استمرار العدوان السعودي يسقط الهدنة الإنسانية

ناديا شحادة

جاء تصريح مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد الذي أعلن فيه عدم التوصل الى هدنة انسانية في محادثات السلام في جنيف بين المكونات والأحزاب السياسية اليمنية، تلك المحادثات التي انهارت تحت المزيد من المجازر في ظل استمرار الغارات الجوية السعودية حيث نجحت الأخيرة بمنع مؤتمر جنيف من الإعلان عن هدنة الانسانية.

السعودية التي اخطأت استراتيجيا عندما اتخذت قرارها بالاعتداء على خاصرتها الحساسة حيث بات واضحاً فشلها في السيطرة على اليمن بما فيها من خيارات ومواقع استراتيجية على الخريطة اليمنية، فالمملكة باتت تدرك جيداً ان حربها في اليمن ضد الحوثيين وانصار عبدالله صالح لم تسر على الشكل المأمول وباتت ترتد سلباً على المملكة من خلال حرب حدودية، فالفشل السعودي في العدوان على اليمن لا يتمثل في عدم تحقيق أية أهداف في هذه الحرب التي لا تستهدف سوى المدنيين، بل إن الفشل السعودي يظهر في شكل واضح من خلال عدم القدرة على رد نيران الجيش اليمني واللجان الشعبية التي انطلقت باتجاه المواقع العسكرية السعودية رداً على تمادي العدوان، حيث حذر الباحث السعودي حمزة الحسن الى انه لطالما تم التحذير من أن الفشل السعودي في العدوان على اليمن سوف يرتد على الداخل السعودي فما يجري الآن في اليمن يظهر ان هناك هزيمة سياسية وأخلاقية للنظام السعودي الذي بدأ منسوب القلق لديه يتزايد نتيجة الانتصارات التي حققها الحوثيون على الأرض، وبات واضحاً ان التراجع الحوثي بما يمنح السعودية مخرجاً يناسبها للخروج من المصيدة اليمنية غير ممكن، فالحوثيون الذين رفضوا الاعتراف بمنصور هادي حيث كان أعلن عضو المجلس السياسي لحركة انصار الله محمد البخيتي في 9 آذار من العام الحالي ان قرارات هادي فقدت شرعيتها لانه لم يعد رئيساً لليمن، بل أصبح بنداً على طاولة المفاوضات وأصبح قرار تحديد مصير اليمن بيد القوى السياسية، فما يؤكد عليه المتابع للشأن اليمني ان رفض الحوثيين الاعتراف بهادي او ترك المدن التي سيطروا عليها وتسليم سلاحهم في ذروة الحرب، من المستحيل ان يقبلوا تلك الشروط وهم يحققون الانتصارات، في ظل القصف الجوي المستمر، فباتت المملكة تعيش مأزق يصعب الخروج منه، وأصبح الصراع مرشحاً للتفاقم والاستدامة وارتكاب المزيد من المجازر بحق اليمنيين، ليتكرر امامنا المشهد «الاسرائيلي» في حرب تموز 2006 فمن خلال مقارنة سلوك وافعال الجيشين ضد ضحاياهم، يضع الكثير من أوجه الشبه بين النظامين امام أعين المحللين الذين يؤكدون ان السعودية استخدمت في حربها على اليمن من حيث الاستراتيجية العسكرية ونوع الحرب ادوات تم استخدامها في النسخة «الاسرائيلية» من حرب الـ33 يوماً ضد لبنان، حيث سعت المملكة من خلال ضرباتها الجوية الى تدمير البنية التحتية والبنية الدفاعية والاقتصادية لليمن وهي الاستراتيجية نفسها التي استخدمتها «اسرائيل» في حرب تموز، ووصلت صواريخ المقاومة الى الداخل «الإسرائيلي» وأصبح العديد من المدن «الاسرائيلية» في مرمى نيران المقاومة اللبنانية، فلجأت «اسرائيل» الى التصعيد وارتكاب العديد من المجازر بتكثيفها للغارات الجوية، ليتم الضغط عليها من دول صناع القرار في العالم لايقاف حربها على لبنان.

السعودية التي تستخدم المنطق «الاسرائيلي» نفسه وهذا ما اكده سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه في 17 نيسان من العالم الحالي، حيث قال ان عاصفة الحزم تستخدم المنطق الاسرائيلي نفسه لتبرير ارتكاب مجازرها في اليمن فالحصار والقتل والحملة الاعلامية تشبه ما جرى في حرب تموز عام 2006، ويؤكد المتابعون على انها ستلجأ الى التصعيد العسكري، وسترتكب العديد من المجازر كالتي شهدناها قبل الهدنة الانسانية الاولى.

فمع تصريحات المبعوث الأممي لليمن التي قال فيها ان في الايام المقبلة سيتم بذل الجهود للتوصل الى هدنة، ومع التصعيد العسكري السعودي يبقى السؤال هل سنشهد احداثاً تعيد الوفود اليمنية الى جنيف خلال شهر رمضان وتفرض الهدنة الانسانية التي يطمح بها ابناء الشعب اليمني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى