بصمات أصابع المصريين تكتب تاريخاً جديداً
فتح المصريون أبواب المستقبل أول من أمس، بعد أن أدلى الملايين بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية للاختيار بين المرشّحين المشير عبدالفتّاح السيسي وحمدين صبّاحي، إذ شهدت اللجان اقتراعاً كثيفاً لم تؤّثر فيه محاولات «الإخوان» الإرهابية في منع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم بعدما تصدّى لها الأمن.
وفيما شدّدت بعثات مراقبة دولية على أنّ مراقبيها لم يرصدوا أيّ انتهاكات ولا يواجهون صعوبات في أداء عملهم، أكّد رئيس الوزراء إبراهيم محلب أنّ «المصريين يكتبون التاريخ الآن». وأدلى المشير عبد الفتاح السيسي وحمدين صبّاحي والرئيس الموقّت عدلي منصور وشيخ الأزهر وبابا الأقباط بأصواتهم في الاقتراع.
واعتبر السيسي أنّ «مصر تشهد لحظة فارقة في تاريخها»، مضيفاً أنّ «المصريين نزلوا لكتابة تاريخهم يومي التصويت في الانتخابات الرئاسية». وأتت تصريحات السيسي المقتضبة عقب إدلائه بصوته في مقرّ لجنته بمدرسة الخلفاء الإعدادية ـ بنين بمصر الجديدة أول من أمس، إذ خرج بعد الاقتراع ملوّحاً بيده التي لم يجف عليها الحبر الفسفوري لأنصاره المصطفين حوله لالتقاط الصور معه وسط حراسة أمنية مكثّفة.
وأعرب المرشّح المنافس حمدين صباحي عقب الإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية بمقر لجنته الانتخابية، عن أمله في أن يقترب عدد المصوّتين في الانتخابات الرئاسية من 30 مليوناً.
تصويت منصور
وصوّت الرئيس المصري الموقت المستشار عدلي منصور صباح أول من أمس في الانتخابات الرئاسية باللجنة الانتخابية بالمدرسة النموذجية ـ بنات بحي مصر الجديدة. وشدّد منصور في تصريحات أوردها التلفزيون المصري أثناء وجوده في مقر اللجنة على أهمية مشاركة المصريين بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، مؤكّداً أهمية قيمة العمل ومواجهة التحدّيات الاقتصادية الراهنة لبناء مصر المستقبل.
كتابة تاريخ
على الصعيد ذاته، أكّد رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب أنّ «المصريين يكتبون التاريخ الآن»، مشيداً بالحشود التي شاركت في الانتخابات الرئاسية في يومها الأول. مشدّداً على التزام حكومته الحيادية والشفافية والنزاهة بشأن الانتخابات، قائلاً: «العالم كله يشاهدنا الآن، ومشهد الانتخابات الرئاسية يعكس مدى الفرحة والبهجة والافتخار بأداء المصريين لواجبهم الوطني»، مشيراً إلى أنّ «مصر تمر بمرحلة مهمّة وستظل مضرباً للمثل بشبابها».
لا صعوبات
في الأثناء، أشار متابعون غربيون لانتخابات الرئاسة إلى أنّهم «لا يواجهون صعوبات في عملهم حتى الآن». وقال رئيس البعثة التابعة للاتحاد الأوروبي ماريو ديفيد خلال تفقده أحد مراكز الاقتراع بمنطقة عابدين وسط القاهرة: «حتى الآن لا نواجه أية صعوبات، كان لدينا بعض المشكلات في البداية في ما يتعلق بنشر أفراد البعثة، لكن تمّ حل المشكلات بعد ذلك».
وقال مدير الانتخابات والعمليات السياسية بمنظمة الديمقراطية الدولية دان ميرفي أثناء تفقده مركز اقتراع في حي الزمالك بالقاهرة: «حتى الآن نعتقد أنّه يسمح لمتابعينا بحرية الحركة بقدر كبير، ويمكنهم القيام بعملهم».
مخالفات
في الشأن، قالت حملتا المرشحين الرئاسيين المصريين عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي: «إنّ مخالفات وقعت في التصويت، وإنّهما أبلغتا لجنة الانتخابات الرئاسية بها». واشتكت حملة صباحي مما سمته تصويتاً جماعياً في إحدى لجان منطقة شبرا الخيمة، تمثّل في دخول عدد كبير من الناخبين في وقت واحد، وهو أمر مخالف للقانون. وقال ممثل الحملة: «أبلغنا لجنة الانتخابات الرئاسية بالوقائع ولم تردّ إلى الآن». ووصفت الحملة في صفحتها على «فيسبوك» المخالفات بأنّها «وقائع ممنهجة لتدخل أفراد الشرطة والجيش في العملية الانتخابية».
تفريق إخوان
إلى ذلك، فرّق الأمن المصري العشرات من جماعة الإخوان المسلمين أمام إحدى اللجان في مركز كرداسة بالجيزة، وأطلقت القوات الموجودة في محيط اللجنة الانتخابية الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وذلك بعد قيامهم بمحاولات لمنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم.
وكان العشرات من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية يلقون الحجارة أمام اللجنة الانتخابية، اعتراضاً على إجراء الانتخابات الرئاسية، وعليه حاولوا منع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم، إلا أن قوات الأمن تصدّت لهم.
فتاوى شاذة
وفي سياق الأجواء الانتخابية، أكّد شيخ الأزهر أحمد الطيب أنّ «المصريين نزلوا وشاركوا في العملية الانتخابية بمحض إرادتهم لاختيار من يعتقدونه قادراً على إدارة المرحلة المقبلة».
ووجّه الطيب أثناء إدلائه بصوته في مدرسة القرنة الابتدائية غرب الأقصر مسقط رأسه رسالة إلى كل مصري ومصرية، للنزول والمشاركة في العملية الانتخابية، مطالباً المصريين بعدم الاستماع إلى الفتاوى الشاذة المغرضة ممن خانوا الوطن وقالوا إنّ الاقتراع حرام واعتباره كلاماً باطلاً، واصفاً مثل هذا الحديث بـ «التهريج».
وحذر الطيب الشعب المصري من الوقوع في هذا الفخ الذي يحاول البعض إيقاعه فيه، معتبراً أنّ «أصحاب الفتاوى المغرضة خانوا أوطانهم وباعوا دينهم للشيطان».
على بعد خطوة
في الإطار نفسه، أكد وزير الإنتاج الحربي اللواء إبراهيم يونس أمس أن انتخابات الرئاسة المصرية مبشّرة بالخير وأن الشعب المصري يفي بالعهد، مشيراً إلى أن «مصر في الاستحقاق الثاني من خريطة طريق المستقبل، إذ تبقى خطوة واحدة فقط وهي الانتخابات البرلمانية لتحقيق الخريطة كاملة». وأضاف يونس في تصريح صحافي أنّ «البعض حاول الإساءة لخريطة الطريق وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية».
واستبعد قيام جماعة الإخوان بعمليات إرهابية، لافتاً إلى أنّ «الإرهاب تراجع عن الماضي، وأن الإخوان جماعة تقول ما لا تفعل، واليوم على أرض الواقع أصبحت الجماعة الضعيفة، ويرجع ذلك إلى النجاح الأمني المتتالي في إحباط العمليات الإرهابية».