عزوز لـ«الميادين»: الأردن سهّل مرور الصفقة الكرواتية التي موّلتها السعودية
أوضح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة حلب عبد القادر عزوز أن «التطور الأخير الذي طرأ على المستوى الدبلوماسي بين الأردن وسورية، والمتمثل بالطرد المتبادل لسفرائهما، فسورية لم تتفاجأ بالقرار الأردني لأن هي من ضبطت إيقاع العلاقة مع الأردن ضمن إطار العلاقة الأخوية والتضامن العربي وعدم زج أي بلد عربي في ما يحدث من تجاذبات دولية وإقليمية تخصّ الحالة السورية، واليوم عندما تستهجن سورية هذا الإجراء من قبل الحكومة الأردنية تستهجنه لأن السفير السوري في الأردن بهجت سليمان لم يقم بما يخالف اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961، عندما أوردت في المادة الثالثة الفقرة الأولى البند «ب» أن مهام البعثة الدبلوماسية حماية مصالح الدولة المعتمدة، وفي الفقرة «د» أوردت استطلاع أحوال الدولة المعتمد لديها فعندما كان يُعبر السفير وهو يجد بلاده تعاني ما تعانيه من حجم المجاميع الإرهابية التي تدخل من الأردن وحجم العدوان والتحضير له، وأن يكون الأردن منصة ومعبراً وممراً للعدوان على سورية فلا بد له من أن يعبّر عن موقفه ويحمي مصالح الدولة المعتمد لديها».
وأضاف عزوز: «الحكومة السورية كانت تحاول دائماً أن تضع العلاقة مع الأردن ضمن إطار دقيق وفي ميزان الذهب، وذلك حفاظاً على علاقة ومصالح كلا البلدين، وبالتالي سورية رأت ما رأته من الأردن من خلال جمعه للمجموعات المسلّحة، وتقديم الممرات باتجاه سورية وهو اليوم يرعى مناورات عسكرية أميركية تستهدف سورية وتستخدم قاعدة موفق السلطي منطلقاً للاعتداء على سورية»، مشيراً إلى أن «الأردن أيضاً سهّل مرور الصفقة الكرواتية التي موّلتها السعودية ومارس سياسة انتقائية في ما يتعلق في المجاميع والميليشيات الإرهابية المتناثرة في المنطقة الجنوبية لسورية، فجاءت ردة الفعل هذه من الجانب الأردني استجابة لانتصارات الجيش السوري في نوى وفي محيط المنطقة الجنوبية، وأيضاً تداعي جبهة العدوان على سورية كما ظهر عندما تعرض قرار مجلس الأمن لفيتو مزدوج، وكذلك بسبب قرب موعد الاستحقاق الرئاسي وحجم الإقبال من قبل السوريين المقيمين في الأردن».
وتابع: «إن السفير السوري لم يتجسس ولم يخون ولم يتآمر على الأردن كما تآمر غيره، فقد كان من الأجدى طرد بعض ممثلي البعثات الدبلوماسية في الأردن والذين يمارسون دوراً عاد بنا بالذاكرة إلى الأردن في الخمسينات في كلوب باشا، فنحن اليوم نتمنى ونتطلع إلى الحكومة الأردنية بأن تعيد حساباتها من جديد وأن تتحرّر الإرادة الأردنية من كلوب باشا جديد ومن تشاغ هيغل ومن سفير».
أمّا في ما يتعلق بفكرة أن الأردن يريد تغيير السفير السوري بآخر قال عزوز: «الأمر ليس معنياً بأشخاص فرئيس بعثة دبلوماسية يعتبر جزءاً من قرارات سيادية للدولة تتخذها، وبالتالي هذا يبقى قراراً سيادياً للحكومة السورية في ما يتعلق بتعيين بديل عنه ولكن بكل الأحوال البعثة الدبلوماسية السورية في الأردن دعت المواطنين السوريين المتواجدين في الأردن إلى ممارسة حقهم في عملية الاقتراع وأن يكون لهم صوت في القرار الوطني السوري المستقل»، مشيراً إلى أن «الحكومة السورية هي حكومة مسؤولة وملتزمة بالأعراف الدبلوماسية وحسن الجوار بالعلاقات الأخوية وبعدم التدخل حسب مقاصد وأهداف الأمم المتحدة، وبالتالي هي ليست بوارد أي ردة فعل، وقد نبّه الرئيس بشار الأسد الأردن في نيسان 2013 إلى خطورة تداعيات ما يجري في سورية والانزلاق في مزالق السياسة الدولية خصوصاً عندما تتحوّل إلى دسائس وكان ذلك في إطار الحرص على حسن العلاقات وحسن الجوار بين البلدين والشعبين» .