بداية تنفيذ مؤامرة آل روتشيلد

إعداد: د. نسيب أبو ضرغم

بعد أن وضع روتشيلد الأب دستوره المتضمن 25 بنداً أتينا على ذكرها في الحلقتين السابقتين، عمد إلى تنفيذ الخطّة الموضوعة وفق المراحل التي سنأتي على ذكرها في هذه الحلقة.

مراحل المؤامرة

عام 1784 وضعت العناية الإلهية بين يدي حكومة بافاريا المستقلة وثيقة خطيرة جداً هي خطة المؤامرة الشيطانية على العالم.

فما هي هذه الوثيقة؟

كان آدم وايزهاوبت Adam wieshaupt أستاذاً يسوعياً للقانون في جامعة إنغولدستات Ingoldstadt ولكنه ارتد عن المسيحية واعتنق اليهودية.

عام 1770 بعد اعتناقه اليهودية استأجره المرابون روتشيلد وأخوته الذين كانوا بصدد مراجعة بروتوكولات يهودية لتنظيمها على أسس حديثة. الهدف من هذه البروتوكولات هو السيطرة على العالم.

لقد أنهى وايزهاوبت مهمته في الأول من أيار 1776.

يستدعي المخطط الذي رسمه وايزهاوبت تدمير جميع الحكومات والأديان الموجودة السلطة الزمنية والسلطة الروحية .

على أن يتم الوصول إلى الهدف عبر تقسيم الشعوب من غير اليهود والتي سمّاها «غوييم» وتعني بالعبرية القطعان البشرية، وهو لفظ يطلقه اليهود على البشر من الأديان الأخرى . تقسيم الغوييم إلى معسكرات متنابذة، تتصارع إلى الأبد حول عدد من المشاكل التي تتولد دائماً ومن دون توقف، مشاكل اقتصادية وسياسية وعنصرية واجتماعية. يقتضي المخطط تسليح هذه المعسكرات، بعد خلقها، ثم يجري تدبير حادث في كل فترة يكون من شأنه أن ينقض بعض هذه المعسكرات على البعض الآخر، فتضعف نفسها محطّمة الحكومات الوطنية والمؤسسات الدينية.

نظّم وايزهاوبت عام 1776 جماعة النورانيين تعبير يهودي يعني «حملة النور» لجعل المؤامرة موضع التنفيذ.

لجأ وايزهاوبت إلى الكذب مدّعياً أنه يهدف إلى الوصول إلى حكومة عالمية واحدة يهدف من ذلك عدم الارتباط بالحكومات القومية والوطنية القائمة. اليهود هم أساس خلفية الدعوة الأممية في كل مراحلها وأشكالها . أسس لذلك الغرض محفل الشرف الأكبر ليكون مركز القيادة السرّي لرجال المخطط الجديد.

اقتضت خطة وايزهاوبت اتباع الأساليب التالية:

استعمال الرشوة بالمال أو بالجنس للوصول إلى السيطرة على الأشخاص الذين يشغلون المراكز الحساسة على مختلف المستويات.

العمل على أساتذة الجامعات من النورانيين على بث القناعة بالأممية العالمية، فأنشأوا من أجل ذلك ثلاث مدارس:

مدرسة غوردنستون قرية اسكتلندية تخرّج منها الأمير فيليب، زوج الملكة اليزابيت الثانية، بتدبير من عمّه اللورد لويس ماونتباوتن Lord Louis Mountbatten الذي أصبح بعد الحرب العالمية الثانية القائد الأعلى للبحرية البريطانية.

مدرسة سالم Salem في ألمانيا.

مدرسة آنافريتا Anavryta في اليونان.

3- بعد أن يتم اصطياد الشخصيات يجب أن يتم استخدامهم كعملاء بعد إحلالهم في المراكز الحساسة خلف الستار لدى الحكومات بصفة خبراء أو اختصاصيين.

العمل للوصول إلى الصحافة وكل أجهزة الإعلام لخداع الغوييم بأن قيام حكومة أممية هو خير لهم.

بداية التنفيذ:

لما كانت بريطانيا وفرنسا أعظم قوتين في العالم آنذاك نهاية القرن الثامن عشر أصدر وايزهاوبت أوامره إلى جماعة النورانيين لكي يثيروا الحروب الاستعمارية من أجل إنهاك بريطانيا وإمبراطوريتها وينطّموا ثورة أخرى لإنهاك فرنسا. كان مخطط وايزهاوبت أن تندلع ثورة فرنسا عام 1789، وهكذا حصل.

وضع كاتب ألماني يُدعى سواك Zwak نسخة وايزهاوبت المنقّحة عن المؤامرة القديمة على شكل كتاب، وجعل عنوانه «المخطوطة الأصلية الوحيدة».

عام 1784 أرسل وايزهاوبت نسخة عن هذه الوثيقة إلى جماعة النورانيين الذين كان قد أوفدهم إلى فرنسا لتدبير ثورة فيها. إلا أن صاعقة انقضّت على حامل الرسالة فقتلته وهو يمرّ في راتسبون Ratisbon بين فرانكفورت وباريس. أدى ذلك إلى العثور على الوثيقة التخريبية من قبل رجال الأمن وسُلّمت الأوراق إلى السلطات البافارية المختصة.

بعد أن درست الحكومة البافارية الوثيقة أصدرت أوامرها باحتلال محفل الشرق الأكبر ومداهمة منازل عدد من شركاء وايزهاوبت، بما فيها قصر البارون باسوس Bassuss في ساندرسدورف Sandersdorf. ما وجدته حملة الحكومة البافارية على مراكز النورانيين أقنعها بأن الوثيقة التي وقعت بين أيديها إنما هي الوثيقة الأصلية لمؤامرة دبّرها اليهود لاستخدام الحروب والاضطرابات للوصول إلى إنشاء حكومة عالمية يسيطرون عليها في ما بعد.

نفوذ اليهود جعل الجمهور يتجاهل هذه الوثيقة، لذلك أصدر وايزهاوبت تعاليمه لأتباعه للتسلل إلى صفوف الجمعية الماسونية الزرقاء ومحافلها، وتكوين جمعية سرية في قلب التنظيمات السرية.

أخذ اليهود يضمّون إلى جماعة «النورانيين» كل ماسوني يتثبّتون من ميله إلى الأممية العالمية وعدائه لله. وبذلك استطاعوا السيطرة على المنظمة الماسونية العالمية.

عام 1789 تفجّرت الثورة في فرنسا بسبب رضوخ رجال الدولة والكنيسة فيها إلى النصح الذي وجّهه إليهم بتجاهل التحذيرات التي تلقّوها. ص 26.

لكي ينبّه د. روبنسون إلى خطر «النورانيين» نشر كتاباً سنة 1789 عنوانه: «الرهان على وجود مؤامرة لتدمير كافة الحكومات والأديان». وهذا التحذير تم تجاهله أيضاً.

أصبح توماس جيفرسون تلميذاً لوايزهاوبت ومن أشد المدافعين عنه عندما أعلنته حكومة بافاريا خارجاً على القانون.

تم تغلغل «النورانيون» في المحافل الماسونية الحديثة التشكيل في أميركا عن طريق جيفرسون.

عام 1789 حذّر جون روبنسون الزعماء الماسونيين من تغلغل جماعة «النورانيين» في محافلهم.

19/تموز/1789 أدلى دافيد باين، رئيس جامعة هارفرد، بالتحذير ذاته إلى المتخرجين.

نظّم جون كوينسي آدامز Jhon Quincy Adamas المحافل الماسونية في أميركا.

قرر عام 1800 ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ضد جيفرسون، فكتب ثلاث رسائل إلى الكولونيل وليم ستون شارحاً كيفية استخدام جيفرسون المحافل الماسونية لأهداف تخريبية. ص 26.

ما يؤكد صحة رسائل جون كوينسي آدامز فوزه في انتخابات الرئاسة. هذه الرسائل الثلاث ما زالت محفوظة في مكتبة ريتنبورغ سكوير Rittenburg في مدينة فيلادلفيا.

رأى الكابتن وليم مورغان، عام 1826، أن واجبه يقتضي منه إعلام بقية الماسونيين بما يخطط له «النورانيون»، لذلك كلّف النورانيون مجرماً إنكليزياً يدعى ريتشارد هوارد بتنفيذ حكمهم بإعدام الكابتن مورغان. هرب مورغان إلى كندا لكن القاتل تمكن منه قبل أن يصل إلى الحدود واغتاله. بعدها هرب ريتشارد إلى بريطانيا.

خرج أكثر من 40 في المئة من ماسونيي أميركا عن المحافل الماسونية بعد هذه الحادثة.

استطاع «النورانيون»، بما يملكون من نفوذ، إسقاط هذه الحادثة وغيرها من تاريخ الولايات المتحدة.

عام 1829 عقد «النورانيون» مؤتمراً لهم في نيويورك تكلّم فيه نوارني إنكليزي يدعى رايت Wright أعلم فيه المؤتمرين أن جماعته قررت ضم جماعات العدميين nihilist والإلحاديين Atheist وغيرهم من الحركات التخريبية الأخرى إلى منظمة عالمية واحدة تعرف بالشيوعية.

هذف هذه القوة التخريبية هو التمهيد لجماعة النورانيين لإثارة الحروب والثورات في المستقبل.

وقد عُيّن كلينتون روزفلت Clinton Rosevelt الجد المباشر لفرانكلين روزفلت وهوارس غريلي ونتشارز دانا لجمع المال لتمويل المشروع الجديد.

لقد موّلت هذه الأرصدة كارل ماركس وفريدريك أنجلز عندما كتبا كتاب «رأس المال» و«البيان الشيوعي» في حي سوهو في لندن. عام 1830 مات وايزهاوبت بعد أن ادعى التوبة والعودة إلى الكنيسة.

مهمة «النورانيين» السيطرة على المنظمات والجمعيات العالمية عن طريق إيصال عملائهم إلى المراكز القيادية:

في وقت كان كارل ماركس يكتب «البيان الشيوعي» تحت إشراف جماعة من «النورانيين»، كان البروفيسور كارل ريتر، من جامعة فرانكفورت، يُعدّ النظرية المعادية للشيوعية تحت إشراف جماعة أخرى من «النورانيين»، بحيث يكون بمقدور رؤوس المؤامرة العالمية استخدام النظريتين المتعاكستين في التفريق بين الأمم والشعوب بصورة ينقسم فيها الجنس البشري إلى معسكرين متناحرين، ثم يتم تسليح كل منهما ودفعهما إلى قتال وتدمير بعضهما… ص 28.

وقد أكمل العمل الذي شرع به ريتر ما دعي بالفيلسوف فريدريك وليم نيتشه.

ومذهب نيتشه النيتشييزم هو الذي تفرّع عنه في ما بعد المذهب النازي. هذه المذاهب هي التي مكّنت عملاء «النورانيين» من إثارة الحربين العالميتين الأولى والثانية.

1834- اختار «النورانيون» الزعيم الثوري الإيطالي جيوسبي مازيني Gueiseppi Mazzini ليكون مدير برامجهم لإثارة الاضطرابات في العالم. وقد ظل هذا المذهب في يد مازيني حتى مات عام 1872.

1840- جيء بالجنرال الأميركي ألبرت بايك Albert pike إلى مازيني الذي عمل تحت قيادته، وقد آمن بالحكومة العالمية الواحدة وأصبح في ما بعد رئيس النظام الكهنوتي للمؤامرة الشيطانية.

في الفترة ما بين عامي 1859 1871 عمل بايك على وضع مخطط عسكري لحروب عالمية ثلاث وثلاث ثورات كبرى، اعتبر أن جميعها سوف يؤدي، خلال القرن العشرين، إلى وصول المؤامرة إلى مرحلتها النهائية.

أخذ الجنرال Pike على عاتقه مهمة تجديد الماسونية وإعادة تنظيمها بحسب أُسس مذهبية جديدة وأسّس لها ثلاثة مجالس عليا أسماها «البالاديه»:

الأول في تشارلستون في ولاية كارولينا الجنوبية الولايات المتحدة.

الثاني في روما إيطاليا.

الثالث في برلين ألمانيا.

وقد عهد إلى مازيني تأسيس ثلاثة وعشرين مجلساً ثانوياً تابعاً لها موزعة على المراكز الاستراتيجية في العالم.

أصبحت هذه المراكز المجالس منذ ذلك الوقت وحتى اليوم مركز القيادة العامة السرية للحركة الثورية العالمية.

قبل اختراع ماركوني الراديو بزمن طويل كان علماء النورانيين قد تمكنوا من إجراء الاتصالات السرية بين بايك ورؤساء المجالس المذكورة.

مخطط الجنرال PIKE:

كان مخططاً بسيطاً بقدر ما كان فعّالاً. كان يقتضي تنظيم الحركات العالمية الثلاث: الشيوعية والنازية والصهيونية، السياسية وغيرها من الحركات العالمية، وذلك لتستعمل لإثارة الحروب العالمية الثلاث والثورات الثلاث.

الهدف من الحرب العالمية الأولى: الإطاحة بحكم قياصرة روسيا وجعل روسيا معقل الشيوعية الإلحادية والتمهيد للحرب بين الإمبراطوريتين الألمانية والبريطانية عبر بث الخلافات بينهما من قبل عملاء النورانيين.

الهدف من الحرب العالمية الثانية:

أن تنتهي بتدمير النازية وازدياد سلطة الصهيونية السياسية حتى تتمكن أخيراً من إقامة «دولة إسرائيل» على أرض فلسطين.

أن تقوى الشيوعية لتوازي قوة المسيحية في العالم، عندها يقتضي إيقافها ليبدأ التمهيد للكارثة الإنسانية النهائية.

السؤال: هل كان روزفلت وتشرتشل خارج هذه الخطة.

الهدف من الحرب العالمية الثالثة: قضى المخطط أن تنشب هذه الحرب نتيجة النزاع الذي يسببه «النورانيون» بين الصهيونية السياسية وقادة العالم الإسلامي، بحيث يقوم المسلمون و«دولة إسرائيل» بتدمير كل منهما الآخر.

مخطط وايزهاوبت كما يلي:

إلغاء كل الحكومات الوطنية.

إلغاء مبدأ الإرث.

إلغاء الملكية الخاصة.

إلغاء الشعور الوطني.

إلغاء المسكن العائلي الفردي والحياة العائلية، وإلغاء فكرة كون الحياة العائلية الخلية التي تبنى عليها الحضارات.

إلغاء كل الأديان الموجودة، تمهيداً لمحاولة إحلال العقيدة الشيطانية.

مركز القيادة في العالم:

كان مركز قيادة المؤامرة حتى أواخر القرن الثامن عشر 1770-1786 في مدينة فرانكفورت في ألمانيا، حيث تأسست أسرة روتشيلد.

ثم نقل الروتشيلديون مركزهم إلى سويسرا بعد فضيحة بروتوكولات حكماء صهيون عام 1786 حيث لبثوا هناك حتى نهاية الحرب العالمية الثانية 1945.

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية انتقلوا إلى نيويورك وأصبح مركز قيادتهم في مبنى هارولد برات.

في نيويورك حل آل روكفلر محل آل روتشيلد في ما يختص بعمليات التمويل.

في نهاية المؤامرة ستتكوّن حكومة العالم من الملك الطاغية المطلق ومن الكنيس الشيطاني ومن عدد من أصحاب الملايين والاقتصاديين والعلماء الذين يبرهنون عن إخلاصهم للقضية الشيطانية. أما بقية الناس فيتم تجميعهم في كُتل ضخمة ذات طابع حيواني وتخضع لقواعد التقسيم الاصطناعي الموضوعة والمطبّقة على نطاق عالمي.

يقول برتراند راسل في كتابه «تأثير العالم على المجتمع» ص 49-51:

«إن الإنسان في العالم المستقبل سوف ينتظم بصورة لا يشترك معه سوى 30 في المئة من الإناث و5 في المئة من الذكور في توليد النسل الإنساني وسوف يحدّد نوع النسل ومقداره بحسب حاجات الدولة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى