نصرالله لرئيس لا يطعن المقاومة و14 آذار لتعميم الفراغ… والسلسلة تمنع الامتحانات
كتب المحررالسياسي
«فضيحة الغرب الديمقراطية التي تجلت في انتخابات البرلمان الأوروبي، حيث فشلت كل الأحزاب الحاكمة في بلدانها بتأكيد صفتها التمثيلية، هي الوجه الآخر لفضيحة الديمقراطية الغربية في التعامل مع الانتخابات الرئاسية السورية، التي تفتتح مرحلتها الأولى اليوم، مع السوريين المقيمين خارج سورية».
هذا ما قاله نائب وزير الخارجية السورية ورئيس اللجنة المركزية للانتخابات في وزارة الخارجية الدكتور فيصل المقداد، في حديث خاص إلى «البناء» اعتبر فيه قرار دولة الإمارات العربية المتحدة منع إجراء الانتخابات على السوريين المقيمين على أراضيها انضماماً من حكومة الإمارات لحلف المتآمرين على سورية، ووصف القرار الأردني بإبعاد السفير السوري محاولة لإضعاف وهج الانتخابات التي استعدّت لها السفارة السورية في عمان وسجل المشاركة فيها أكثر من ثلاثين ألف سوري، وهذا وحده ما يفسر صدور القرار عشية الانتخابات بالتزامن مع القرار الإماراتي والهدف واحد ولو بطريقة أخرى.
السفير السوري في عمان المبعد إلى دمشق الدكتور بهجت سليمان لفت الانتباه في كلامه لـ «البناء» إلى الصلة بين القرار بإبعاده وتوقيت اليوم الانتخابي، لكنه بقدر ما رأى فيه تنفيذاً لتعليمات سعودية يظهرها ويفضحها القرار الإماراتي، توقف أمام أن يكون السفير الإسرائيلي أول المرحبين بقرار الإبعاد، وكاشفاً عن مبادرة السفارة في عمان لإقامة صندوق اقتراع شرف للشخصيات الوطنية الأردنية كان يتوقع أن يشارك فيه الآلاف، في تعبير رمزي عن الموقف مع سورية، يبدو أنه شكل مصدر انزعاج كبير لدى الأوساط الحكومية الأردنية لأنه يفضح التباين بين المزاج الشعبي الأردني وسلوك الحكومة.
يبقى لبنان الساحة الوحيدة المتاحة لرؤية المشهد الانتخابي السوري في الخارج حيث قالت مصادر مطلعة لـ «البناء» إن العدد المتوقع يزيد على السبعين ألفاً، وفي حوار معه المنشور مع «البناء» أكد السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي أن انتخابات السوريين في لبنان ستشكل ميزان التعبير الذي يمكن الاستناد إليه في قراءة اتجاهات الرأي العام السوري.
الملف الرئاسي إلى الخارج
وقد تحوّل لبنان إلى ورقة في يد الخارج. انتقل الملف الرئاسي مع الفشل في إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري إلى طاولة المفاوضات الإقليمية والدولية التي لا تضع لبنان في أولى اهتماماتها. وأمام ذلك لن تحمل الدعوة الأولى لرئيس مجلس النواب نبيه بري بعد الشغور الرئاسي إلى جلسة في التاسع من حزيران المقبل، أي جديد طالما أنّ الجمود السياسي لا يزال يحيط بالمفاوضات الدائرة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل.
وأكدت مصادر عين التينة أنّ الرئيس بري مصرّ على الدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية، وأنه في حال تمّ الاتفاق خارج الدعوة فلن يتأخر في الدعوة إلى عقد جلسة. وإذ أشارت إلى أنّ ما يجري ليس إلا تقطيعاً للوقت، فالانتخابات الرئاسية بعيدة، أكدت أنّ عدم التوافق من شأنه أن يأخذ البلد إلى المجهول.
وشدّدت المصادر على أنّ الأزمة حالياً في المنطقة هي أزمة نظام، فالربيع العربي فشل في إيصال الاسلام المعتدل، وبالتالي فإنّ الدول التي شهدت ثورات تعود اليوم إلى الانظمة القديمة، وأعطت المصادر أمثلة على ذلك، ففي ليبيا أعطي اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، تفويضاً لمكافحة الإرهاب، وفي مصر يستعدّ المشير عبد الفتاح السيسي لتولي الحكم، وأكد أنّ الوضع الأمني في لبنان كان وراء تشكيل الحكومة.
ولاحظت مصادر نيابية معارضة لمقاطعة التشريع أن قرار المقاطعة لا يخدم الاستقرار الداخلي ولا انتظام عمل المؤسسات. واستبعدت المصادر أن يتم إقرار السلسلة في الجلسة المقبلة، طالما أن قوى 14 آذار ومعهم تكتّل التغيير والإصلاح ربطت حضور الجلسة بالتوافق المسبق بين الكتل النيابية على بنود السلسلة. أضافت إن مثل هذا التوافق المسبق يحتاج إلى شبه معجزة، خصوصاً أن هناك خلافات جدية حول بنود أساسية فيها، منها ما يتعلق بتمويلها بدءاً من موضوع الـ T.V.A إلى كيفية التعاطي مع المخالفات البحرية. ومنها ما يتعلق بحقوق المعلمين والعسكريين.
برّي: مقاطعة جلسات التشريع أمر خطير
ونقل الزوار عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري مساء أمس قوله إن مقاطعة المجلس والجلسات أمر خطير، لأنها لا تعطّل التشريع فقط، بل أيضاً سلطة الرقابة على الحكومة، وهذا ينعكس عليها وتصبح وكأنها حكومة تصريف أعمال.
وأكّد أنه سيستمر في الدعوة إلى جلسات تشريعية حتى لا يسجل سابقة ويتكرّر الذي حصل مع استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ملاحظاً أن الكتل المسيحية تقاطع المجلس كما قاطعت في مراحل سابقة ومنها مع حكومة ميقاتي، وهذه مسألة تتعلّق بالدستور، وبذلك نصبح وكأننا في دولة «مقاطعجية».
وحول الاستحقاق الرئاسي، أوضح بري أن لا شيء جديداً، ولذلك حددت موعد التاسع من حزيران موعداً لجلسة الانتخاب الجديدة، وقال، إذا حصل شيء جديد فأنا مستعد للدعوة إلى جلسة انتخاب في أي وقت. وأكد أن الاتفاق حول الاستحقاق الرئاسي يجب أن يكون بين الجميع وليس بين طرفين.
مساعٍ واتصالات للحدّ من التعطيل
وعلى رغم ذلك، فقد سارعت الاتصالات والمشاورات على غير صعيد من أجل الحيلولة دون تعطيل البلاد في شلل كامل وتوسّع الفراغ ليشمل مجلسي النواب والوزراء.
ونشط الحراك على غير محور لمعالجة آثار المقاطعة التي أعلنها معظم الكتل المسيحية للتشريع إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية، مع العلم أن الرئيس بري شدّد أمام زواره على ضرورة عدم تعطيل المجلس، معتبراً أن مثل هذا الأمر سيؤدي إلى مزيد من الشلل والسلبيات.
وعلمت «البناء» أن هذا الحراك بدأ في نهاية الأسبوع الماضي غير أنه لم يسفر عن نتائج كاملة، واكتفت الكتل المقاطعة بالقبول بالمشاركة في جلسات المجلس التشريعية للضرورات والاستثناءات مثل سلسلة الرتب والرواتب بعد حسم الخلافات حولها، أو قانون الانتخابات، أو بعض الأمور الطارئة.
هل ينسحب التعطيل على الحكومة؟
وفي مقلب آخر، نشط التحرك أيضاً لتلافي شل العمل الحكومي ما حدا برئيس الحكومة تمام سلام إلى الدخول على خط الاتصالات والمداولات خوفاً من تحوّل الحكومة إلى مجرّد حكومة تصريف أعمال.
سقوط اتفاق الطائف
وفي سياق آخر، أكدت مصادر نيابية في 8 آذار لـ«البناء» أنّ على الفريق الآخر إما القبول بالوضع الراهن وانتخاب رئيس تقبل به المقاومة والإبقاء على اتفاق الطائف، وإما إفراغ المؤسسات وسقوط اتفاق الطائف وعندها لكلّ حادث حديث.
التزام 14 آذار بترشيح جعجع
وعلى ضفة 14 آذار أشار عضو كتلة المستقبل النائب جان أوغاسبيان لـ«البناء» الى أنّ اجتماع 14 آذار أكد الالتزام والاستمرار بترشيح رئيس حزب القوات سمير جعجع للانتخابات الرئاسية، بانتظار أن يعلن فريق 8 آذار طرحه للرئاسة.
وأشار أوغاسبيان إلى أنّ 14 آذار لن يقدم على أي خطوة من شأنها أن تحرق المرشحين الآخرين. واعتبر أنّ التفاوض العوني- المستقبلي مستمر حول كلّ المواضيع المطروحة، ومن ضمنها رئاسة الجمهورية، مؤكداً في الوقت عينه أن لا صفقات على حساب الحلفاء.
وإذ لفت إلى أن لا تعويل على الخارج الذي لا يضع لبنان في سلم أولوياته، أكد أوغاسبيان أن لا سقف زمنياً للانتخابات الرئاسية.
لا انتخابات قبل ستة أشهر
وأكدت مصادر نيابية قواتية لـ«البناء» أنّ الانفتاح والتواصل العوني المستقبلي يشمل الكثير من الملفات باستثناء انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وأن المستقبل يدوّر الزوايا للخروج من هذا الأمر بأقلّ الخسائر، فهو لا يريد الجنرال عون رئيساً للجمهورية. وأكدت أن لا انتخابات قبل ستة أشهر.
لا إشارات جدية من التفاوض العوني ـ المستقبلي
وأكد النائب علاء الدين ترو لـ«البناء» أنّ اللقاء الديمقراطي ضدّ أي مقاطعة للمؤسسات، مشيراً إلى أننا كما حضرنا إلى المجلس النيابي عندما قاطع نواب المستقبل الجلسات في ظلّ حكومة تصريف الأعمال، سنحضر إلى الجلسات التي يدعو إليها الرئيس نبيه بري. وإذ قال إنّ اللقاء الديمقراطي لا يريد الفراغ ويؤكد على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية، أكد ترو أنه لا يمكن مقاطعة المؤسسات وسير عملها. وشدّد على أن لا إشارات إيجابية أو جدية من التفاوض العوني المستقبلي تبشر بأنّ هناك توافقاً حول الموضوع الرئاسي، مشدّداً على موقف اللقاء من أن عدم الذهاب والرجوع عن المرشح التحدي من الفرقين يؤدي إلى انتخاب الرئيس.
وفي موضوع سلسلة الرتب والرواتب، أكد انّ إقرار السلسلة يتوقف على الواردات التي يمكن أن تتأمّن من الغرامات على الأملاك البحرية وعلى العقارات وأرباح المصارف، فإقرارها من دون واردات يعني تعريض القطاع الاقتصادي والقطاع النقدي لمخاطر كبيرة، مشدّداً على أنّ أي جلسة لن تعقد قبل الاتفاق على سلة كاملة تحقق التوازن.
مصير الامتحانات مرتبط بالسلسلة
بموازاة ذلك، حط الشغور الرئاسي في ساحة النجمة. طارت جلسة إقرار سلسلة الرتب والرواتب بسبب مقاطعة المسيحيين من التغيير والإصلاح والقوات اللبنانية والكتائب والمسيحيين المستقلين في 14 آذار بحجة الفراغ في كرسي الرئاسة الأولى، إلى العاشر من حزيران المقبل. موعد لا يمكن التعويل عليه في ظلّ تلطي نواب 14 آذار خلف عبارة ملغومة ومدروسة جيداً التشريع في ظلّ الشغور الرئاسي غير جائز إلا في حال الضرورة القصوى.
طارت السلسلة… يعني طارت الامتحانات الرسمية كما هدّدت هيئة التنسيق النقابية، التي أمهلت مجلس النواب الى 7 حزيران لإقرارها، محذرة من الشلل في القطاع العام ومقاطعة التصحيح والامتحانات الرسمية.
وأكد وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب لـ«البناء» أنّ مواعيد الامتحانات الرسمية المقرّرة في شهر حزيران مرتبطة بقرار هيئة التنسيق النقابية، المرتبط بإقرار سلسلة الرتب والرواتب. ودعا بو صعب السياسيين إلى التفاهم والمساعدة للخروج من المأزق. وشدّد على أنّ ملف الجامعة اللبنانية لا يزال عالقاً، داعياً الى فصله عن التجاذبات السياسية.
شتانماير في بيروت غداً
في سياق آخر، يصل وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتانماير في السابعة من مساء غد الخميس إلى بيروت، حيث سيستقبله وزير الخارجية جبران باسيل ويجري معه جلسة محادثات في قصر بسترس يعقبها عشاء يقيمه الاخير على شرف الضيف الألماني. ويلتقي الوزير شتانماير الجمعة رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة تمام سلام قبل أن يغادر بيروت. وستتركز محادثات وزير خارجية ألمانيا على ملف النازحين والمساعدات التي تقدمها بلاده والوضع الإقليمي واللبناني، لا سيما في ظل الفراغ في موقع الرئاسة الاولى وسبل الخروج من المأزق السياسي.
قداس الراعي في كنيسة القيامة
من جهة أخرى، واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الأراضي المقدسة وترأس داخل قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة الذبيحة الإلهية على نية لبنان واللبنانيين والسلام في الشرق الأوسط.
نصرالله: هناك فرصة لانتخاب الرئيس
وفي هذا السياق، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة له لمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لعيد المقاومة والتحرير أنه ما زالت هناك فرصة لانتخاب رئيس قوي، مشيراً إلى «أن المشروع بالنسبة للفريق الآخر كان التمديد، والآن مع سقوط هذا المشروع نحن اليوم لا نبحث عن رئيس جمهورية يحمي المقاومة، فالمقاومة تحمي الدولة وتحمي الشعب والوطن والكيان». وقال: «نحن نريد رئيساً لا يتآمر على المقاومة ولا يطعنها في ظهرها ويثبت على موقفه من المقاومة».
وأكد السيد نصرالله في مجال آخر، أن مشروع إسقاط سورية قد فشل، وأن سورية ومحور المقاومة يتقدمان، مشيراً إلى أن الجميع بات يدرك خطر الجماعات المسلحة في سورية وسيأتي يوم تندم فيه الحكومات على دعمها للجماعات المسلحة في سورية وسوف تشكرها على صمودها.