غيراسيموف: لا نستبعد قيام الغرب بعملية عسكرية ضد سورية
دخل جنوب العاصمة السورية دمشق أمس على خط المصالحات، لتلتحق مناطق القدم والعسالي وجورة الشريباتي بسابقاتها في برزة وببيلا ويلدا، ما ضيّق الخناق على مناطق مخيم اليرموك والحجر الأسود، في وقت كثر الحديث عن جهود تُبذل لضم منطقة داريا إلى خندق المصالحات، الأمر الذي يوسّع طوق الأمان حول العاصمة في ظل العمليات العسكرية المستمرة في منطقتي المليحة وجوبر.
الاتفاق الذي ضم 32 بنداً، يقتضي وقف إطلاق النار وتسوية أوضاع من يرغب من المسلحين وبدء أعمال إعادة تأهيل البنية التحتية في هذه المناطق وإزالة الدشم وانتشار وحدات من الجيش السوري داخل الأحياء.
جاء ذلك في وقت واصلت وحدات الجيش السوري والقوات الرديفة عملياتها العسكرية في محيط دمشق، حيث شنّ الطيران الحربي أربع غارات استهدفت تجمعات المسلحين في جوبر، فيما نفذت وحدات الجيش عمليات في محيط برج فتينة وبرج المعلمين في الحي.
كذلك دمر الجيش غرفة عمليات للمسلحين قرب ساحة غبير في عربين، فيما استهدفت مدفعيته تجمعات للمسلحين في مسرابا ودير العصافير وزبدين ووادي عين ترما وزملكا وسقبا وحمورية ومزارع عالية في دوما، بينما نفذت وحدات من الجيش عمليات في مناطق عدرا العمالية وعدرا البلد ومقالع البتراء قرب جيرود.
وفي حلب، واصل الجيش السوري عملياته في محيط السجن المركزي وتمكنت وحداته من السيطرة على مناطق معمل السيف ومبنى مديرية الزراعة ومطعم سومر وجامع الجبيلة ومحطة «أم تي أن» ومزرعة الرعوان، فيما استهدفت وحدات أخرى مسلحين في محيط كويرس ورسم العبود والمدينة الصناعية وحندرات والليرمون وخان العسل وعبطين ومارع وحريتان وحيان وعندان ومعارة الارتيق وكفر حمرا وحلب القديمة وهنانو وجمعية الصحافيين، إضافة إلى بابيص والعويجة والمسلمية وتل رفعت والإنذارات والمنطقة الحرة والراشدين وحريبل والكاستيلو، ما أسفر عن مقتل كثير من المسلحين وتدمير آلياتهم.
وفي المنطقة الوسطى، استهدفت وحدات الجيش المسلحين في أحياء مدينة مورك وفككت عدداً من العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون قبل انسحابهم من الأحياء، فيما استهدفت وحدات أخرى مسلحين في مناطق بزابور بجبل الزاوية ورام حمدان وجب الأحمر ودوير الأكراد في جسر الشغور ونحليا ومحيط جبل الأربعين وكفر نجد ونحلة وفي كفرلاتا وشمال الست رحمة وتل الفيوم بمنطقة سهل الروج، واستهدفت وحدات الجيش المنتشرة في ريف حمص مسلحين في تلدو بريف الحولة وفي تلبيسة وخربة الآغا غرب حسياء وكفرلاه ودير فول بالرستن.
يأتي ذلك في وقت واصلت قوات الجيش السوري عملياتها في مناطق نوى وجاسم وانخل في ريف درعا، وتمكنت من قتل عدد من المسلحين وفككت عبوات ناسفة، واستهدفت وحدات أخرى مسلحين في مناطق السيخ مسكين وداعل والصورة والحراك وحي المطار ومحيط جامع أبي بكر ومحيط بناء الاتصالات بدرعا البلد وفي بلدة النعيمة وعلى تقاطع سملين زمرين.
من جهة أخرى، أعلن رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف أنه لا يستبعد قيام الغرب بعملية عسكرية ضد سورية، مشيراً إلى أنه في حال سقط النظام الحالي في سورية فإن الراديكاليين الإسلاميين سيأتون إلى السلطة وستتحول البلاد إلى مركز لتصدير الإرهاب والتطرّف والسلاح والمخدرات من الشرق الأوسط إلى أوروبا وغيرها من المناطق في العالم.
وأشار غيراسيموف إلى أن الحال في سورية مختلفة عن السيناريو الليبي إذ «الاستعمال العلني للقوة من قبل الدول التي تساند المعارضة لم يجر بعد، الرهان هنا على التدفق الذي لا ينضب من المرتزقة الأجانب والمقاتلين الراديكاليين، وعلى توريد الأسلحة للقوات المعارضة للحكومة».
وبحسب تقويم غيراسيموف للأحداث فإن سورية حالياً «ميدان لتحضير الإرهاب والمقاتلين ليس فقط من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بل ومن البلدان الأوروبية المزدهرة». وأكد أن النزاع السوري الداخلي «تحول إلى حرب القوى الإسلامية الراديكالية الآتية من العالم أجمع تقريباً ضد دولة ذات سيادة»، وفي الوقت ذاته «لا يمكن استبعاد إجراء عملية عسكرية ضد دمشق».
وأشار غيراسيموف إلى أنه لخلق الظروف الضرورية وإجراء هذه العملية يتوجب القيام بحملة دعائية شاملة مبنية على قرار مجلس الأمن 2118 حول سورية، الذي «يبرر إجراء عملية عسكرية في حال حدوث مشاكل في عملية التخلص من الكيماوي».