن ذلك الأمر سيكون كارثة، لأن عدم الاستقرار في المنطقة الذي يحيط بها، والذي أطاح بعدد من القوى الحاكمة فيها، سيلقي بظلاله عليها وعلى النفط، الأمر الذي لا يريده أحد أن يتحقق.
«إندبندنت»: نظام الحكم في السعودية وحشيّ ويماثل بفظاعته «داعش»
انتقد الكاتب في صحيفة «إندبندنت» البريطانية فرانسيز ويين، تواطؤ بريطانيا الفاضح مع نظام آل سعود وتغاضيها الكامل عما يرتكبه من انتهاكات واسعة وجرائم تماثل بفظاعتها تلك التي يرتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي.
وفي معرض تعليقه على قضية المدوّن السعودي رائف بدوي والحكم عليه بالسجن والجَلد بعد دعوته إلى النقاش والإصلاح السياسي، قال ويين إن النظام السعودي وحشيّ لا يقبل الانشقاق عنه ولديه حكم إعدام جاهز وشديد التصميم على نشر الفكر الوهابي المتطرف خارج حدود السعودية مثله في ذلك مثل تنظيم «داعش» الإرهابي.
ولفت ويين إلى أن المصالح الاقتصادية والتجارية الضخمة التي تربط بريطانيا والسعودية لا تسمح للمسؤولين البريطانيين بالجرأة على انتقاد ما يقوم به نظام آل سعود، والأسوأ من ذلك أن بعضهم بدأوا تبرير الاحكام التعسفية التي يطلقها هذا النظام الذي يعود في ممارساته إلى العصور الوسطى.
وأشار ويين إلى تصريحات وزيرة الشؤون الخارجية البريطانية البارونة إنلاي التي حاولت فيها الدفاع عن الحكم الظالم بحق بدوي وتبريره بقولها أمام مجلس اللوردات «علينا أن ندرك أن ما تفعله الحكومة السعودية في هذه الحالة يحظى بتأييد الغالبية الساحقة من الشعب السعودي». متسائلاً عن السبب الذي دفع المسؤولة البريطانية للوصول إلى مثل هذه القناعة الغريبة التي تلمّح في باطنها إلى أن الشعب السعودي متطرّف وأنه يشعر بالسعادة لرؤية مدوّن وهو يُجلَد.
وعلّق ويين على الاحصاءات التي كشفت أن نظام ال سعود نفّذ منذ بداية العام الحالي 100 حالة إعدام قائلاً: «يبدو أن السعودية تتباهي أمام تنظيم داعش الإرهابي بإنها قادرة على القيام بما يقوم به». وتابع بلهجة ساخرة: «لماذا لا تصف الوزيرة البريطانية الإعدام الذي يقوم به التنظيم الارهابي بأنه يحظى بموافقة الغالبية الساحقة في المناطق التي ينتشر فيها».
واعتقل بدوي في 17 حزيران عام 2012 وحُكم عليه بالسجن عشر سنوات وغرامة مليون ريال، وألف جَلدة موزّعة على 20 أسبوعاً. وهو مؤسس الشبكة الليبرالية السعودية الحرّة مع الناشطة سعاد الشمّري.
«واشنطن تايمز»: معلومات استخبارية معيبة تؤجّل خططاً عسكرية أميركية في العراق
أرجأت وحدات خاصة في الجيش الأميركي تلقّب بـ«وحدات القبعات الخضر» عمليات كان مخططاً لها في العراق هذه السنة، نتيجة معلومات معيبة وناقصة تخصّ الحرب على تنظيم «داعش».
وقالت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية إنها حصلت على نسخة من مذكرة الإرجاء التي أوضحت أن ملفات البيانات الرسمية الخاصة بمسرح العمليات قد دمّرت عند مغادرة القوات الأميركية العراق في كانون الأول 2011.
ونتيجة لذلك، فقد اعتمدت الوحدات الخاصة الأميركية على جمع المعلومات الاستخبارية من مصادر متناثرة، خصوصاً الحواسيب الخاصة بالأشخاص الذين عملوا في العراق، وما تبقى على ألواح التخزين الخاصة بهم.
كتب المذكرة قائد الوحدة الأولى للقوات الخاصة الأميركية التي تتألف من حوالى ألف وأربعمئة عنصر من «القبعات الخضر» عندما كانت الوحدة تتهيّأ لنشر بعض أفرادها في العراق.
ووصف القائد في مذكّرته ما يحدث بأنه «تكرار لأخطاء الماضي»، ووصف النقص في البيانات الاستخباراتية المنظمة بأنه يحدّ من القدرات في مواجهة تنظيم «داعش».
واعتبرت الصحيفة المذكرة المؤلفة من سبع صفحات أنها تقييم لقدرة الولايات المتحدة على الاستفادة من منظومة المعلومات الاستخباراتية الميدانية بعد 14 سنة على شن الحرب ضدّ الإرهاب.
وحثّ المشرّع الجمهوري دنكن هنتر قائد الوحدات الخاصة في الجيش الأميركي على الحرص على إرسال معلومات استخبارية دقيقة للوحدات العاملة في العراق. ووصف هنتر منظومة الاستخبارات العاملة بأنها «معيبة» في نواحٍ كثيرة.
واتهم هنتر ـ الذي كان في السابق ضابطاً في البحرية الأميركية المارينز ـ ضباطاً في الجيش بـ«عدم تشجيع القادة على طلب حلول بديلة، وصرف الأموال على بدائل مكررة ومتوفرة في السوق التجاري».
يذكر أن البيت الأبيض كان قد وافق الأسبوع الماضي على إرسال أكثر من أربعمئة مدرّب أميركي إضافي إلى العراق للمساعدة في جهود تطوير القوات الحكومية المسلحة لمواجهة تنظيم «داعش» الذي استطاع في منتصف الشهر الماضي انتزاع السيطرة على مدينة الرمادي العراقية معقل العرب السنّة في العراق.
وعلى رغم أن الرمادي ليست ذات أهمية استراتيجية من حيث الموقع، فإنها تحمل دلالات كبيرة، فهي عاصمة العرب السنّة في العراق، وإعادتها إلى قبضة حكومة بغداد ستكون عاملاً إيجابياً في معركة استرداد الموصل، ثاني أكبر مدن العراق التي وقعت بيد التنظيم الإرهابي قبل أكثر من سنة.
وفي ظل تحقيق التنظيم مكاسب متوالية، تتكرر الانتقادات للبيت الأبيض واتهامه بعدم امتلاك إستراتيجية محددة ومتكاملة لاحتواء خطر التنظيم.
ويقود مشرّعون أميركيون مسعى لتشريع يمنح البيت الأبيض سلطات واضحة لقتال تنظيم «داعش»، ويتمتع هذا المسعى بتأييد الحزبين الأميركيين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي.
«واشنطن بوست»: ضربات «قطع الرأس» الأميركية قضت على قيادات «القاعدة» لا «داعش»
علّقت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية على الضربات الأميركية ضد قياديين في تنظيم القاعدة في كل من ليبيا واليمن خلال الأسابيع الماضية، وقالت إنّ الولايات المتحدة أظهرت مرة أخرى مدى تفضيلها لقدرة غريبة على إيجاد أهم الإرهابيين المطلوبين في العالم في بعض أكثر البيئات الفوضوية، وتوجيه ضربات قاتلة لهم من الجو.
لكن الانتشار المستمر لايديولوجية «القاعدة»، وظهور أفرع جديدة وحشية ومن بينها «داعش»، قد سلّطا الضوء على حدود استراتيجية أميركية لا تزال تعتمد إلى حدّ كبير على ضربات «قطع الرأس». وقد أكد مسؤولون أميركيون أمس، أن ناصر الوحيشي، زعيم «القاعدة» في اليمن قد قتل بصاروخ أطلِق من طائرة من دون طيار تابعة لـ«CIA».
وجاء ذلك بعد يوم من تصريحات مسؤولين أميركيين أن العميل السابق لـ«القاعدة» في ليبيا مختار بلمختار قد قتل على ما يبدو في قصف يوم السبت الماضي من قبل طائرات أميركية مقاتلة. وتحدث المسؤولون في إدارة أوباما عن التأثير المحتمل للعمليات.
وقال المتحدث بِاسم البيت الأبيض نيد برايس، أن مقتل الوحيشي يزيل من ساحة المعركة زعيماً إرهابياً ذا خبرة، ويجعلهم أقرب إلى إضعاف تلك الجماعات وهزيمتها. لكن مدى هذا الاقتراب يظل غير واضحاً، فمسؤولون وخبراء كثيرون في مجتمع مكافحة الإرهاب الأميركية يرون الآن أن تدمير «القاعدة» ونسلها هدف أبعد بكثير من أيّ وقت مضى منذ هجمات أيلول 2001.
وقد استفادت الجماعات الإسلامية من الاضطراب السياسي الذي حدث في الشرق الأوسط لتحقيق مكاسب في جهود التجنيد والاستيلاء على الأراضي وبسط النفوذ. وكانت الأماكن التي وجّهت فيها الضربات الأميركية مؤخراً، دولاً أدّى انهيار حكوماتها المركزية إلى تمكين العناصر الإسلامية الراديكالية من الازدهار. وحتى مع عدم وجود على الأرض أو وجود شركاء في تلك الأماكن، استطاعت الولايات المتحدة الحفاظ على الوصول إلى الأهداف. لكن في تعبير عن مدى تغير التوقعات التي تعقب مثل تلك العمليات، قال الخبراء والمسؤولون الأميركيون، إن تلك الضربات ربما تثبت أنها ذات ميزة للجماعات الصاعدة مثل «داعش» بقدر ما هي مضرّة بـ«القاعدة».