بطولة سورية للرماية في السويداء بمناسبة الاستحقاق الرئاسي
نغم نصر
بمناسبة الاستحقاق الرئاسي أقامت محافظة السويداء بطولة الجمهورية العربية السورية لرياضة الرماية التراب برعاية الاتحاد العام الرياضي، وبحضور عدد من الفعاليات السياسية والرياضية.
تكللت البطولة بتتويج الرامي طارق نصر بالمركز الأول، الذي لم يجد أغلى من شهدائنا ورجال الجيش السوري كي يهديهم الكأس.
ها هُم أبناء سورية بعزيمة وإباء الأبطال، رافضين إيقاف عجلة الزمن، سورية التي تأبى الهزيمة، فطمت أبناءها على معنى الإصرار، علّمتهم استخلاص الحياة من الموت.
ومن شموخ قاسيون اقتبسوا كيف بالإمكان أن يواصلوا سيرورة الأيام مهما تكاثرت عليهم الآلام.
علمتهم أن لا يتوقفوا عند العقبات. ببساطة ربّتهم أن يحيوا اليوم كما الأمس وبسعي دؤوب منهم آملين أن يردّوا شيئاً من الدَّيْن، كل يدافع بطريقته.
هنا شعب يأبى الاستسلام أو الهزيمة، ولا شيء يخفف من قوة إرادته ولا من صلابة العزيمة، شباب جل مرادهم أن يلمع اسم سورية في المحافل، كل بحسب مؤهلاته وقدراته، بالحبر، بالدم، بالكاميرا، بالكلمة، بالموسيقى بالرياضة.
طارق نصر واحد من أبناء سورية الأبرار، موهبة فرضت نفسها، وليست بحاجة لمن يضيء عليها. فالكؤوس والميداليات التي حاز عليها خلال مسيرته الرياضية تحكي الكثير.
هذا الشاب الطموح مَثَلَ المنتخب الوطني في رياضة رماية التراب بعدد من البطولات في دول عربية وعالمية، وكان من بين الموفدين إلى كازاخستان في عام 2010 حيث شارك في بطولة العالم. ولم يحدث أن عاد مرة خالي الوفاض، دوماً بحوزته سلة وفيرة بالأرقام. حقق أرقاماً مميزة لافتة في مشاركاته في عدة دول كالكويت وقطر وروسيا وشارك بمعسكرات تدريبية في دول أوروبية عدة .
حالياً هو الحائز على المركز الأوّل متربعاً على عرش الصدارة في محافظته السويداء. وها هو اليوم يحقق فوزاً جديداً في بطولة الجمهورية التي أقامتها محافظة السويداء بمناسبة الاستحقاق الرئاسي شارك فيها رماة من دمشق ومختلف المحافظات كدرعا وحلب واللاذقية ومحافظات سورية مختلفة.
هو الآن لا يرى شيئاً سوى نيشان واحد، قام بمحو كل أرشيف أفكاره وفكرة واحدة تساوره الهدف ، عيَّنَ وسدَّدَ فأصاب… وبحنكة ومهارة حاز على المركز الأول في بطولة الجمهورية بجدارة وبنقاط متباعدة بينه وبين زملائه الذين لا يقلون عنه أهمية.
حلمه وهدفه يتجسدان من خلال مشاركاته الدولية، حمل اسم سورية معه أينما ذهب، وحرص باستمرار وعلى رغم الظروف الحالية على المشاركة في ما أمكن له من البطولات العالمية والمحلية.
التراب أو ما يعرف برماية التراب، رياضة ارتبط اسمها بهدوء الأعصاب ورد الفعل السريع، كونك لا تعرف مصدر الصحون من أي جهة سوف تتطاير.
هنا على اللاعب أن يتحلى بصفاءٍ في الفكر، وشخصية متزنة، سريعة المبادرة، مرنة، متمرسة وبقدرة عالية على التحكم بالنفس وذخيرة وافرة وعالية الجودة من الأعصاب الهادئة والشخصية المتزنة. حينئذٍ يستطيع استحضار التركيز العالي لاقتناص الصحون .
هنا لا مجال للقول: رُبَّ رميةٍ من غير رامٍ، لا مجال للصدف، فسرعة إطلاق الصحون في كل مرة لا يدع مكاناً للصدف، حظك الوحيد في سرعة المبادرة وشحن وفير من النوم وإفراغ الرأس من كل أفكاره ليصفو الذهن ويعلو التركيز.
كما ويعرف عن رياضة الرماية وبخاصة رماية التراب بأنها مكلفة جداً عداك عن قلة الكوادر المؤهلة لتدريب ومتابعة اللاعبين، وقلة المعسكرات التدريبية التي يحتاجها الرامي حتى يواظب على التمرين، للحفاظ على مستوى جيد.
وجدير بالذكر أن بطل الجمهورية طارق نصر من مواليد دمشق عام 1983 من محافظة السويداء، حائز على إجازة في إدارة الأعمال جامعة دمشق… ليتجسد فيه مثال يحتذى عن الشاب السوري المتميز، طارق ابن دمشق التي كبر بين حاراتها وتعلم فيها، فعلمته الرماية ولما أشتدّ ساعده سدّد. رمى فأصاب الهدف، ليرفع اسم بلده عالياً.
نعم هو الذي تجسد اسم النصر فيه ايضاً فكان له من اسمه النصيب الأكبر.
فأهدى طارق نصر، نصره رافعاً كأسه، أهداه إلى الذين وصفهم بأشرف الناس، رجال الجيش العربي السوري.