المقداد لـ«الميادين»: تراجع لدور الأميركي وصعود نجم روسيا و«البريكس»

أوضح نائب رئيس اتحاد الصحافيين في سورية مصطفى المقداد أن «الغرب بأكمله يدرك أن روسيا كانت ستستخدم حق النقض الفيتو، ومن ثم جاءت الصين لتضيف إليها هذا الموقف دعماً للتطورات السياسية في سورية، والتي تنص على أن الشعب السوري وحده من يملك حق تقرير مصيره من خلال اختيار قيادته السياسية، فلذلك الغرب يحاول التشويش على العملية السياسية في سورية».

وأضاف المقداد: «ان المشروع الأميركي واضح وله ثوابته المستمرة، لكن تتغير المعطيات التنفيذية وفق المستجدات على الأرض، فباستمرار هناك خطط أميركية جاهزة للتنفيذ ضد أي عدو محتمل ومتوقّع ومرسوم مسبقاً، وقد تفشل العملية الأميركية في الوصول إلى أهدافها في مرحلة معينة فعندها تلجأ إلى استخدام السيناريوات البديلة وفقاً للظروف المستجدة على الأرض، لكن خلال السنوات الثلاث السابقة كان هناك تراجع كبير للدور الأميركي في مقابل صعود نجم روسيا ودول البريكس، وهذا عائد للتمسك بالشرعية الدولية من جانب الروس واحترامهم لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية. فهذا الفيتو المزدوج الجديد ضد المشروع الفرنسي يأتي ليقول للولايات المتحدة أن هناك دولاً عظمى تقوم بدورها المطلوب منها دولياً على رغم الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة عليها، ابتداءً من موضوع أوكرانيا وصولاً إلى سورية التي ما زالت تهدد باستمرار بفرض المزيد من العقوبات عليها والضغوط والاستمرار بدعم وتمويل الإرهاب الموجود فيها».

وحول القبول الدولي باستعمال روسيا لحق الفيتو مقابل أن يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ممرات انسانية في سورية برعاية دولية على أن تقتصر هذه الممرات على ممرين اثنين فقط، قال المقداد إن «هذا ما لمح إليه الفرنسيون في محاولة لتخفيف صيغة مشروع القرار الذي اقترحوه، ولكن الروس خدعوا أكثر من مرة سواء في ليبيا وربما بعدها في فتح الممرات الإنسانية المطبقة بثلاثة أشهر، فهذه المشاريع تتبناها الولايات المتحدة والغرب كمقدمات أولى لمحاولة تبرير التدخل العسكري تحت ذرائع حماية المدنيين أو تقديم خدمات لهم، ولكن روسيا تدرك تماماً أن هذه محاولات لفتح ثغرة في القرار الدولي لكي تتمكن من اتخاذ شرعية في المنظمة الدولية تسمح لها بعمل عسكري على الأرض السورية مماثل لما قامت به في ليبيا».

أما في الموضوع المصري توقف المقداد عند خبر أن مصر جهّزت 181 ألف جندي لمراقبة الانتخابات الرئاسية المصرية، قائلاً: «إن هذا العدد من الجنود بالإضافة إلى المراقبين المنتظر وصولهم إلى القاهرة يعتبر عدداً كبيراً جداً، وهذا غير أعداد رجال الشرطة والأمن الذين يزيد عددهم على مليونَيْ شخص، فهذا العدد الهائل يشير بشكل أساسي إلى الحذر الشديد الذي تخشاه القيادة المصرية الحالية من محاولة المتطرفين زعزعة أو تخريب أو الإساءة لهذه الانتخابات لمنع المشاركة الشعبية قدر المستطاع في الوقت الذي يتوقع فيه حصول المشير السيسي على 54 في المئة من الأصوات كحدّ أدنى، فبالتالي هذه الحالة المضطربة في مصر ووجود إرهاب حقيقي منتشر فيها استدعى دعوة هذا العدد الكبير من الحماية أي أن هناك خوفاً حقيقياً من الإرهاب يسيطر على المنطقة كلها ومصر شأنها شأن دول المنطقة».

وأضاف: «هناك رؤية واضحة عند معظم القياديين المصريين بأن سورية تتعرض لعدوان حقيقي وطريقة تعامل غير قانونية وغير شرعية في المحافل الدولية، وداخل أروقة الجامعة العربية ولكن هناك دعوة قد تكون خافتة قليلاً الآن داخل الجامعة العربية تدعو إلى إعادة سورية للجامعة، وربما كانت قمة الكويت الأخيرة مؤشراً من خلال ترك مقعد سورية فارغاً تحسبّاً واستعداداً لما هو قادم لأن الجميع يسلّمون بأن سورية منتصرة، وأنها ستعود إلى ممارسة دورها الإقليمي بشكل فاعل وربما أكثر قوة من المرحلة السابقة».

وختم: «الافتخار بالانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري في سجن حلب المركزي يقطع الطريق أمام المسلحين داخل مدينة حلب، ويقلل من تأثير نيرانهم وتدخلاتهم وجرائمهم التي ترتكب بحق المدنيين في المدينة، إضافة إلى أنه يشكل عامل دفع معنوي وعسكري لانتصار الجيش العربي السوري في بقية المناطق، إضافة إلى أنه يلعب دور العامل السلبي في معنويات المجموعات المسلحة وبالتالي سيمكن من إجراء الانتخابات الرئاسية بصورة أكثر سهولة في معظم المناطق السورية وبخاصة حلب» .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى