شعراء وأدباء في الذكرى السنوية الأولى لدار «آل كلمات»
تبارى شعراء وأدباء في إلقاء إنتاجهم الأدبي خلال مهرجان شعري أقامته دار «آل كلمات» الأدبية في الذكرى السنوية الأولى لانطلاقتها، في مقر رابطة الحقوقيين. وتباينت مستويات النصوص المقروءة التي تنوعت بين نص شعري وخاطرة وكلمات عادية، إلاّ أنها عبرت عن رقيّ اجتماعي ونزوع كامل إلى ثقافة سورية جديدة .
ألقت الكاتبة الشابة حنان خير الدين كلمة بيّنت فيها أهمية التكوين الثقافي الذي تسعى إليه الى «دار آل كلمات» وما حققته من إنجازات أدبية على جميع الصعد والأنواع، في الخاطرة والشعر والقصة، إضافة إلى تشجيع المواهب الشابة وتطويرها وفق نهج وطني يعزز الانتماء إلى سورية.
إلى الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق ملقياً قصيدة كتبها في سفره وعبر من خلالها عن حبه لسورية وشوقه، لها مستخدماً البحر الوافر الذي يعتبر ملاذ الشعراء المغتربين عن ديارهم ومختاراً ألفاظاً تتناسب مع الراء الذي كان حرفاً للروي في قصيدته «إلى صديقي»، وما قال: «جرى قلبي الى باب المطار …/ مشوقاً للحبيب وحب دار/ شغوفاً للشآم مع الحواري/ لهيب الشوق يحرقنا بنار/ كئيب في بلاد الله وحدي/ فيلقى خافقي بردى وجار»
عن حبها لوطنها عبرت الكاتبة وفاء دهمان بخاطرة تقول فيها:
«وغربة وطن وغفوة أمة… طفل يبكي المجازر وأنا وقلمي أعلنا/ حرب الرفض وأقسمنا أن نشهر حروفنا حتى تصحو الضمائر».
الشاعرة الشابة دانة شباط رفضت كل ما يجري من قتل وتدمير بسبب المؤامرة التي حيكت ضد سورية، مستخدمة عبارات رقيقة وشفافة تصل إلى المتلقي بأسلوب عفوي. تقول في نصها «مسافرة»: «قالوا لي آن الاوان لتسافري… مئات القتلى يومياً آلاف الجرحى… ولكن كيف أرحل والجياع في بلدي ينتظرون أن نحمل سورية معاً».
الكاتبة سهير دهمان عبرت عن عواطف امرأة ذاتية نساء كثيرات من دون ان تخرج من دائرة الأنوثة والأحلام الخيالية، في نسيج أدبي قريب إلى الخاطرة. تقول في نص «على شرفة الليل»: على شرفة الليل ودواوين أشعاري … تلقيني فوق السحاب … وأكواب الشاي مرصعة بالنجوم… يقطر منها الصباح… كشفت عن باقي الحكاية… وفككت حصار الكلمات».
بكلمات رقيقة وخاطرة حالمة عبرت الكاتبة رانية الكردي عن رغبتها في الوصول إلى حب إنساني بأسلوب عاطفي فقالت في نصها «رحلة زماني»: «فوق غيوم السماء»… يندثر منها غيث رقراق … ينساب على وجنتي … ويجعل لي موعداً آخر على شواطئ الآمال».
في نص شعري حديث عبرت الشاعرة هناء العمر عمّا تكنّه، مستخدمة دلالات رمزية ورؤى امرأة تحلم بالأجمل وتسعى إلى تشكيل أحلامها بالجمال وبالورود. تقول في نصها «وتأتي»: «وتأتي بزمن ضبابي الرؤى… والقمر حزين … كيف يضيء درب عشقنا… والعمر يفر من حدائق النهار… يتكور في ليال… ما عادت الأحلام فيها ممكنة».
في خاطرتها عبرت الكاتبة أريج قيروط عن ثقة امرأة بنفسها أمام الرجل بإحساس ذي خصوصية. تقول في نصها تحت عنوان «في حضرة الحنين»: «تهزمك نسائم حضوري… تغريك تستفز كبرياء صمتك… تربك تجردك تبرمج عيناي نبضاتك وترسم أنفاسي خطاك».
الكاتبة فاطمة حواصلي ارتقت بمفردات إلى مستوى فني جميل يؤدي معاني إنسانية سامية يبلغ الحب الراقثي. تقول في نصها «رجل»: «لا تغلق أزرار الذكريات… دع قميص الماضي منسدلاً… ودع ما تبقى ينهمر… فقليل من عبق الألم يجيد البقاء».
وفي خاطرتها عبرت الكاتبة شيرين حبش عن رفض المرأة الكثير من العادات والتقاليد التي يحاول أن يرفضها المجتمع لكنه يقع فيها دوماً فتؤثر سلباً في الحياة الاجتماعية وفي الانسان فقالت في نصها «أنت»: «ألبستني ثوب الوصاية … أمليت علي وصاياك العشرة … لا تفعلي … وكنت أول من ارتكب تلك الخطايا».
الشاعر الدكتور علي السمان ختم بنص شعري حديث يعبر خلاله عن خيبة الإنسان من أحلامه التي لا تتحقق ليصوغ ما يعتمل في داخله بعبارات مليئة بالحب ويتخللها العشق والإحساس. يقول في نصه «معركة الاعتزال»: «اضلعي بدأت بالتداخل ألماً… فلم يعد المكان يتسعها … حملت صوتي متجهماً إليها… فلقد عمت الضوضاء مكاني».