«الجزيرة»… من «فقاعات» الصدقية إلى «دبابيس» الحقيقة!
فاديا مطر
هي القناة التلفزيونية «التي تملك دولة» كما عبّر عنها الكاتبان الفرنسيان المشهوران نيكولا جو وجاك بورجيه، فهي ليست من نبذ عبقرية حكام قطر ولا من ولادات أفكار المشيخة الإخوانية، بل هي منذ انطلاقها عام 1995 غداة اغتيال رئيس الوزراء «الإسرائيلي» إسحاق رابين واتخاذ الأميركيين قراراً بتغيير القواعد السياسية للدول العربية من طريق «الثورات الناعمة» في ايلول من العام 2010، بالاعتماد على الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية التي تُدار مباشرةً من الولايات المتحدة الاميركية، لتكون قناة «الجزيرة» القطرية إحدى بنادقهم في مؤامرة «الربيع العربي» بطريقة تصوير المشاهد المفبركة والممنهجة إعلامياً وتقنياً، في منظومة هائلة من المصالح القطرية المجهولة التمويل والواضحة الرؤية من لقاء مديرها وضاح خنفر مع تسيبي ليفني وزيرة الخارجية «الإسرائيلية» في 8 نيسان 2008 ولقاء الأمير حمد بن خليفة مع الشخصية نفسها في 16 آذار 2014، والتي كانت قد اعترفت الوزيرة «الاسرائيلية» سابقاً باعترافات أخلاقية تبدأ من القتل ولا تنتهي بالدعارة في تصريح لها يوم 8 تشرين الثاني 2013، فمن أكثر اللقاءات المتصهينة لقناة «الجزيرة» قطر المشبوهة، والتي ليس آخرها ما استضافته القناة عبر لقاء متلفز لأبرز قادة الإرهاب الدموي في العالم «أمير تنظيم جبهة النصرة الارهابية»، والتي كتبت «الجزيرة» حبر لقائه بدماء الأبرياء من السوريين في لقاء مع مذيعها المصري الإخواني احمد منصور الذي اعتقلته السلطات الألمانية في مطار برلين الدولي في 20 حزيران الجاري بناء على مذكرة توقيف من السلطات المصرية إلى الشرطة الدولية «الأنتربول» التي ألقت القبض عليه بعد إرسال الأمن المصري ملفه الإعلامي إلى ألمانيا، والتي سارعت قناة «الجزيرة» بعدها الى المطالبة بالإفراج عنه قبل وصول التنسيق الأمني المصري ـ الدولي إلى اجراءات تسليمه إلى مصر عبر وزارة الداخلية بعد تكليف المستشار هشام بركات النائب العام لمكتب التعاقد الدولي بمتابعة إجراءات تسليم إعلامي «الجزيرة» الإخواني أحمد منصور الذي اخترق مع قناته المسمومة قوانين مجلس الامن الدولي الذي ادرج «النصرة» الإرهابية على لائحة الإرهاب في 31 أيار من العام 2013 بسبب ارتباطها بتنظيم «القاعدة»، وفرض قرار عقوبات يقضي بتجميد أموال التنظيم الارهابي على الصعيد الدولي وحظر إمداده بالسلاح، ليقع معتمد الارهاب الذي استضاف الجولاني الارهابي تحت الاعتقال بما يستحق من محاكمة مع قناته الوهابية التي ليس غريباً عنها دفع الأموال باتجاه التحريض الممنهج ضد الحكومات المقاومة لـ«إسرائيل» عبر شراكة متجددة مع الإدارة الصهيو ـ أميركية والمجتمع الدولي المتآمر في عملية تطبيق المبادئ الدولية والحقوق الانسانية، سياسياً واقتصادياً وإعلامياً، ليبدأ سقوط أدواته من «الجزيرة» القطرية إلى «العربية» السعودية في توالي امتداد لسقوط أعلاميي هذه القنوات التي اعتمدت الأجندات الطائفية والأساليب الخبيثة والتخريب الدنيء عبر التكفيريين والإرهابيين ولتكريس التشخيص الأميركي غير البريء للمنطقة، لإحداث ثغرات ارهابية في المشاهد السياسية والجغرافية لدول المقاومة التي تقف في وجه المشروع الصهيو ـ اميركي الأقليمي، لتمزيق ما بقي منها، فما سقوط اعلاميي مثل زيدان وفيصل القاسم إلى نجوى قاسم، وغيرهم ممن قادتهم أضغاث أحلام «الجزيرة والعربية» إلى الخيبة والخيانة إلا سقوط للقواعد الأساسية التي يقف عليها المشروع الإعلامي ـ الوهابي، والذي تصدرت قناة «توب نيوز» أوائل من اطلق حملة محاكمات شعبية لهؤلاء الاعلاميين بتهمة خيانة وطنهم والتسبب بالأذى للشعب السوري كشركاء بالقتل والتستر عن القتلى الحقيقيين وتوجيه رسائل تدعو للقتل كرموز قنوات سفك الدم السوري وإحالتهم إلى القضاء المختص الذي يقتص الحق ممن ظهر في فقاعة «الصدقية» ليواجه «دبوس» الحقيقة التي رسمت وجهه الحقيقي.