ستولتنبرغ: توسع الناتو ليس محاولة لإهانة روسيا
أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن منع نشوب «حرب باردة» جديدة يعد من أبرز مهمات الدبلوماسية العالمية، مشيراً إلى أن التوجهات نحو إعادة «الحرب الباردة» تثير قلقه، لكنه شدد على أن التوجه نحو منع عودة عصر المواجهة بين روسيا والغرب هو السائد في المنظمة الدولية.
من جهة أخرى، أعلن رئيس مجلس النواب الدوما الروسي سيرغي ناريشكين أن دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى عزل روسيا على الساحة الدولية قد فشلت، وفي المقابل، تتصاعد في أوروبا الأصوات الداعية إلى وقف حملة العقوبات ضد موسكو.
ولفت ناريشكين، إلى تنامي المعارضة لسياسة التقييدات في الدول الأوروبية على رغم تمديد الاتحاد الأوروبي عقوباته المفروضة سابقاً ضد موسكو وتبني الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا قراراً «روتينياً» يواصل تقييد نشاطات الوفد الروسي فيها.
وأضاف أن سلطات الدول الغربية تواجه صعوبات متزايدة في إقناع الرأي العام في بلدانها على ضرورة مواجهة روسيا ومحاولات عزلها، في وقت أسفر هذا النهج عن فقدان مليونين من فرص العمل في دول الاتحاد الأوروبي وبلغت فيه خسائر الاتحاد الاقتصادية 100 مليار يورو، وقد تزامن نشر هذه المعلومات مع بدء حملة دعائية حول احتجاز ممتلكات الدولة الروسية في الخارج.
وفي سياق متصل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الغرب كان يسعى دائماً إلى بناء شراكة استراتيجية مع روسيا، أما توسع الحلف فلم يكن محاولة لإهانة موسكو أو لإلحاق الضرر بمصالحها.
واعتبر ستولتنبرغ أن المجتمع الغربي يجب أن يكون قوياً ومتماسكاً، لكي يكون قادراً على التعامل مع روسيا وإقامة علاقات بناءة معها. وذكر أن «توفير الأمن والحوار أمران غير متعارضين».
وتابع الأمين العام قائلاً: «بعد انتهاء الحرب الباردة بذلت ألمانيا والحلفاء في الناتو جميعهم جهوداً كبيرة لاستقطاب روسيا نحو شراكة استراتيجية. إننا حاولنا فعلاً بناء علاقات تعاون مع روسيا، لكن تلك العلاقات يجب أن تعتمد على الاحترام ولو أقل درجات الاحترام».
وأردف قائلاً: «أما توسع الناتو فلم يكن حركة ترمي إلى الإهانة. بل اتخذت دول ديمقراطية مستقلة هذا القرار بنفسها، إذ أرادت شعوب بولندا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا الانضمام إلى الناتو، ولم يكن بإمكاننا أن نرفض طلبها من دون أي سبب، باستثناء وجودها في منطقة تعتبرها روسيا منطقة نفوذ تابعة لها»، وأضاف: «علينا أن نبقى أقوياء وفي الوقت نفسه منفتحين على الحوار مع روسيا».
تجدر الإشارة إلى أن «الناتو» شهد 3 موجات توسع منذ انتهاء الحرب الباردة، على رغم التعهد الشفهي الذي قدمته قيادة الحلف لروسيا بعدم الاقتراب من حدودها. وحصلت الموجة الأولى عام 1999، عندما انضمت إلى الحلف كل من هنغاريا وبولندا والتشيك، وتلته الموجة الثانية التي شملت بلغاريا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا واستونيا في عام 2004. أما الموجة الأخيرة لتوسع الحلف فحصلت عام 2009، عندما انضمت إليه ألبانيا وكرواتيا.