الخبراء ينهون تنقيح نص الاتفاق النووي الشامل وسط أجواء إيجابية
أكدت مصادر متابعة في فيينا، انتهاء الخبراء من تنقيح نص الاتفاق الشامل، ورفع إلى مساعدي وزراء خارجية الدول الست الذين سيعملون خلال اليومين المقبلين على هذا النص لكي يقدموه بدورهم إلى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين سيصلون اليوم الخميس إلى فيينا، وقد ينضم إليهم وزيرا خارجية روسيا والصين.
وأشارت المصادر أنه من المتوقع أن ينتهي تنقيح النص حتى يوم السبت أو الأحد المقبلين، حيث سيتم نقل هذا النص إلى العواصم، قبل أن يعود ثانية وزراء الخارجية دول مجموعة 5+1 يومي الأحد والاثنين، وستكون حينها ساعة الحسم أما التوصل إلى اتفاق أو ربما التفكير في طريق آخر.
وأضافت المصادر أنه بشكل عام تبدو الأجواء حالياً إيجابية والحلول باتت واضحة ومطروحة ويبقى فقط تنقيح نص الاتفاق الشامل والذي ما زالت فيه قضية أو قضيتان عالقة وأهمها قضية البُعد العسكري المحتمل للبرنامج النووي الإيراني وتفتيش المنشآت العسكرية.
وأكدت المصادر أن قضية رفع الحظر أصبحت واضحة، وهناك توافق حولها، وتبقى فقط قضية رفع الحظر عن تصدير السلاح الإيراني والتي ما زالت موضع بحث بين الوزراء والوفود المشاركة في فيينا.
وفي السياق، أكد كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي في تصريح للتلفزيون الإيراني أن أجواء المفاوضات إيجابية، لكنه أضاف أنه لا يمكن التأكد من التوصل إلى اتفاق حتى هذه اللحظة، وأنه لا تزال هناك بعض القضايا الخلافية تعترض المفاوضات، مؤكداً أن الاتفاق يجب أن يكون جيداً ويحافظ على الخطوط الحمر الإيرانية.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس عقب لقائه نظيره الأميركي جون كيري في فيينا تحقيق تقدم، مضيفاً: «نأمل أن نستمر في ذلك وسنستغل كل فرصة للتقدم».
ووجه الوزير الإيراني الدعوة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو لزيارة طهران، «للتعاون مع مسؤولينا حول كيف بإمكاننا أن نبدأ».
ومن المقرر أن يصل أمانو إلى طهران اليوم الخميس للقاء المسؤولين الإيرانيين وعلى رأسمهم الرئيس حسن روحاني ورئيس المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، لبحث أنشطة سابقة وكيفية حل الخلافات حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.
وأكدت مصادر متابعة في فيينا أن لقاء أمانو بالرئيس روحاني وعلي شمخاني وُصف بالمهم، لأنه قبل ذلك اجتمع أمانو مع جميع الأطراف في فيينا وسينقل وجهة نظر هؤلاء إلى طهران، مشيرة إلى أن الهدف من زيارة أمانو هو البحث عن سبيل تفادي لقاء العلماء النوويين الإيرانيين وكذلك زيارة المواقع العسكرية الإيرانية والتي ترفضه طهران جملة وتفصيلاً.
ولفتت المصادر إلى أن الولايات المتحدة الأميركية وعلى لسان مساعدة وزير خارجيتها ويندي شيرمن أبدت نوعاً من المرونة في السياق ذاته، عندما قالت إن واشنطن أيضاً لا يمكن أن تسمح بزيارة المواقع العسكرية الإيرانية.
جاء ذلك في وقت أعلنت بريطانيا، شطب أسماء شخص طبيعي و 8 أشخاص اعتباريين من قائمة العقوبات المفروضة على إيران.
وجاء في بیان لوزارة الخزانة البریطانیة أن محمود جنتیان المساعد السابق لمنظمة الطاقة الإیرانیة هو الشخص الطبيعي الوحید الذي تم شطب اسمه من قائمة العقوبات. كـما تم شطب أسماء كـل من شركـة «كـاسي ایست جي ام بي اتش» للملاحة البحریة وشركـة «غریت وست جیامبي ایتش» و شركـة «هبي – سود جی أم بي أتش أني» و شركـة «برایت نورد جي أم بي أتش» الملاحیة وشركـة «طان أتش أل بیسیك» وشركـة «أن أتش أل نورلند جي أم بي أتش» وشركـة «براسبر بیسیك جي أم بي أتش» من القائمة المذكـورة.
وبحسب البیان جرت أیضاً بعض التعدیلات علی المعلومات الخاصة بستة من الأشخاص الاعتباریین المدرجة أسماؤهم في القائمة من دون أن تشطب منها، حيث تأتي هذه التطورات في ظل المفاوضات الجارية في فيينا.
إلى ذلك، هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني باستئناف طهران أنشطتها النووية المعلقة إذا تراجعت مجموعة الخمسة زائداً واحداً عن الاتفاق النهائي الرامي إلى الحد من أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
ونقل عن روحاني قوله إن الاتفاق يجب أن يكون ملزماً لكل الأطراف، مشيراً إلى أن انتهاك الطرف الآخر للاتفاق يعني عودة إيران إلى المسار القديم وأقوى مما يتصورون.
وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما إيران من أنه على استعداد للانسحاب من المفاوضات الجارية بشأن التوصل إلى اتفاق نهائي خاص ببرنامجها النووي ما لم تخضع طهران مواقعها النووية للتفتيش الدولي.
وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده في البيت الأبيض مع رئيسة البرازيل إنه لا تزال هناك مفاوضات شاقة يتعين إنجازها، معبراً عن أمله إزاء إمكان التوصل إلى اتفاق نهائي، مضيفاً أن معياره في تقويم أي اتفاق مع إيران يقوم على أساس قطع الطريق على إيران لبناء سلاح نووي ومدى إمكان التحقق من ذلك من خلال التفتيش الدولي.