الفيتو الروسي ــ الصيني أكّد ضعف الهيمنة الأميركية على القرار الدولي… والانتخابات السورية حق دستوري وأمر واقع مفروض وعلى الغرب التسليم به
تستمر الأحاديث هذه الفترة حول وجوب انتخاب رئيس للبنان، فتركزت الحوارات في البرامج التلفزيونية حول التشاورات بين الأفرقاء لتأمين النصاب خلال المهلة الدستورية، إضافة إلى موضوع لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مع مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بالعاصمة القطرية الدوحة، كما تمحورت المناقشات حول استخدام روسيا حق النقض الفيتو، ومن ثم جاءت الصين الأمر الذي أثبت مجدداً سقوط الهيمنة الأميركية على القرار الدولي، إلى جانب الانتصار الذي حققه الجيش السوري في سجن حلب المركزي.
فالوضع اللبناني لم يعد يحتمل المجازفات، في ظل التطورات التي تحصل في المنطقة على الأصعدة كافة. يتأثر لبنان بالجو المشحون النابع من الانقسام الحاصل بشأن الاستحقاق الرئاسي بين فريقَيْ 8 و 14 آذار حول من هو الأنسب للرئاسة، حيث يرفض فريق 14 آذار التوافق في شأن اختيار رئيس جديد للجمهورية ويتمثل بموقفه بطرح مرشّح استفزازي للبنانيين لما له من تاريخ أسود.
غير أن أجواء التقارب بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل يحول دون اكتمالها رفض النائب وليد جنبلاط لمجيء الجنرال عون رئيساً للجمهورية حيث يعمل على تخريب العلاقة بين التيارين وفقاً لمصالحه السياسية، فسياسة الابتزاز التي مارسها جنبلاط ساعدت على استمرار الوضع القائم والتباعد بين عون والحريري.
إلى ذلك، تعيش سورية اليوم جواً من الانفتاح والرؤية نحو المستقبل عشية إجراء انتخاب رئيس الجمهورية، إلا أن الشعب السوري في بلدان الاغتراب يتعرّض لمضايقات وضغوط لمنعه من أداء واجبه في الانتخاب، غير أنه يبذل جهوداً كبيرة لممارسة واجبه الوطني في اختيار من يمثله، فهذه الانتخابات اليوم هي حق دستوري وأمر واقع مفروض، وعلى الغرب الاعتراف بهذا الواقع لأن لا حل في سورية إلا من خلال هذه الانتخابات. فيما أسهمت مشاركة حزب الله في صد العدوان الإرهابي على سورية وفي تغيير وجه المنطقة وجلب الاستقرار إلى لبنان.
في هذا الوقت جاء استخدام روسيا والصين الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار غربي استهدف إحالة سورية إلى محكمة الجنائية الدولية مما أثبت من جديد سقوط الهيمنة الأميركية الغربية على القرار الدولي، وبالتالي ليشكل هذا الفيتو دعماً لحق الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه من خلال اختيار قيادته السياسية على رغم استمرار محاولات الغرب للتشويش على العملية السياسية الجارية في سورية. في ظل هذه الأجواء واصل الجيش السوري تحقيق الانتصارات، فتمكن من فك الحصار عن سجن حلب المركزي مما قطع خطوط الامداد عن العديد من المناطق الذي يتواجد فيها المسلحون في شرق حلب، مما ينعكس إيجاباً على إجراء الانتخابات الرئاسية في 3 حزيران.