مسار الأحداث اليمنية يوقع السعودية و… في انتظار «ويكيليكس» جديد
توفيق المحمود
لم تكن التوقعات كبيرة بأن تخرج محادثات جنيف التي عُقدت بين طرفي الأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بنتائج يعتد بها، لكن الأسباب التي بُرر بها فشل المحادثات تلقي ظلالاً قاتمة على أي محادثات بين الطرفين في المستقبل.
النتيجة المباشرة لانفضاض محادثات جنيف اليمنية، أو المشاورات غير المباشرة، برعاية الأمم المتحدة، بين وفد الحكومة اليمنية من جهة ووفد الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام في الجهة الأخرى، تمثَّلت في اشتداد المعارك على جبهات القتال في اليمن، وطرح شروط الحد الأقصى، والعودة إلى أسطوانة الحل والحسم العسكري، والتهديد بفتح جبهات جديدة وتوسيع نطاق الحرب.
عملياً جرى توسيع نطاق الحرب بالمعارك التي دارت، تزامناً مع انعقاد محادثات جنيف، بين الجيش اليمني واللجان الشعبية والجيش السعودي في بعض مناطق التماس على الحدود اليمنية – السعودية، واتخذت معارك عدن وتعز مساراً تصعيدياً كبيراً، إضافة إلى نشوب صدامات عنيفة في العديد من المحافظات، وعليه كانت الأوضاع تتدهور على الأرض بينما كان المتحاورون يجلسون إلى طاولة المحادثات غير المباشرة في جنيف، في مؤشر إلى أن طرفي النزاع اليمني ذهبا إلى الحوار بتوقعات منخفضة، لم ترفع منها خمسة أيام من المحادثات، التي انتهت بالفشل.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي بأن محادثات السلام اليمنية التي انتهت من دون التوصل إلى اتفاق أو هدنة بداية جيدة لما يمكن أن يكون مسلسل مفاوضات أطول.
السعودية عملت بكل جهدها من أجل إفشال هذا المؤتمر وعدم التوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة أولها من طلبها من مصر عدم الموافقة على تزويد طائرة الوفد الحوثي بالوقود من أجل الوصول إلى جنيف والعمل على تأخير بداية المحادثات التي تأجلت يوماً واحداً بسبب تأخر وصل الوفد وثانيها زيادة غاراتها على العاصمة صنعاء واستهداف اليمنين في محاولة للضغط على الوفد من أجل إرضاخه للتراجع من المناطق التي يسيطر عليها الجيش اليمني واللجان الشعبية، لكن ذلك كشف زيف السعودية التي لا حول لها ولا قوة ولا تستطيع سوى توجيه الاتهامات جزافاً هنا وهناك واتهام وفد الحوثيين بمنع التقدم نحو حل سلمي بالتزامن مع فشلها على الارض، فقد قام الجيش اليمني واللجان الشعبية باستهداف منطقة جيزان السعودية بـ70 صاروخاً رداً على الاعتداءات السعودية باستهداف المدنيين العزل.
أعلن كيربي أيضاً أن البنتاغون يجري محادثات مع الحوثيين وتتركز على الوضع السياسي المتقلب وعلى تقاسم معلومات استخباراتية في شأن تنظيم «القاعدة» في اليمن الذي سبق واعتبرت الاستخبارات الاميركية أنه اكثر فروع التنظيم خطراً على الإطلاق في محاولة لإنجاز نجاح ولو كان وهمياً.
أخيراً انتهت مشاورات جنيف اليمنية بفشل للأمم المتحدة التي لم تتمكن من انتزاع هدنة إنسانية خلال شهر رمضان على رغم أن الهدنة ليست أكثر من تبريد للأزمة ووصلت الأمور بالمبعوث الأممي إلى اعتبار مجرد مجيء الطرفين إلى جنيف نجاحاً يستند إليه، ولكن عدم التوصل إلى أي اتفاق رده الجميع إلى تباعد مستمر في المواقف بين الطرفين.