عتريسي لـ«الميادين»: إبعاد السفير السوري يصب في خانة محاولة عرقلة الانتخابات السورية

أوضح الباحث في الشؤون الاقليمية طلال عتريسي المناخ الانتخابي المصري واعتبار اليوم عطلة رسمية في مصر لتكثيف المشاركة بالانتخابات وقال: «إن الانتقال من النظام السابق إلى مشروع بناء نظام جديد يحتاج إلى دعم ومشاركة أكبر من قبل الناخبين المصريين عن الأعداد التي شاركت في الانتخابات السابقة، ولكن يبدو أن هذه هي النسبة المتوسطة للمشاركة الانتخابية في مصر، فهناك ما يسمى حزب الكنبة الذي لا يأتي ولا يشارك في التصويت وهو يشكل نسبة عالية، ويبدو أن المرشحين المتنافسين لم يتمكنا من دفع المجموعة الكبيرة من الناس للمشاركة بالانتخابات».

وأضاف عتريسي: «أن مصر لديها مشكلات مزمنة فهي ورثت تركة مبارك بالإضافة لتركة محمد مرسي، وهي الفقر المتقع والمشاكل الاجتماعية في الداخل المصري، بالإضافة إلى أنه ليس هناك برامج محددة للانتقال بالشعب المصري إلى واقع أفضل، وحتى لو كان هناك برامج فهي تحتاج لسنوات طويلة لتعطي ثمارها».

وأشار إلى أن «الوصفة غير واضحة عند المصريين للانتقال من هذا الوضع، فهل ستعود مصر إلى البنك الدولي وصندوق النقد للحصول على قروض أو ستذهب إلى الاستدانة والتبرعات من دول الخليج مقابل دفع أثمان باهظة في المواقف والخيارات الإجبارية، أو هل ستعتمد على تطوير صناعاتها المحلية وزراعتها؟، فكل هذا بحاجة إلى رؤية واضحة، وإلى سنوات طويلة لتغيير هذا الواقع».

وقال: «أما بالنسبة لحمدين صباحي فهو شخصية شعبية ناصرية بكل وضوح، فربما تخشى الولايات المتحدة من هكذا شخصية قومية عروبية لها موقف من «اسرائيل» وداعمة للوحدة العربية والمقاومة لذلك لم تكن الولايات المتحدة متحمسة لهذه الشخصية التي قد لا تتنبأ بمواقفها اللاحقة».

وفي تطورات الملف السوري وخاصة إبعاد السفير السوري من الأردن في هذا الوقت بالذات أوضح عتريسي: «إن هذا الإجراء هو بسبب قرب الانتخابات الرئاسية السورية لأن هناك حملة دولية لتشويش على الانتخابات الرئاسية السورية في ظل العجز عن مواجهتها أو تقديم البدائل عنها، فكل ما يجري هو محاولة لعرقلة الانتخابات وخفض نسبة المشاركة فيها، والقرار الأردني يصب في هذه الخانة سواء كان مباشر أو غير مباشر، فهو يقوم بتشويش على العملية الانتخابية للمواطنين السوريين في الأردن».

وحول الضغوطات الأمريكية الفرنسية السعودية على الأردن لفتح جبهة الجنوب على سورية وإلى أي مدى يمكن أن ترضخ الأردن لهذه الضغوط قال عتريسي: «بحسب المتابعة والمعلومات الأردن يحاول قدر الإمكان أن يقاوم هذه الضغوط ولكن هذا الرهان ليس جديداً إنما هو متجدد، وهذه الخيارات أصبحت ضعيفة الآن لأن المدن السورية الكبرى باتت في يد الدولة السورية ولم يعد هناك روح معنوية عالية لدى المجموعات المسلحة لتحاول أن تشن خرق على دمشق من الجبهة الجنوبية، لذلك هذه الفرصة انتهت وجاء تغيير بندر بن سلطان تعبيراً عن فشل كل هذه الخيارات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى