الهاني لـ«الميادين»: هناك اتجاه دولي عام يتجه نحو التصدي للإرهاب ولحاضنته الأساسية
قرأ رئيس تحرير جريدة «الصحافة اليوم» زياد الهاني الأحداث والتطورات الأخيرة في ليبيا على أنها «جزء من التطورات التي تحصل في المنطقة ككل، فليبيا عانت كثيراً من الفوضى وتحولت إلى قاعدة للإرهاب ومنطقة لبث الفوضى على كامل جوارها ومحيطها. ففي ليبيا يُغتال قيادات جيشها في وضح النهار، وهي تعاني من عدم الاستقرار الذي انعكس بشكل سلبي على حياة المواطنين واقتصادهم وأمنهم، فما يحصل في ليبيا الآن هو رد فعل طبيعي على وضع غير طبيعي آن له أن ينتهي».
وأضاف الهاني: «هناك عملية انتخابات جارية حالياً في ليبيا، وهي الانتخابات البلدية، ومن المستغرب أنها لم تثر اهتمام المتابعين، فحدد موعد للانتخابات المقبلة التي ستكون خلال الشهر المقبل بهدف انتخاب برلمان جديد تتوافر فيه الشرعية التي افتقدها البرلمان الحالي، ومن هنا جاءت محاولات تمرير حكومة أحمد معيتيق كحركة انتقالية بين الوضع الحالي ووضع عودة الشرعية، فانتخاب أحمد معيتيق رافقه الكثير من الجدل حول مدى شرعيته ولكن تطورات الوضع على الميدان وخصوصاً عملية الكرامة التي يقودها اللواء خليفة حفتر، ومدى التفاف الناس والقطاعات العسكرية والثوار حوله هي التي ستكون المحدد الأساسي لمستقبل التطورات في ليبيا».
وفي الموضوع الإقليمي قال الهاني: «كل دولة تنطلق في تعاطيها مع الوضع الليبي من مصالحها الشخصية، فالوضع بالنسبة للجزائر أو تونس أو مصر هو نفسه والذي يتمثل بحماية أنفسها من هذه البؤرة التي تصدر عدم الاستقرار وتصدر الإرهاب».
وأضاف الهاني بأن هناك اتجاهاً دولياً عاماً يتجه نحو التصدي للإرهاب ولحاضنته الأساسية وهي حركة الإخوان المسلمين، والتي أعطيت فرصة لتتحوّل إلى منظمة سياسية ديمقراطية ولكن فشلت فشلاً ذريعاً بكل الفرص التي قدمت لها فما يجري بليبيا هو انعكاس لما يتقرر على الصعيد الدولي».
أما في ما يتعلّق بالتسريبات حول وجود قوات أميركية في الصحراء التونسية أوضح الهاني أن «هذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن وجود قوات أميركية في تونس، فهذا الموضوع طرح بشكل أولي على أنه يعدّ مستشفيات ميدانية في الصحراء التونسية لاستعمالها من قبل القوات الأميركية، فصدر تكذيب في وقتها ثم أردف بتوضيح أن هذا العمل هو في إطار التعاون مع القوات التونسية، وأن هذه المستشفيات تعدّ للاستخدام من قبل القوات التونسية وليس الأميركية».
أما في ما يتعلّق بوجود طائرات أباتشي في قاعدة أرمادا في الصحراء التونسية، قال: «هذا الأمر قد نفاه العميد توفيق الرحموني، لكن هذا لا يمنع بأن شيئاً ما يعدّ للتعامل مع أي تطورات محتملة في الوضع الميداني الليبي».
وحول تطور الأوضاع الميدانية في سورية في ظل التوازنات الدولية والإقليمية اعتبر الهاني أنه «بات من الواضح الآن أن الغرب وفي مقدمه الولايات المتحدة لا يمكنه أن يغفل الموقف الروسي، والذي يعدّ موقفاً متقدماً ومعه الموقفان الصيني والإيراني من مجمل الأحداث في المنطقة، خصوصاً مع فتح جبهة أوكرانيا والتطورات التي وقعت في القرم. فاليوم هناك واقع جديد يتمثل بأن الجيش العربي السوري هو من يسطّر الانتصارات على الميدان ويعيد المنطقة تلو الأخرى إلى حضن الدولة السورية. المسألة السورية حسمت استراتيجياً منذ معركة القصير، هذه المعركة هي التي أحدثت المنعطف في مصير المنطقة بكاملها، لذلك التطورات التي حدثت في مصر وتونس لا يمكن أن تفصل عما حصل في القصير. إذاً من الناحية الاستراتيجية المعركة حسمت، والمسألة هي مسألة زمن ومتوقفة على جملة توافقات اللحظة الأخيرة التي ستحصل حيث هناك دعوات سعودية الآن للتفاوض مع إيران حول ترتيب الأوضاع في المنطقة. إن الذين خططوا للأحداث في سورية لم يقرأوا التاريخ جيداً. ومستشاروهم الذين أشاروا عليهم للهجوم على سورية، وهم من حركة الإخوان المفسدين في الأرض لم يفهموا طبيعة الشعب السوري بأن هذا الشعب بقدر تطلعه للحرية والكرامة والديمقراطية، إلا أنه شعب عريق ومتأصل بالحضارة ولا يقبل أبداً مذلة الاحتلال الأجنبي، والعيش تحت مظلة حذاء السيطرة والسطو الأجنبية، فهناك واقع جديد يبنى في سورية اليوم ولن تقف عجلة التطور عند هذه المحطة الانتخابية، إنما بعد استقرار الأوضاع وإبعاد الخطر الداخلي والخارجي ستكون سورية منفتحة على العالم وهي مؤهلة لذلك».
وختم الهاني: «هناك مشكلة حقيقية داخل كيان العدو نتيجة غياب أي أفق للسلام مع الفلسطينيين، فباب المزايدات قد فتح منذ فترة طويلة على الحقوق الفلسطينية ومن هو الطرف القادر أن يدوس أكثر على هذه الحقوق. وانعدام الرؤية حول السلام هو من يوقّع القيادات الإسرائيلية في مثل هذا التخبّط».