الغريب: بالأمّ نعلو وتعلو المقامات وتنتصر المقاومات طه: المرأة في فكرنا فرد كامل الأهلية والقدرة
أحيى نادي الجيل الجديد في ديترويت، مناسبة عيد الأم في كندا، بحفل رعاه عميد شؤون عبر الحدود في الحزب السوري القومي الاجتماعي سامي أبو فواز. وحضر الحفل مدير مديرية ديترويت صافي طه وأعضاء هيئة المديرية، وأعضاء من هيئة مديرية تورنتو، وجمع كبير من أبناء الجالية والقوميين.
تخلّل الحفل كلمة بِاسم النادي ألقتها رندى الغريب، حيّت في مستهلّها الحاضرين، وخصّت الأمّهات بتحية مميّزة، وقالت: «وجه أمي وجه أمتي. الأمُّ! كلمةٌ من حرفين لكنها تحملُ كلّ معاني الإنسانية من محبةٍ وتضحيةٍ ووفاءٍ ونضال وعطاء بلا حدود، وتفانٍ حتى إنكار الذات في سبيل أولادها. هي ذلك السرّ من أسرار الآلهة. هي ذلك النور الذي يقينا ظلمات الحياة، هي تلك القوة التي تعيننا في مسيرتنا الشاقة على طريق الحق والخير والجمال.
يقول سعاده: «النبت الصالح ينمو بالعناية أما الشوك فينمو بالإهمال»، وتلك هي حكاية الأم التي على كاهلها تلقى مسؤوليات بثّ روح التوعية والثقافة والهداية والمحبة والأخلاق العالية والترفّع عن كلّ ما يهدّد مجتمعنا من فساد وضياع وحدود ضيّقة في التفكير، وأيضاً الترفّع عن الصغائر والجهل والعنصرية والطائفية التي تُعمي البصائر».
وتابعت: «الأمّ في مسيرتنا وأمتنا هي الزوجة والمناضلة، هي الشهيدة أو أمٌ الشهيد. هي رفيقة دربٍ تُعنى بمواكبة النهضة بأجيال تحمل مشعل النور لتقف وقفة العزِّ في حياتنا، وبذلك نكون أو لا نكون في معركة المصير هذه، ودورُ الأم ليس حصراً على أولادها وبيتها، فدورُها، أينما حلّت وكيفما وجدْتِ، فأنت الأمة أيتها الأم، بكِ نعلو وتعلو معكِ كلّ المقامات وتنتصر كلّ المقاومات، وبك تسقط أكبر الأمم وأعظمها، لأنّ الأمم أخلاق إن هي ذهبت أخلاقهم ذهبوا».
وأردفت: «من هنا، من هذه الأرض الغريبة عنّا. تحيةُ إكبارٍ وإجلالٍ إلى جميع الأمهات في العالم، وإلى الأمهات الحاضرات، كما إلى جميع الأمهات في أمتي. إلى الأمهات المناضلات، الصابرات في فلسطين والعراق ولبنان وسورية الحبيبة التي تقاوم الإرهاب والتطرّف والمتآمرين عليها».
وألقى طه كلمة قال فيها: «إنّ نادي الجيل الجديد ينادي بشكل كامل بالمساواة بين المرأة والرجل، ويعتبر أنهما عنصران متفاعلان ومتكاملان داخل المجتمع، وكما الرجل فالمرأة جزء من حركة المجتمع التغييرية، ويعتبرها عنصراً ووسيلة أساسية للتنمية والنمو، إذ إنّ المبدأ يقول بالمساواة بين أفراد المجتمع الواحد، والتفاعل ما بين الأفراد، فيجعل من الفرد مشاركاً، منتجاً، مستدام التنمية متمكناً، متفاعلاً مع غيره ومع مجتمعه ومع أرضه، وهذا التفاعل يكون أفقياً وعمودياً فتجارب الحياة أثبتت أنّ المرأة قادرة على المشاركة في صنع القرار، وفي ممارسة حقوقها، والقيام بمسؤولياتها في تخطيط السياسيات والمشاركة في الحياة الوطنية والقومية، كما يمكن تطوير أدوارها في المجتمع لتكون الأم ومربية الأجيال والقيادية والمقاتلة والمبدعة، وتشارك الرجل مشاركة كاملة متكاملة في القرارات المصيرية الهامة، خصوصاً أنّ الفكر القومي الاجتماعي يعتبر المرأة فرداً كامل الأهلية والقدرة متفاعلاً مع غيره في بناء مجتمع الإنسان».
وتقدّم طه بالشكر إلى كلّ مَن ساهم في إنجاح هذا العمل، معتبراً أنّ هذه المشاركة هي خير دليل على التفاعل لبعث نهضة قومية اجتماعية.
وختاماً، رحّب طه بأعضاء النادي السوري الكندي الذين قدموا من تورنتو للمشاركة في الحفل، خصوصاً من خلال اللوحات الفنية التي نُحتت بإصرار المرأة ـ المجتمع التي جرى الحديث عنها، وخصّ بالذكر ابتسام شرف الدين وسمر حمادة. كما رحّب بأشبال فرقة ميسلون للفولكلور وزهراتها.
يذكر أن النادي دعا إلى الحفل عدداً من أبناء الجالية للاحتفال بأمهاتهن، وتخلل الحفل توزيع مجموعة من الهدايا التكريمية على الأمهات. كما أقيمت سهرة فنية أحيتها «فرقة ميلسون» التي أبدعت بالرقصات والأغاني الفولكلورية.