مشروع تمكين الشباب واليافعين بيئياً ينفّذ أكثر من عشر مبادرات في اللاذقية وريفها
ياسمين كروم
أفكار بيئية وتوعوية متعدّدة حملتها مجموعة من المبادرات الأهلية التي جاءت نتاج مشروع تمكين الشباب واليافعين وتعزيز مشاركتهم في العمل الأهلي البيئي، وهو ما يندرج ضمن خطة التعاون المشترك بين الحكومة السورية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» لعام 2014، المستمرة حتى منتصف السنة الحالية، إذ يُعمَل على تأمين كل السبل اللازمة ليحقق المشروع أهدافه المتمثلة ببناء قدرات الفاعليات الأهلية والشبابية وتوسيع مداركها حول قضايا بيئية متنوّعة.
كذلك يستهدف المشروع الذي يقام بالتعاون مع كل من وزارتي الدولة لشؤون البيئة والتربية شريحة واسعة من اليافعين في سورية، إذ تتضمن خطة العمل التوجه لدعم مشاركة مئة ألف يافع ويافعة في 600 نادٍ مدرسيّ في المحافظات السورية المختلفة، من دون إهمال الجامعات والجمعيات الأهلية، إضافة إلى مراكز الإيواء المنتشرة في أكثر من مدينة سورية.
في هذا الإطار، نوّهت المهندسة ربا ديب رئيسة دائرة التوعية والإعلام البيئي في مديرية البيئة في اللاذقية، بدور المديرية في دعم المشروع وما حققه من خطوات إيجابية خلال سنة، موضحة أن المديرية شاركت في تأمين المستلزمات اللازمة للمبادرات المختلفة والتي اندرجت بمجملها تحت عنوان التوعية البيئية المجتمعية ضمن المدارس والمجتمعات المحلية والتجمعات المختلفة وذلك بعد تنفيذ عدة دورات تدريبية مختلفة في هذه المواقع. إضافة إلى مراكز الإيواء حيث توجه الطاقم المعني إلى الوافدين من المحافظات الأخرى لتعليمهم كيفية التخطيط لمبادرات تناسب واقعهم البيئي ضمن مجتمعاتهم.
وقد تمّت الورشات والتدريبات تحت إشراف متخصّصين من وزارة الدولة لشؤون البيئة والذين نفّذوا عدداً كبيراً من الدورات تضمّنت لقاءات متنوعة لتشجيع الشباب على تقديم طروحاتهم البيئية مع إشراك المدرّسين من مديرية التربية لينقلوا بدورهم خبراتهم إلى طلابهم. إذ لفتت المهندسة ديب إلى أن هذه التدريبات نتج عنها تشكيل فرق عمل تطوعية لتنفيذ مبادرات توعوية حول برامج معينة لتُنفَّذ بإشراف ومتابعة مديرية البيئة ضمن محافظة اللاذقية.
وأضافت أنّ عدداً كبيراً من المبادرات تقدّم بأفكار وطروحات متنوعة لتنفيذها ضمن المشروع، إذ اختيرت الطروحات الأكثر حداثة وتفرداً. ففي الجامعة نُفذت مجموعة مبادرات، من بينها «الأيادي الخضراء وفرز النفايات»، ومبادرة «خطوة مني وخطوة منك»، و«قطرات»، ومبادرة «نفايات اليوم سماد الغد»، وسواها. كما كانت للجمعيات البيئية حصة من المشروع، إذ تمّ العمل على مبادرة «مدرستي مع جمعية المدى» ومبادرة أخرى مع الجمعية السورية لحماية البيئة المائية إلى جانب التعاون مع جمعية طبيعة بلا حدود ضمن مبادرة حملت عنوان «قرية أجمل شوارع أنظف».
وأشارت رئيسة دائرة التوعية والإعلام البيئي إلى أن مراكز الإيواء قدّمت بدورها مبادرة خاصة بعنوان «إيدي بإيدك لنحمي البيئة»، وذلك بعد تلقي التدريبات اللازمة من قبل فريق من مدرّبي مديرية البيئة ضمن مركز إيواء «جهاد ماشي» في حي الدعتور، من دون نسيان تنفيذ حملات نظافة لمناطق متعددة في المحافظة، كان آخرها حملة تنظيف الكورنيش الجنوبي التي أقيمت الأسبوع الماضي بمشاركة عدد من الجهات الأهلية.
واعتبرت ديب أن مبادرة «براعم الياسمين» التي نفذت بالتعاون مع جمعية سوق الضيعة، هي واحدة من أكثر المبادرات التي تركت صدى إيجابياً، خصوصاً أنها طبّقت في دار الأيتام بمشاركة كبيرة من الأطفال المقيمين فيها. إضافة إلى الجوار المحيط بهدف تأهيل الحديقة التابعة له وزراعتها بأنواع متعددة من الأشجار.
وقالت: «هذه المبادرة أضافت لمسة حياة إلى المكان، وكذلك مبادرة الأيادي الخضراء في مشقيتا، فقد كانت فريدة من نوعها، لا سيما أنها تركز على زرع شجرة بِاسم كل شهيد من أبناء المنطقة، إلى جانب زراعة أشجار تحمل أسماء المواليد الجدد، ما يساهم في خلق حالة من الارتباط الوثيق بين أهالي القرية والمحيط البيئي من حولهم».
أما الأثر الإيجابي الأبعد لهذه المبادرات، فيتمثل في كونها تحمل صفة الاستدامة والاستمرار. إذ أكدت المهندسة ديب أن الفِرق الشبابية المشكلة كثمرة للمشروع احتفظت بجميع الأدوات والمواد التي حصلت عليها ما يساعد على تنفيذ مبادرات أخرى لنشر الوعي البيئي قدر الإمكان مؤكدة أن مديرية البيئة أعطت الشباب واليافعين والجمعيات الأهلية حرية اختيار المواضيع التي تتطلبها بيئاتهم المحيطة لتتواصل المديرية مع الجهات المختلفة لتنفيذها ودعمها وتأمين مستلزماتها.
وتحافظ المديرية على تواصل وثيق مع المتدربين لدفعهم بشكل دائم لطرح أفكار جديدة بحسب قول ديب التي أوضحت أن الشباب السوري لديه وعي كبير تجاه البيئة وأهمية حمايتها، كما أنه يملك الرغبة لإنجاز أمر مفيد في هذا الخصوص. إلا أنه يحتاج إلى الدعم الذي تحاول وزارة البيئة تأمينه لتنمية هذه الأفكار لتصبح واقعية ومفيدة للمجتمع.
وختمت ديب: «سنتوجه في المرحلة المقبلة إلى العمل مع النوادي الصيفية بالتعاون مع فرع منظمة طلائع البعث لتنفيذ أنشطة تفاعلية مع الأطفال للتركيز على محور تدوير النفايات للاستفادة منها. إذ ستنطلق المرحلة الأولى من ريف اللاذقية، ومنه إلى النوادي القائمة ضمن المدينة».