حلم العاشرة يراود الملكي في لشبونة… و«الروخيبلانكوس» يسعى إلى لقبه الأول
حسن الخنسا
يواصل الملكي حلمه باللقب للمرة العاشرة الذي طال الغياب عنه، لعلّه يجد بصيص الأمل في مدينة لشبونة بعد ضياع العنوان. دعم النادي صفوفه بعددٍ هائل من النجوم الكبار الذين أنفق عليهم الملايين، بحثاً عن لقبٍ غاب عن خزائنه طيلة 12 عاماً.
واليوم يلتقي الملكي مع جاره وقطب العاصمة المدريدية أتلتيكو، في فرصة سانحة أمام الريال لتحقيق الحلم. وكان الريال قد أحرز لقبه التاسع رقم قياسي عام 2002 بعد أن تغلب على باير ليفركوزن الألماني 2-1 في المباراة النهائية للبطولة. وبدا المستقبل وردياً بالنسبة إلى الملكي آنذاك، إذ كان هذا هو اللقب الثالث للفريق في البطولة في غضون خمس سنوات.
وضاعف من تفاؤول الفريق وقتها ما تضمنته صفوفه من نجوم عمالقة مثل الفرنسي زين الدين زيدان والبرتغالي لويس فيغو ونجم الهجوم الإسباني راؤول غونزاليز. وكان على رأس هذا الفريق رئيس طموح بشكل هائل هو فلورنتينو بيريز الذي كان على استعداد دائم للإنفاق ببذخ من أجل الإبقاء على الريال في قمة الكرة العالمية.
وبدا الفريق قادراً على إحراز اللقب العاشر له في دوري الأبطال ولم يتوقع بيريز أو أي شخص آخر في 2002 أن ينتظر الفريق 12 عاماً متتالية من دون أن يحرز هذا اللقب. ولكن جاءت النتائج عكس التوقعات، إذ انهار فريق النجوم العمالقة «غالاكتيكوس» الذي بناه بيريز. وجاء هذا على رغم تعاقد النادي مع البرازيلي رونالدو والإنكليزي دايفيد بيكهام والإيطالي أنطونيو كاسانو.
عام 2009، ضم الملكي كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد في صفقة قياسية على أمل أن يحرز اللقب العاشر. وألهم رونالدو فريق الريال، تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، ووصل مع الفريق للمربع الذهبي في دوري الأبطال ثلاثة مواسم متتالية من 2011 إلى 2013 ولكنه لم يتوج معه باللقب. ويرغب رونالدو الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 2013، في تتويج مسيرته مع الفريق هذا الموسم بلقب دوري الأبطال بعدما حقق رقماً قياسياً في البطولة هذا الموسم بتسجيل 16 هدفاً ليصبح أكبر رصيد من الأهداف لأي لاعب في موسم واحد بالبطولة على مدار تاريخها.
في المقابل، يواصل أتلتيكو مدريد موسمه الاستثنائي بعد إقصاء العملاقين الكتالوني والملكي عن عرش إسبانيا، وقد يكتب رجال دييغو سيميوني التاريخ بحروفٍ من ذهب اليوم في لقاء الأبطال.
الإنجاز الوحيد المضمون هذا العام هو أن مدريد أصبحت أول مدينة في التاريخ تضمن اللقب بغض النظر عن نتيجة النهائي، فقد سبق للبطولة الأوروبية أن شهد دورها النهائي تأهل فريقين من الدولة نفسها لكن بطولة هذا الموسم تنفرد بأنها الأولى التي يشهد دورها النهائي مباراة ديربي، بعدما قطع قطبا العاصمة الإسبانية المشوار كاملاً نحو مباراة الحسم ليضمنا لجماهير لاروخا الاحتفال على كل الأحوال.
لم يكن الطريق نحو الحلم يسيراً، فتواجه قطبا مدريد مع فريقين من الطراز الرفيع إذ لعب الريال مع بطل ألمانيا وحامل لقب الأبطال، وفاز عليه ذهاباً بهدف نظيف، وجاءت نتيجة الإياب برباعية في عقر دار البطل. أما أتلتيكو فتعادل سلبياً مع تشيلسي ذهاباً وعاد ليحسم النتيجة بثلاثية مقابل هدف في عقر دار البلوز.
يمتلك رجال سيميوني كل الأسلحة اللازمة لإلحاق الهزيمة بالملكي، ولكن في ظل غياب دييغو كوستا بسبب الإصابة، ينتظر أن يقود المخضرم دافيد فيا صفوف الفريق نحو اللقب. ويرجح أن تغيب الإصابة كوستا من هذه المباراة لتعيد فيا إلى بؤرة الأضواء مجدداً إذ ينتظر أن يقود هجوم الفريق في هذه المباراة الصعبة والمهمة.
وفي ظل غياب كوستا أيضاً، قد يعتمد الأرجنتيني سيميوني على طريقة 4-5-1. وتمثل المباراة فرصة رائعة أمام فيا 32 سنة ليظهر للعالم كله أنه لا يزال مهاجماً بارزاً وخطيراً، وستكون الفرصة سانحة أمامه لتأكيد جدارته بالوجود ضمن قائمة المنتخب الإسباني في نهائيات كأس العالم البرازيل 2014.
ولكن اللاعب يدرك تماماً أنه بحاجة إلى تقديم عرض رائع وبراق في لشبونة ليضمن لنفسه مكاناً في القائمة النهائية للمنتخب الإسباني في نهائيات كأس العالم البرازيل 2014، وذلك بعد الإصابات التي طاردته على مدار أكثر من عامين وأفسدت عليه مسيرته الكروية.
ويخوض أتلتيكو النهائي للمرة الثانية في تاريخه فقط بعد عام 1974 حين سقط في المتر الأخير أمام بايرن ميونيخ، وسيدخل إلى مواجهته مع جاره اللدود بمعنويات مرتفعة جداً بعد أن توج بلقب الدوري المحلي للمرة الأولى منذ 1996 وذلك بإجبار برشلونة على الاكتفاء بالتعادل معه في معقله «كامب نو» بنتيجة 1-1 في المرحلة الختامية، في حين فقد ريال الأمل باللقب قبل الوصول إلى اليوم الأخير من الليغا.
وكان الفريقان قد تواجها في أربع مناسبات هذا الموسم، الأولى كانت في الدوري حين فاز أتلتيكو في «سانتياغو برنابيو» بهدف سجله دييغو كوستا، والثانية والثالثة في نصف نهائي مسابقة الكأس حين فاز ريال بمباراتي الذهاب والإياب بنتيجة إجمالية 5-صفر، قبل أن يتعادلا 2-2 في المرحلة الـ26 من الدوري.
يأتي تاريخ ريال مدريد ليرجح كفته في موقعة اليوم التي ستمثل النهائي الثالث عشر له في دوري الأبطال، خصوصاً أنه يشرف عليه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي سبق وأن توّج بطلاً لهذه المسابقة مرتين كلاعب في ميلان 1989 و1990 ومرتين كمدرب مع الفريق ذاته 2003 و2007 .
ويعول أنشيلوتي على نجومه في خط الهجوم وفي مقدمتهم رونالدو وبايل وبنزيمة، لكن يحوم الشك في ريال حول مشاركة قلب دفاعه البرتغالي بيبي والمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، فيما أكد أنشيلوتي أن رونالدو سيشارك منذ البداية على رغم معاناته من مشكلة عضلية منعته من المشاركة في سائر الحصص التدريبية خلال الأسبوع الحالي.
رونالدو والحنين
بعد خمسة أعوامٍ مع الريال، يحلم الملك رونالدو بأن يقود ناديه إلى اللقب العاشر وذلك في المدينة البرتغالية التي بدأ فيها مسيرته الكروية.
وقال رونالدو في تصريح: «ستكون مباراة مميزة. سألعب في مسقط رأسي في البرتغال»، مضيفاً في تصريح لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «إنه النهائي الأول لي مع ريال مدريد، لذلك سيكون مميزاً جداً وسيكون ضد فريق رائع هو أتلتيكو. لقد اختبروا عاماً مذهلاً لكننا سنقدم كل ما لدينا من أجل محاولة الفوز لأننا نريد اللقب العاشر».
أما بالنسبة إلى زميله المدافع سيرخيو راموس، فاعتبر أن فوز أتلتيكو بلقب الدوري سيجعله المرشح الأوفر حظاً في موقعة السبت للفوز بلقبه الأول على رغم أنه يملك موازنة لا تصل إلى ربع موازنة جاره الغني.
ومن المؤكد أن لم يراهن أحد في بداية الموسم على تتويج أتلتيكو بطلاً لإسبانيا ووصوله إلى نهائي دوري الأبطال في ظل وجود العملاقين ريال وبرشلونة، خصوصاً بعد أن باع المهاجم الكولومبي الفذ راداميل فالكاو إلى موناكو الفرنسي، فيما اشترى ريال لاعب الوسط الوايلزي غاريث بايل بأعلى سعر في تاريخ الانتقالات، وضم برشلونة النجم البرازيلي الواعد نيمار.
المدينة الحائرة
ستمتلئ حانات العاصمة الإسبانية بجماهير قطبي مدريد، وعلى رغم أهمية الحدث من الناحية الكروية، ستكون المباراة بمثابة مواجهة جديدة ضمن عداوة تعود إلى مئة سنة، لذا سيحتشد نحو 1250 شرطي لتأمين سلامة الجماهير وتفادياً لحصول أعمال شغب.
وقال ماركوس فيناغري 32 سنة وهو مشجع لأتلتيكو يعمل حمالاً في العاصمة: «ستكون الأجواء حامية. سيغضب الناس كثيراً»، شاكراً والده لجعله مشجعاً لأتلتيكو على رغم أن معظم أصدقائه يشجعون ريال مدريد.
يضيف اليخاندرو لورا 64 سنة رئيس جمعية لأندية مشجعي ريال مدريد: «ستمضي الجماهير الليلة على أرضها ومع ناسها. هناك كثير من الإثارة. لقد كانوا خصوماً منذ البدايات».
تقف الدمى في المتاجر مرتدية ألوان الفريقين، وفي الساحات العامة رفعت ملصقات عملاقة بلوني الأحمر والأبيض «للكولتشونيروس» الباحث عن لقبه الأول في التاريخ و«الميرنغي» الذي يسعى منذ أكثر من عقد إلى لقبه العاشر. وخططت السلطات المحلية لعرض المباراة على شاشة عملاقة في ساحة «بويرتا ديل سول» الشهيرة في قلب العاصمة، لكنها بدلت رأيها بسبب تحذيرات أمنية. وبدلاً من ذلك، ستتوزع شاشات عملاقة على ملعب سانتياغو برنابيو التابع لريال في شمال العاصمة المترف وفيسنتي كالديرون التابع لأتلتيكو في جنوبها الفقير.