بانتظار الكونغرس والشورى سورية: التالية
على وقع تهافت الأخبار والمصادر المتعلقة بآخر أجواء المحادثات بين إيران والدول الغربية بشأن البرنامج النووي، وما حُكي عن بعض التمديد من أجل إتمام إعلان النصّ النهائي للاتفاق. وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو معلناً انّ زيارته روسيا تأتي تنفيذاً لتعليمات القيادتين السورية والروسية من أجل إيجاد الحلّ السياسي في سورية.
هذا الكلام الذي أعقب تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على دعمه وثقته بالشعب والقيادة السورية، هو مؤشر واضح على انّ ساعة الحلّ السياسي في سورية تقترب أكثر من ايّ وقت مضى، لكن بالتوازي مع إعلان الاتفاق الغربي مع طهران هذه المرة قبل ان تقلع طائرة الخارجية الروسية الى جنيف من أجل البحث في خواتيم الملف.
لافروف أشار إلى أنّ «كلّ الدول، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، متفقة على أن لا حلّ للأزمة في سورية إلا الحلّ السياسي، وعلى عدم وجود مبرّرات لإطالة أمد العملية السياسية.
بعد هذا التأكيد الذي يحمل زخماً جديداً للعملية السياسية السورية يؤكد انّه بعد إعلان الدخان الأبيض للقرار التاريخي النووي بين الإيرانيين والغرب، فإنّ سورية ستكون أول الملفات سخونة على طاولة المفاوضات الدولية بعد ان مهّد الاتفاق مع طهران نحو إيجابية تقبل الحلفاء التسويات والحلول السياسية التي تقتسم نفوذ الدول الكبرى في المنطقة.
اما على خط جنيف فالتوافق بين إيران والدول الست على وضع مراحل للاتفاق حسب المصادر قد تمّ بصيغة اتفاق من قبل كلّ الاطراف المشاركة في المفاوضات. لكن الاتفاق يصبح نافذاً فور توقيعه في الكونغرس الأميركي ومجلس الشورى الإيراني وعليه فإنّ انتظار العملية الإدارية والتشريعية وحده يفصل في البحث بباقي الملفات.
العين «الاسرائيلية» او السعودية التي تضرّرت من هذا الاتفاق، قد تبني على آمال عديدة، ومن غير المستبعد بذل ضغوط كبيرة على الكونغرس الأميركي من أجل العدول عن التوقيع الذي سيسلك طريقه في نهاية المطاف.
الملف النووي الايراني وإنْ سعت إيران الى عدم البحث في غيره من الملفات مع الغرب هو «ام الملفات» كلها، فمن دونه لا يمكن البحث في حلول سياسية جدية ليس تلك التي تتعلق بسورية والعراق فحسب، انما ما يتعلق بالسعودية والملف اليمني ايضاً الذي ربما ومن دون ان يدرك السعوديون بات توقيع الملف هو الفرج الوحيد لخلاصهم من حرب بدأت لم يستطيعوا حتى الساعة توقيع اتفاق لإنهائها.
جنيف التي باتت رمز الديبلوماسية الدولية، والتي تتحضّر أيضاً للملف السوري والملف اليمني، ستفتتح الحلول بالمنطقة بتتويج إعلان أضخم اتفاق تاريخي منذ عقود بين الغرب وإيران عموماً، وبين الأميركيين والإيرانيين خصوصاً ومع ما يعني ذلك من مرحلة جديدة آتية…
بعد النووي الايراني… سورية التالية.
«توب نيوز»