ستولتنبرغ: اتفاقات مينسك تمثل أفضل أساس لتسوية النزاع في شرق أوكرانيا

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ إن اتفاقات مينسك الخاصة بأوكرانيا ليست ميتة، ووصفها بأفضل أساس لتسوية النزاع، وقال: «إنني لا أرى أي بديل لاتفاقات مينسك ».

وفي مؤتمر صحافي عقده أمس عقب اجتماع لجنة «أوكرانيا – الناتو» في بروكسيل، أكد الأمين العام للحلف أن طريقة تطبيق الاتفاقات السلمية ليست نموذجية، علماً أنه لم يجر سحب الأسلحة الثقيلة من منطقة النزاع بشكل كامل حتى الآن، وما زال المراقبون الدوليون يواجهون عقبات كبيرة لدى محاولاتهم الوصول إلى أماكن معينة في منطقة دونباس، «لكنني أخشى من تدهور الوضع بقدر أكبر بكثير في حال التخلي عن اتفاقات مينسك».

واعتبر ستولتنبرغ أن خطر استئناف الحرب المدمرة في شرق أوكرانيا مازال قائماً، وقال: «تتواصل الانتهاكات لنظام وقف إطلاق النار، وما زال خطر استئناف المعارك الطاحنة قائما»، داعياً طرفي النزاع إلى الالتزام التام باتفاقات مينسك، مضيفاً أن «روسيا تتحمل في هذا السياق مسؤولية خاصة».

وفي ما يخص مساهمة كييف في تسوية النزاع، قال ستولتنبرغ: «على أوكرانيا أن تنفذ قسطها من العمل، وتقوم الإصلاحات بدور محوري في هذا المجال»، وأكد استعداد الحلف لمواصلة تقديم الدعم لكييف في ما يخص إجراء تلك الإصلاحات، التي من ضمنها الصناديق الائتمانية التي أسسها الناتو لتجهيز وإعداد القوات المسلحة الأوكرانية.

وكان وزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتاراك التقى الأمين العام لحلف الناتو الخميس وبحثا مجمل المسائل المتعلقة بإصلاح منظومة القيادة في القوات المسلحة الأوكرانية لتتناسب مع معايير «الناتو».

وقال ستولتنبرغ أيضاً في المؤتمر الصحافي في بروكسيل إن «الناتو» وأوكرانيا سيتعاونان من أجل التصدي «للدعاية الروسية»، وذلك عن طريق تقديم «الوقائع» وليس عن طريق الانخراط في الدعاية الخاصة بهما على نطاق واسع، فيما قال متحدث باسم وفد بريطانيا لدى حلف الأطلسي إن وزراء دفاع دول الحلف اتفقوا خلال اجتماعاتهم في بروكسيل على تكثيف الجهود من أجل التصدي لما تقوم به روسيا من وسائل «الفبركة الإعلامية».

كما أعلن ينس ستولتنبرغ أن أوكرانيا وحلف «الناتو» سيقومان بتدريبات عسكرية مشتركة الخريف المقبل، من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل عن طبيعة تلك التدريبات ومكان إجرائها.. قائلاً: «إن الناتو سيواصل مساهمته في تجهيز أفراد القوات المسلحة الأوكرانية، ولكن ليس عن طريق تدريب الجنود مباشرة، بل عبر دعم كييف في إنشاء مراكز تدريب في الأراضي الأوكرانية وفي الجهود الرامية إلى تأهيل المدربين العسكريين الأوكرانيين.

لكنه ذكر أن بريطانيا أعربت خلال اجتماع لجنة «أوكرانيا – الناتو» عن استعدادها للمشاركة في تدريب الجيش الأوكراني.

وأشار ستولتنبرغ إلى أن بريطانيا ودولاً أخرى من حلف الناتو ستوسع توريدات الأسلحة غير الفتاكة إلى أوكرانيا، وقال: «اليوم وعدت بريطانيا وعدداً من دول الناتو بمواصلة وتوسيع توريدات الأسلحة غير الفتاكة للجيش الأوكراني».

وبشأن احتمال انضمام أوكرانيا إلى الحلف، قال ستولتنبرغ إن الناتو في حال تلقي طلب بهذا الشأن من أوكرانيا، سينظر فيه اعتماداً على القواعد العامة. وأردف: «اليوم يتعين على أوكرانيا إجراء إصلاحات مكثفة لكي تستطيع تقديم الطلب لنيل العضوية. وسيستمر النظر في هذا الطلب على أساس القواعد نفسها التي تستخدم لدى النظر في طلبات الدول الأخرى»، مؤكداً أن الحلف اتخذ إجراءات معينة لتعزيز الدفاعات في حدوده الشرقية.

وكانت القوات المسلحة في ليتوانيا قد أعلنت الشهر الماضي أن دول البلطيق الثلاث إستونيا ولاتفيا وليتوانيا تنوي التوجه إلى الناتو بطلب نشر قوة دائمة بحجم لواء في أراضيها.

وقال الأمين العام تعليقاً على هذا الطلب: «اطلعت على هذا الطلب، وأظن أننا سنقيم كل الطلبات وكل الاقتراحات من جانب الحلفاء… لكن الناتو وبعض الدول الأعضاء فيه عززت وجودها العسكري في الجزء الشرقي من أراضي الحلف، وشمل دول البلطيق».

وتجنب ستولتنبرغ الإجابة مباشرة على سؤال طرح، ولم يعلق عليه بشأن احتمال نشر قوة دائمة في الدول الثلاث استجابة لطلبها، لكنه أكد أن الحلف يراقب عن كثب الوضع في هذه المنطقة ويقيم دائماً احتياجاتها الدفاعية.

وأضاف أن وزراء دفاع دول الناتو أقروا خلال اجتماعهم في بروكسيل الخطط المتعلقة بإنشاء 6 هيئات أركان لحلف الناتو في شرق أوروبا، وأوضح أن هيئات أركان جديدة ستفتح في بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا، وستضم كل هيئة منها قرابة 40 ضابطاً، في ما ستتعلق مهمتها بتنسيق عمل الوحدات العسكرية التابعة للدول التي تستضيفها مع القوات الدولية أثناء إجراء تدريبات مشتركة.

واتفق وزراء الدفاع خلال اجتماعهم على منح صلاحيات إضافية للجنرال فيليب بريدلاف القائد الأعلى لقوات الحلف في أوروبا، إذ سيكون باستطاعته منذ الآن اتخاذ قرارات بصورة منفردة حول إعداد العسكريين لإرسالهم إلى منطقة تجرى فيها عملية عسكرية، فور اتخاذ الحلف القرار السياسي بإجراء هذه العملية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى