إرهاب استخباراتي… «مسبق الصنع»!

فاديا مطر

لم يغب الوضوح في صورة تلك النهاية التي يرسمها إطار نهاية حزيران لجهة الاندفاعات العسكرية الارهابية المدعومة تركياً وسعودياً، أملاً برؤية نجاحات في سورية تنقل المعادلات الاستراتيجية التي تعمل عليها هذه الدول إلى ضفة تحقيق شيء يشكل ضفة ثقل بالنسبة للسعودية وتركيا اللتين تقفان أمام الفرصة الأخيرة بعد فشل العدوان على اليمن وخسارة «النصرة» التركية لجغرافية القلمون المهمة، ليستبين الأمر بجنون هيستيري على جغرافيا متباعدة الطبوغرافية ومتصلة الأهداف من درعا إلى الحسكة إلى عين عرب في قتال يرمي بكل ثقله من سلاح ومال ومرتزقة على توازي ما أسرجه «أردوغان وآل سعود» لـ «النصرة» و«داعش» في معارك لم تستغرق اكثر من يومين من القتال في كل من الحسكة وعين عرب، ليصبح تفريغ ما بقي من حقائب «30 حزيران» دراماتيكياً تتداركاً لما أينع ثمره بغير ما يشتهي زارعوه من أهل الاصطفاف الإقليمي على وقع طبول المفاوضات النووية التي بدأت تسابق نتائج تغيير وقائع الأرض السورية بحيث تكون سورية ساحة أفعال وتجليات نزاعات جغرافية ديمغرافية لاعتبارات داخلية تركية تجعلها منخرطة بالأوليات الصراعية الأقليمية، وهو ما انكسر أول زجاجه في درعا التي صد فيها الجيش العربي السوري هجوماً للمسلحين حصيلته اكثر من 400 قتيل وجريح تم إجلاؤهم إلى مشافي الأردن والكيان الصهيوني التي بدأت تعمل في شكل منسق وواضح في إنقاذ جرحى الإرهابين الذين دفعتهم غرفة عمليات عمان «الموك» إلى تنفيذ هجوم درعا بالآلاف، ليسجلوا انتكاسة جديدة في سجل مسلحي جنوب سورية وداعميهم، لتتناثر شظايا خساراتهم إلى أبعد من الحدود السورية، رغم ما واكب العملية من قصف صاروخي وإعلامي كثيف في محاولة لتغيير خطوط التماس التكتيكية بخطط نظمتها مخيمات التدريب السعودية ـ الأردنية والتي يشرف عليها «الموساد» ووكالة الاستخبارات الاميركية «CIA» من أجل الاستثمار السياسي لاحقاً، لكن هذه الجولة كانت لمصلحة الجيش السوري المدعوم من الدفاع الشعبي الذي نفذ كميناً في حاجز «السرو» أوقع 350 قتيلاً من تنظيم «داعش» الإرهابي مع عدد من قياداته في غارات استهدفت ما أنجزته غرفة «الموك» الأردنية تحت مسمى «عاصفة الجنوب» وتدمير مقرها الموجود جنوب شرقي درعا، ليقع خسران إحداث أي خرق أو انجاز ميداني على أي من محاور الهجوم الخمسة تحت الضوء الساطع، وهو ما يدحض القذائف الاعلامية التي واكبت الهجوم على حاجز «السرو» قرب قرية عتمان وثكنة «البانوراما» داخل عدرا البلد، لتتكشف كواليس الشق العسكري المعادي في ما يحويه من مراهنات ووصاية ميدانية حملت بطابعها البريدي مغلفات ورسائل واضحة لتعاضد «القاعدة» بأجنتها الهجينة مع تحالفات إقليمية تحاول الظهور في شكل أو آخر على طاولات الحوار الدولية تحت قاعدة أن الحرب هي الوجه الآخر للسياسة، والتي عملت عليها دول إقليمية وغربية في اصطفافات تنعش حظوظ تراجع العزلة الإقليمية والدولية لكل من السعودية وتركيا على مدى ما تمدد نفوذهما على نغمات «الربيع العربي» المتحالف مع «الأخوان المسلمين» «المتصهينين» على مدى خمس سنوات مرت بكامل أجنحتها الوهابية والمسيسة دينياً، كمؤسس لمشروع تراجع الرقم العربي المقاوم لـ «إسرائيل» وإلحاقه بالمعادلة الشرق أوسطية المتضائلة والممتطية طموح العثمانية والصهيونية في كسر معادلات توازنات القوة مع محور المقاومة الذي أفشل المحاولات وأصاب المعسكر المعادي في الصميم، ليتعاظم هذا الرقم المقاوم في رسم توزنات المنطقة التي اختلفت أقطاب قوتها وتركت ما تم تصنيعه من إرهاب استخباراتي «مسبق الصنع» تحت رحمة سقوف التوزنات الجديدة التي أجهضت تحالفات صهيو ـ أميركية ـ عربية «مسبقة الصنع» … فالسحر يتوعد الساحر قريباً ..!!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى