سقوط نابوليون ـ ومحطات ماسونية
إعداد: د.نسيب بوضرغم
نعرض في هذه الدراسة كيفية عمل الخلايا الماسونية التخريبية وقدرتها على تعطيل أكبر السياسات، قديماً أو حديثاً، مقرونة بأقوال واعترافات لأشخاص وقفوا على أسرار هذه المنظمة الخطيرة التي تديرها عقول أضرّ منها بأضعاف.
بعد انفجار الثورة الفرنسية قام اليعاقبة 1 بالاستيلاء على السلطة. واليعاقبة هم أشخاص اختارهم «النورانيون» ورؤساء المحافل الماسونية، وقد قام هؤلاء اليعاقبة باستغلال دوق أورليان مطية لهم، حتى جاء الوقت الذي طلبوا إليه الموافقة على إعدام ابن عمه الملك لويس السادس عشر. رضخ دوق أورليان أخيراً لإرادتهم ووافق على إعدامه بصفته قائداً لليعاقبة وللثوار، وهو في حقيقة الأمر، لم يكن أكثر من دمية في يد النورانيين ورؤساء المحافل الماسونية.
بعد أن أخذ رؤساء المؤامرة اليهودية الموافقة من دوق أورليان على إعدام ابن عمه الملك لويس السادس عشر، جاء وقت الخلاص منه وحذفه من المشهد بعد أن أعطاهم كل ما يريدون. لذلك أمرت القوى الخفية بتصفيته، فركزت كل طاقاتها الدعائية التشهيرية حتى مشى دوق أورليان إلى المقصلة. وبينما كان يستقل عربة الموت عبر الطرقات المكتظة بالناس، كان يسمع صراخ الجماهير من كل الطبقات وهي تندد بفضائحه وتعبّر عن غضبها له، ما شكّل غطاء للنورانيين، أصحاب الأمر الأخير، بإعدام لويس السادس عشر.
لقد تبيّن لميرابو أن لا ردّ لتسلط القوى الخفية على الناس، فشعر بالندم، وكان يرفض العنف والعدوان اللذين أنزلتهما القوى الخفية بالناس. إضافة إلى ذلك، كان ميرابو يعارض إيذاء الملك ويريد بقاءه واجهة للحكم، على أن يكون هو مستشاره. وعندما تحقق أن المؤامرة تقضي بقتل الملك لويس السادس عشر عزم على تهريبه إلى مناطق يسيطر أتباعه عليها.
عرف اليعاقبة بخطة ميرابو وقررت تصفيته، لكنها لم تتمكن من تصفيته بالطريقة التي صُفّي بها دوق أورليان بسبب ضيق الوقت لدى اليعاقبة لتشويه صورته، فقد أقدموا على تسميمه وظهر الأمر على أنه حالة انتحار. إنه الرقم الثاني في معادلة أعداء الملك يسقط بعد دوق أورليان.
كان دانتون وروبسبيير من الشياطين المتجسدة بأجساد بشر، وكانا دميتين في يد النورانيين، يوجهانهما للانتقام من أعداء هؤلاء النورانيين.
بعد أن أخذ النورانيون من دانتون وروبسبيير كل ما يريدون أمروا بتصفيتهما، فحاكت الآلة الإعلامية العائدة للنورانيين حولهما كل الاتهامات والفضائح، وقد أُرسلا فعلاً إلى المقصلة 2 .
بذلك يكون قد أُعدم من رؤساء اليعاقبة كلٌّ من:
– دوق أورليان
– الخطيب ميرابو
– دانتون
– روبسبيير
كان لافاييت ماسونياً، لكنه كان رجلاً طيباً. انخرط بالقوات الثورية إيماناً منه بضرورة قيام حركة ثورية لتحقيق الإصلاح، ولم يكن يظن أن القوى الخفية جعلته يقود الشعب من اضهاد قديم إلى طغيان جديد. حاول لافاييت إنقاذ الملك، لكن القوى الخفية نقلته إلى الجبهة النمساوية للمحاربة هناك.
يبدو من عرضنا لحالة دوق أورليان وميرابو ودانتون وروبسبيير ولافاييت أن القوى الخفية تخترع أدواتها وتوجهها وتنهيها ساعة ترى أن إنهاءها يخدم قضية هذه القوى كما خدمها هؤلاء وهم يعملون لها طائعين.
يشير السير والتر سكوت في كتابه الضخم «حياة نابوليون» إلى أن الشخصيات الرئيسية في الثورة الفرنسية كانت أجنبية، ويشير إلى أن القوى الخفية عيّنت المدعو «مانويل» مدعياً عاماً لـ»كومونة باريس» بطريقة غامضة. وهذا الرجل، يقول السير سكوت، كان مسؤولاً عن اعتقال آلاف الضحايا وإعدام أكثر من 8000 معتقل خلال شهر أيلول عام 1792 هذا العدد في سجون باريس وحدها . و»مانويل» هذا، هو الذي أشعل الشرارة في الحملة على الملك والملكة التي انتهت بإعدامهما. الجدير ذكره أن مؤلَّف السير والتر سكوت «حياة نابوليون»، في تسعة أجزاء، قد اختفى كلياً.
أما السبب الذي دفع بالقوى الخفية إلى اتخاذها قراراً بإعدام روبسبيير فإننا سنرد ذلك السبب للدلالة على أن المنظمة الماسونية لا تسمح لأحد أعضائها من خارج دائرة «النورانيين» بأن يعرف أكثر من اللازم.
يقول الكاتب رينيه في كتابه «حياة روبسبيير» إنه في «يوم الثامن والعشرين من تموز عام 1794 ألقى روبسبيير خطاباً طويلاً أمام الجمعية العمومية شن فيه هجوماً عنيفاً على من أسماهم بالإرهابيين المتطرفين، ولكن هجومه ذلك تضمّن عبارات غامضة صيغت بصورة غير مباشرة تحمل اتهامات غير محدودة، حيث قال: «إنني لا أجرؤ على تسميتهم هنا، وفي هذا الوقت، كما أنني لا أستطيع تمزيق الحجاب الذي يغطي هذا اللغز منذ أجيال سحيقة! غير أنني أستطيع أن أؤكد وأنا واثق كل الوثوق، أن بين مدبري هذه المؤامرة عملاء لذلك المذهب القائم على الإفساد والإسراف، وهما الوسيلتان الأكثر فاعلية من جميع الوسائل التي اخترعها الغرباء لتفسيخ الدولة، وأعني بهؤلاء كهنة الإلحاد الدنسين، ومبدأ الرذيلة الذي يعيشون عليه».
ويضيف رينيه معلقاً: «لو لم يتفوّه روبسبيير بهذه الكلمات لكان من الممكن أن ينتصر». كان روبسبيير وقد تلفظ في الواقع بأكثر مما يجب ولذلك فقد تلقى طلقة نارية في فكّه أخرسته بصورة عملية حتى اليوم التالي الذي سيق فيه إلى المقصلة.
بعد أن تخلص «النورانيون» مخططو المؤامرة من رموز الثورة الفرنسية دوق أورليان، ميرايو، دانتون، روبسبيير، لافاييت بدأوا مرحلة جديدة من التآمر العالمي، فأرسل «أنسيلم ماير» روتشليد ابنه ناثان إلى إنكلترا بمهمة افتتاح مشروع مؤسسة روتشيلد في لندن. وكان الهدف من ذلك توثيق اتصال المرابين العالميين الذين يسيطرون على مصرف إنكلترا والمهيمنين على مصرف فرنسا ومصرف هولندا ومصرف ألمانيا. وقد تولى ناثان هذه المسؤولية بعمر 21 سنة. بعد ذلك قرر أصحاب المصارف استعمال نابوليون بونابرت.
نابوليون بونابرت
بعدما اجتاح نابوليون بونابرت أوروبا بجيوشه أعلن نفسه إمبراطوراً عام 1804، وعيّن أخاه جوزف ملكاً على نابولي، ولويس ملكاً على هولندا، وجيروم ملكاً على وستفاليا. أما ناثان روتشيلد فدبّر الأمور بحيث جعل من أخوته الأربعة ملوكاً للمال في أوروبا، بحيث أصبح هؤلاء السلطة الخفية وراء العروش التي أحدثها نابوليون.
قرّر رجال السلطة الخفية اختيار سويسرا مركزاً لقيادتهم في أوروبا، وبالتالي جعل سويسرا حيادية وعدّ زجّها في أي من المنازعات، ضمانة لسلامتهم وسلامة أموالهم. هكذا نفهم حياد سويسرا . وفي مقر قيادتهم في جينيف أخذوا يحيكون المؤامرة الخفية من جديد، ودبّروا الأمور بحيث يستمرون في جني الأرباح الفاحشة من الحروب التي كانوا يثيرونها، من دون أن يعنيهم مَن سيكون المنتصر فيها. وكانت هذه الحروب وسيلتهم إلى السيطرة على مصانع السلاح والمناجم وصناعة السفن والصناعات الكيماوية وصناعة الأدوية وأفران الفولاذ… لكنه كان ثمة أمر واحد يضايق جماعة المؤامرة، وهو نابوليون بونابرت الذي أخذ يزداد صلفاً وأنانية يوماً بعد يوم حتى وصلت به الحال إلى كشفهم علناً وتركهم. وهكذا وضع نابوليون بنفسه حداً لمغامرته. علماً أن «النورانيين» هم الذين احتضنوا النقيب نابوليون بونابرت وأخلوه في ما بعد الماسونية.
تذكر لنا كتب التاريخ، وكذلك يسود الاعتقاد، أن البرد القارس في شتاء روسيا هو الذي حوّل حملة نابوليون الظافرة إلى فاجعة عسكرية. أما الحقيقة فهي أن سبب هزيمة نابوليون كان في تخريب خطوط الاتصال الذي حرَّم على الجيش وصول المؤن والذخائر والإمدادات إليه.
جرى هذا التخريب استناداً إلى نهج ماسوني، يقضي بزرع العملاء الماسونيين في المراكز الرئيسية في شِعَب الجيش المختلفة، من تجهيز ومواصلات ونقل واستخبارات. وهكذا استطاع أرباب المؤامرة أن يبثوا الإضراب والفوضى عن طريق تخريب عمليات التجهيز وقطع الأوامر وإصدار أوامر مناقضة وإرسال الإمدادات إلى غير الموضع المطلوب، وأعمال التجسس والتجسس المضاد. فالخلايا التي توضع في مثل هذه المواضع تعادل عشرة آلاف جندي في الميدان. إنها الخطة ذاتها التي اتُبعت ضد جيوش روسيا القيصرية في مواجهة الجيش الياباني عام 1904، وكذلك ما جرى عام 1917 حين قيام الثورة البلشفية في روسيا، وكذلك التمرد الذي وقع في الجيش الإيطالي عام 1918، وهذا ما فعلوه في الحرب الإسبانية عام 1936، وكذلك مع قوات الصين الوطنية بقيادة شون كاي تشك ضد القوات الشيوعية عام 1954.
يسجل لنا التاريخ كيف تنازل نابوليون عن العرش عام 1814 في باريس حيث تم نفيه إلى جزيرة ألبا، ومحاولة هروبه منها والعودة إلى فرنسا لاستعادة مجده، لكنه هذه المرة كان يلعب ضد الجهة ذاتها القوة الخفية التي احتضنته سابقاً، وكانت هذه الجهة قد سيطرت على اللعبة بشكل كامل.
قُبَيل وقوع معركة واترلو كان ناثان روتشيلد في باريس، وكان مقيماً في قصر يطلّ مباشرة على القصر الذي يشغله لويس الثامن عشر، بحيث يمكنه مراقبة القصر من نافذة قصره. وكان من جهة ثانية قد نظّم شبكة من الجواسيس والعيون لتنقل له، تباعاً، أخبار معركة واترلو الوشيكة الوقوع عن طريق الحمام الزاجل. كما نظّم من جهة أخرى شبكة من الجواسيس تنقل الأخبار الملفقة عن المعركة إلى إنكلترا.
عندما مالت المعركة لمصلحة الجنرال الإنكليزي ولنغتون، وتأكدت هزيمة نابوليون، قام ناثان ماير بالانتقال الريع على متن قارب إلى إنكلترا ودخل ردهة البورصة، مقتطباً عابساً لا يتفوّه بأي كلمة. كان ناثان بطبيعة الحال معروفاً في الأوساط المصرفية المالية، بل كان أحد أساطينها. راح المساهمون في البورصة يسألونه عن سبب حزنه، فقال إن نابوليون بونابرت قد كسب المعركة ضد الجنرال ولنغتون الإنكليزي، ما جعل الذعر يعم أوساط الجماهير، فانهارت السوق المالية انهياراً كبيراً، إذ هبط سعر الجنيه الإنكليزي الاسترليني إلى شلن واحد، وكذلك انهارت أسعار الحاجيات. كان ناثان قد أقدم قبل إشاعته خبر انتصار نابوليون الكاذب على شراء ما يمكن شراؤه من سندات وأسهم وممتلكات بالأسعار المنهارة، ولكن عندما وصلت الأخبار الصحيحة عن انتصار الجنرال ولنغتون وهزيمة نابوليون عادت الأسعار إلى طبيعتها فجنى المرابون العالميون اليهود أرباحاً وثروات خيالية.
علِم روتشيلد ناثان أن غضباً شديداً سينزله الشعب الإنكليزي على المرابين اليهود، فقام بامتصاص هذا الغضب، وبمكر شديد، عبر تقديم قرض إلى الحكومة الإنكليزية بقيمة 18 مليون جنيه استرليني، وإلى الحكومة البروسية ألمانيا مبلغ 5 ملايين جنيه.
حدث ذلك عام 1815، وعندما مات ناثان روتشيلد كان القرض الذي قدّمه المرابون اليهود بتوجيه منه إلى الحكومة الإنكليزية قد بلغ 885.000.000 من الجنيهات. كل ذلك بسبب المجزرة الاقتصادية الكبرى التي نفذها ناثان روتشيلد عام 1815.
وكي نثبت دور الماسونية في اندلاع الثورة الفرنسية سنعرض للمناقشة التي أجريت حول هذا الموضوع في مجلس النواب الفرنسي عام 1904 وذلك بعد أن تقدّم المركيز روزانب بها، حول ما إذا كانت الماسونية الحرة اليهودية هي صانعة الثورة الفرنسية قال: «إننا متفقون إذاً بصورة كاملة على هذه النقطة بالتحديد، وهي أن الماسونية كانت الصانع الوحيد للثورة الفرنسية. وهذه التصنيفات التي أسمعها الآن في المجلس تبرهن على أن بعض الموجودين يعلمون بذلك مثلي تماماً». وعندما نهض النائب جومل، وهو أحد الأعضاء المعروفين في محفل الشرق الأكبر، قال: «نحن لا نعلم ذلك فحسب، بل ننا نعلنه على الملأ».
محطات ماسونية
سنورد الآن مراجعة لبعض الحوادث التاريخية للدلالة على سيطرة محفل الشرق الأكبر على فرنسا وبقية العالم:
أولاً: كان «النورانيون» قادة المؤامرة العالمية قد استطاعوا إيصال عملائهم إلى المراكز الحساسة في الدولة الفرنسية بصفة مستشارين، وهؤلاء المستشارون هم الذين صمموا معاهدة فرساي المشؤومة. وكان السيد هوريو قد وصل إلى موقع نفوذ بارز بفضل هؤلاء.
في كانون الثاني 1923 أصدرت محافل الشرق الأكبر قراراً بإلغاء السفارة الفرنسية في الفاتيكان انطلاقاً من عداء اليهود للبابا . نفّذ البرلمان الفرنسي هذا القرار في 24 تشرين الأول عام 1924.
عام 1923 طالبت المحافل الماسونية بتطبيق فكرة العلمنة. وهي انتقام من سيطرة الفاتيكان . وقد أدلى هوريو ببيان وزاري تأييداً لهذه الفكرة في 17/06/1924.
في 31 كانون الثاني عام 1923 طالبت محافل الشرق الأكبر بمنح عفو عام على كل المساجين والخونة، وأفاد العديد من الزعماء الشيوعيين البارزين من هذا القرار. وكان «مارتي»، الذي قاتل إلى جانب الشيوعيين في الحرب الأهلية الإسبانية 1936-1939، واحداً منهم. وافق مجلس النواب على مشروع العفو في 15/07/1924.
كان أحد زعماء محفل الشرق الأكبر في تلك الفترة السياسي الفرنسي ليون بلوم، الذي كانت القوى الخفية تعدّه ليصبح أداة جيدة في أيدي سادته. ولد ليون بلوم في باريس، لأبوين يهوديين، عام 1872. انتُخب رئيساً للوزارة في حزيران 1936 وبقي حتى حزيران 1937. وكذلك كان منديس فرانس أحد عملائهم الذي عيّنوه رئيساً للحكومة الفرنسية.
لقد عرف السيد غوستاف حقيقة ليون بلوم ورفاقه منذ عام 1927. وقد أشار إلى ذلك في صحيفة «La Victoire» بشجاعة كافية، قائلاً: «إن الحزب الجماعي الذي يترأسه بلوم ما هو إلا فرع ثانٍ للماسونية، وهو يعمل ضد الدين ويعمل على إثارة النزاعات الطبقية والثورة الاشتراكية».
في كتاب «ديكتاتورية الماسونية» للمؤلف أ.ج. ميتشيل يثبت فيه أن محفل الشرق الأكبر في فرنسا قد أصدر قراراً عام 1924 بوجوب السيطرة على عصبة الأمم وجعلها أداة للماسونية الحرة. وقد كتب تروتسكي يهودي روسي في كتابه ستالين: «يملك ستالين اليوم برج بابل جديداً في خدمته، وأحد المراكز الرئيسية بهذا البرج يقع في جينيف عهد المؤامرات».
كارل ريتر
ألماني، 1779-1859، بروفسور في جامعة فرنكفورت، وهو الذي شجّعه اليهود لوضع النظرية النقيض للماركسية بغية شقّ العالم إلى عقيدتين تؤسسان لحروب شاملة
كان كارل ريتر خلال أعوام طويلة أستاذ مادة التاريخ في جامعة فرانكفورت في ألمانيا، ثم أصبح أستاذاً لمادة الجغرافيا في برلين.
إن العلاقة بين كارل ريتر وزعماء النازية غير معروفة إلا لقلّة. بينما أهداف زعماء النازية وأغراضهم حوفظ عليها دائماً تحت طي السر. إلا أن بعض ضباط المخابرات البريطانية استطاعوا كشف العلاقة عندما عهد إليهم دراسة الاقتصاد السياسي والعلوم الجيوسياسية والأديان المقارنة في الجامعات الألمانية.
اقتنع ريتر بعد دراسته التاريخية بأن حفنة من كبار الماليين العالميين الذين لا يدينون بالولاء لأي بلد، ولكنهم يتدخلون في قضايا جميع البلدان. أسس هؤلاء عام 1773 ماسونية الشرق الأكبر الحرة بغرض استخدام حركة الثورة العالمية لتحقيق مطامعهم السرية الهادفة إلى السيطرة على الثروات والموارد الطبيعية والطاقات البشرية في العالم بأسره. ويهدفون في النهاية إلى تكوين حكومة ديكتاتورية ثورية عالمية شاملة مبنية على نظرياتهم الإلحادية.
وقد أعلن كارل ريتر أن هؤلاء الماليين العالميين، إن لم يكُن كلهم من اليهود أو من أصل يهودي، بصرف النظر عن ممارساتهم لطقوس الدين اليهودي أم لا. بناء عليه وضع ريتر مخططاً مواجهاً لمخطط الماليين العالميين، يستهدف هو أيضاً السيطرة على موارد العالم الطبيعية لمصلحة العرق الآري.
أشار ريتر في مخططه على زعماء العرق الآري لتأسيس النازية واستعمال الفاشية الاشتراكية الوطنية كوسيلة لتحقيق مطامعهم بتخريب مخططات بارونات المال العالميين وغزو العالم. وقد تضمّن مخططه المقترحات التالية:
أولاً: إخضاع جميع الأقطار الأوروبية لسيطرة ألمانيا. وللوصول إلى ذلك اقترح ريتر على الطبقة العسكرية الألمانية أن تشجع وتستولي على السلطة، بحيث تتمكن في ما بعد من الدخول في سلسلة مغامرات عسكرية تسبقها حرب اقتصادية تشنّها ألمانيا على الأقطار الأوروبية…
ثانياً: أوصى كارل ريتر باتباع سياسة مالية معينة يكون من شأنها منع أصحاب المصارف العالميين من السيطرة على اقتصادات ألمانيا والدول التي ستدور في فلكها، كما سيطروا على اقتصادات إنكلترا وفرنسا وأميركا.
ثالثاً: أوصى ريتر بإنشاء طابور خامس نازي لمجابهة التنظيمات الشيوعية السرية، يكون هدفه إقناع الطبقات العليا والوسطى في البلدان التي تنوي ألمانيا إخضاعها بأن الفاشية هي الوسيلة الوحيدة المؤهلة لمجابهة الشيوعية…
حذّر ريتر الزعماء الآريين من القيام بأي غزو عسكري ما لم تكن الطوابير الخامسة والماكينة الإعلامية قد عبّدت الطريق أمامهم بإقناع الغالبية من الجماهير بتقبّل هذا التدخل العسكري كحملة إنقاذ وليس كحملة امتداد وغزو. عندما حاول هتلر أن يتصرف بما يعاكس المبادئ التي وضعها ريتر حاول الجنرالات الألمان النازيون اغتياله، إضافة إلى ما إذا كان حقيقةً هم الذين وضعوه في منصبه .
رابعاً: أوصى ريتر بتدمير الشيوعية تدميراً كاملاً وباستئصال شافة العرق اليهودي، على اعتبار أنهما عقبتان أساسيتان في طريق التوصل إلى السيطرة الكاملة على العالم. وكان ريتر يوصي بأن الشيوعية ليست أكثر من أداة في يد أصحاب البنوك العالميين.
استعمال القنبلة الذرية في اليابان
كانت اليابان على وشك الاستسلام خلال أيام، وربما ساعات، ومع ذلك قرر الرئيس الأميركي ترومان ضربها بقنبلتين نَوويتين. السؤال: لماذا؟ وهل كان ارتكاب هذه الجريمة ضرورياً؟
الجواب: إن القوى الخفية أرادت أن توجّه رسالة إلى ستالين، كي لا يرفع سقف مطالبه في مؤتمر يالطا القادم. فدفع اليابانيون الثمن.
الفيلسوف والمصلح الروماني سينيكا 4 ق.م 64 م ، مربّي ومعلّم نيرون:
فضح العمليات الفاسدة والنفوذ الشرير الذي كان يمارسه المرابون اليهود. لكن نيرون، بعد أن تزوّج بوبويا وأوقعته في حبائل «النورانيين»، لم يعد يستمع إلى معلمه سينيكا.
لم يتوقف سينيكا عن التصريح العلني ضد المرابين وهو ذو الكلمة المسموعة في روما، ما أزعج المرابين وبالتالي ضغطوا على نيرون لينهي حياته، فأمره نيرون أن ينهيها هو بنفسه. وهكذا كان، سينيكا أول حالة شهيرة أجبر فيها المرابون شخصية شرَعت بانتقادهم على الانتحار.
جيمس فورستال وزير الحربية الأميركية إبان الحرب العالمية الثانية :
اكتشف علاقات خفيّة بين أصحاب المصارف الأميركية وأصحاب المصارف العالميين الذين سيطروا على بريطانيا وفرنسا.
حاول أن يقنع الرئيس روزفلت وسائر الحكومة بهذه الحقيقة، وأعلن عام 1945 إصابته بانهيار عصبي وإقامته في أحد المستشفيات ثم أعلن رسمياً أنه مات منتحراً، هل انتحر؟ أم انتحر؟ .
أصدر الإمبراطور الروماني بوستينيانوس 483-565 مجموعة القوانين المدنية التي حاول فيها أن يضع حدّاً للأعمال اللامشروعة التي كان التجار اليهود يلجأون إليها في التجارة، والتي بواسطتها أفلسوا كافة تجار روما.
لقد مُنح اليهود حرية تجارية بدليل ورد في موسوعة funk and wagnalls اليهودية عن وضع اليهود في روما: «لقد تمتع اليهود آنئذٍ بكامل حريتهم الدينية… حتى أن بعض المراكز الصغرى في الدولة كانت مفتوحة لهم، وكانت تجارة العبيد تشكل المصدر الأول لثروة بعض اليهود الرومانيين…». ص 68 «يسجل التاريخ أن بوستينيانوس الإمبراطور القوي لم يتمكن من وضع حدٍّ لتجاوزات اليهود.
المؤرخ البريطاني: إدوار جيبون 1737-1794
لقد وضع جيبون كتاباً تحت عنوان «انحطاط الإمبراطورية الرومانية وسقوطها»، تحدّث فيه عن تأثيرات التجارة والمرابين اليهود المفسدة ووصفهم بأنهم كانت لهم يد طولى في انحطاط الإمبراطورية الرومانية.
وقد تكلم بإسهاب عن دور زوجة نيرون اليهودية بوبويا في التمهيد لتلك الظروف التي جعلت الشعب الروماني ينظر كالمخمور من دون مبالاة إلى انهياره السريع وتحطمه. وبسقوط الإمبراطورية الرومانية، تأسست السيطرة اليهودية ودخلت أوروبا ما يسميه المؤرخون «بالعصور المظلمة».
الموسوعة البريطانية تقول: «كان لدى التجار والمرابين اليهود ميل شديد إلى التخصص بالتجارة، وكان مما ساعدهم في الامتياز في ذلك الحقل مهارتهم وانتشارهم في كل المكان، وكانت تجارة أوروبا في العصور المظلمة بعظمها في أيديهم، وخاصة تجارة الرقيق».
هم من أدخلوا أوروبا بالظلام بعض سقوط الإمبراطورية الرومانية.
كانت لليهود السيطرة المطلقة على اقتصادات أوروبا بحيث ترى الآن قطعاً نقدية بولونية وهنغارية تحمل نقوشاً يهودية.
كان لهم إلحاح قوي للسيطرة على النقد وجعل إصدار العملة في أيديهم.
يقول آمتشل ماير باور روتشيلد الأول 1734-1812: «دعنا نتولى إصدار النقد في أمة من الأمم والإشراف عليه، ولا يهمنا بعد ذلك من الذي يسنّ القوانين لهذه الأمة». ص 70
في ردّ توماس جيفرسون على جون أدامز الذي راح ينتقد احتكار اليهود لإصدار النقد الأميركي يقول جيفرسون: «أنا أؤمن أن هذه المؤسسات المصرفية ويقصد المصارف صاحبة الامتياز بإصدار النقد الأميركي المملوكة من اليهود أشدّ خطراً على حريتنا من الجيوش المتأهبة، وقد خلقت بوجودها أرستقراطية مالية أصبحت تتحدّى بسلطانها الحكومة. وأرى أنه يجب استرجاع امتياز إصدار النقد من هذه المؤسسات وإعادته إلى الشعب صاحب الحق الأول فيه». أحجار على رقعة الشطرنج وليام غاي كار ص 142 .
ويقول أندرو جاكسون مخاطباً المجرمين النورانيين: «إن أنتم إلا مغارة لصوص، ومجموعة مصّاصي دماء، ولسوف أعمل على تحطيمكم، بل وأقسم بالله أنني سأحطمكم». أحجار على رقعة الشطرنج ص 143 .
هوامش
1. اليعاقبة هم النورانيون رؤوساء المؤامرة اليهودية الذين كانوا يجتمعون سرّاً في دير للرهبان المسيحيين اليعاقبة، ولذلك أطلق عليهم تسمية اليعاقبة.
2. تقول الفقرة 15 من بروتوكولات صهيون: «سوف نعدم بعض الماسونيين بشكلٍ لا يثير الشكوك ولا يعلم بحقيقته أحد إلا الأخوان». ويقولون: «بهذه الطريقة سوف نتخلص من هؤلاء الماسونيين من الغوييم الذين يعرفون أكثر من اللازم».