الإنجازات والانتصارات في مهبّ الريح إلا إذا…
عصام عوني
نخوض كمحور مقاومة منذ خمس سنوات حروباً طاحنة فرضت علينا بالقوة لتغيير التوجهات وردم الإنجازات ومترتباتها وسلب الاستقلال وحرية القرار، وعلى رغم ذلك نواصل التصدي والكفاح بلا كلل أو ملل وننتصر ولو بشكل جزئي يبنى عليه مستقبلاً.
العدو حاول بكل ما لديه واستثمر أدواته كلها تقريباً ليحقق ما خطط له ودائماً يصطدم بالصخرة المقاومة العنيدة، ويعاود الكرة بعد كل فشل وتستمر المقاومة.
ما تتعرض له سورية تحديداً خطير ومريع ولا إنساني وغير مسبوق! فما من بلد في العالم تعرض لما تعرضت له سورية إلا وسقط وما قامت له قائمة فما السر؟
سورية نواتها صلبة تأسست على ثوابت تاريخية عريقة متنها الخالد حافظ الأسد ومن قبله قادة تاريخيون قارعوا المحتل المستعمر على مر العصور، وبذلك يكون من الطبيعي انبثاق هذا الشعب عن هذه النواة مقاوماً صابراً يرنو دوما إلى النصر.
إن النصر قرار لا رجعة عنه، وما تقرره سورية محقق والتاريخ شاهد مؤكد لا يقبل الشك، ولكن كيف نحافظ على النصر ونحمي روافده؟
ما تعانيه سورية والمقاومة ودول الممانعة يكمن في مكونات الداخل بعضها طبعاً وهذا الأخطر على أي منجز تحقق ويتحقق وعليه:
إن منغصي الداخل يعملون بالوكالة لتنغيص الانتصارات، وذلك ليس جديداً فتاريخهم حافل بالعمالة والغدر والخيانة وبيع الأوطان، ولا يرف لهم جفن لو سالت أنهار الدم ولم يرف لهم ولن…
في المقابل، ما تقوم به الدولة السورية من تقديم الطعام والماء والكهرباء والرواتب وكل مقومات الحياة لمناطق كانت ومازالت منغصات لاستقرار سورية وما تقوم به من باب درء الادعاءات الدولية بخصوص قمعها للشعب، وهو ادعاء ساقط لا أساس له «مجبراً أخاك لا بطل».
البيئة الحاضنة والعملاء التاريخيين للغرب والاستعمار يحظون بالرعاية والدلال من قبل الدولة، مع العلم أنها البيئة التي تسببت بنكسات البلد منذ احتلت «إسرائيل» فلسطين لليوم وما قبل ذلك.
السوري الذي حمل السلاح بوجه الدولة وقتل ونكل واغتصب ونهب وسرق يعود لحضن الوطن بجرة قلم وعفا الله عمّا مضى! لأن الدولة تعتقد أنها أم وهي كذلك والأم تصفح وتغفر وتسامح عدا عن تقديم صورة إنسانية للعالم عن عقيدة الدولة وممارساتها بحق شعبها، وإن ضل بعضه.
ما ينطبق على سورية ينطبق على المقاومة وإيران فالمقاومة دائماً وأبداً عضت على الجرح وسامحت العملاء وشرعنت لهم العمل السياسي بالمشاركة معهم في حكومات ومجالس نواب وخلافه، على رغم أن خيرة شبابها استشهدوا بفضل عمالة هؤلاء.
التسامح السمة العليا للمرجعية الإيرانية، علماً أنها فقدت المليون شهيد بسبب هذه الطغمة الفاسدة إبان حرب صدام الرعناء.
هذه الحقائق ليست لجلد الذات بل أملاً بالصحوة، فالقراءات الخاطئة أوصلتنا لما نحن فيه اليوم والتغاضي عن عميل أو فاسد أو مستهتر أو تأجيل المحاسبة إلى ما بعد الاستقرار من الخطايا الجسام التي دفعنا وندفع وما زلنا باهظ الأثمان، خراباً ودماً وشهداء.
إن تأجيل المحاسبة والحسم وقصم الظهر مع هؤلاء يؤجل بعض الدمار ولا ينفيه، ومهما أعدنا الإعمار سنظل رهائن لهؤلاء متى أعيد استثمارهم مجدداً من قبل العدو.
كذلك الاستخفاف بالأوراق التي نملك كالمعارضات الحليفة لنا في دول الشر والتقصير بالدعم ولا ضير من السلاح، وخلق الخطط والمساعدة في التنفيذ فكما تدين تدان والبادئ أظلم.
لسنا دعاة قتل وسحل وإقصاء، ولكن التاريخ يقول إن كل ما حل بنا وكل هذه الخسائر وهذا الدمار وقوافل الشهداء لها مسبب رئيس، عميل خائن أباً عن جد لا يصلح فساده دهر ولا من يحزنون، إذن بتره من ثوابت الإيمان والأخلاق والوطنية.
أخيراً وليس آخراً معلوم أن الكلام لن يروق للبعض ولكنها الحقيقة المرة، وللمعارضين السؤال التالي: هل كانت «إسرائيل» بهذه القوة لولا عملاء الداخل والخارج ودعونا؟ وهل الأميركي صاحب نفوذ لولا سيئو الذكر «المنغصين»؟
وهل؟ وهل؟ وهل؟
خلاصنا الوحيد باجتثاث عملاء الداخل في كل من سورية ولبنان وإيران والعراق وفلسطين ومن ثم التفرغ لاستئصال سلالات العمالة في الخارج ومن بعدها كيان المسوخ «إسرائيل»، بهذا وحده نحفظ النصر وإنجازاته ولا تضيع الدماء.
افهموا وعوا… لو سمحتم…