معظم المواضيع حُسمت في اجتماعات الخبراء وظريف باقٍ في فيينا
أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي إلغاء الحظر الاقتصادي مع تنفيذ الاتفاق النووي، لافتاً إلى تسوية أغلب المواضيع في اجتماعات الخبراء.
وقال تخت روانجي في تصريح للصحافيين أمس: «تمت تسوية أغلب المواضيع في اجتماعات الخبراء فيما تتواصل مفاوضات المساعدين ومن المحتمل أن نحتاج إلى قرار الوزراء في موضوع أو موضوعين».
وأکد المسؤول الإيراني أن صياغة مسودة الاتفاق على مستوى الخبراء قد انتهت ويتم تدارس النص على مستوى مساعدي وزراء الخارجية، مشدداً على إلغاء كل أشكال الحظر مع بدء تنفيذ الاتفاق النووي الشامل، وقال إن أي اتفاق يجب أن يتضمن إلغاء الحظر بشكل كامل وليس تعليقه.
وعن آخر تطورات المفاوضات النووية في فيينا قال عضو الفريق النووي الإيراني: «نحن الآن على أعتاب الأيام الأخيرة للمفاوضات تقريباً»، وقال إن المواضيع التي تم الانتهاء منها على مستوى الخبراء نقلت إلى مستوى المساعدين.
وأشار تخت روانجي إلى أن هناك بعض المواضيع ما زالت قيد التفاوض على مستوى الخبراء وقال إنه من المحتمل أن يجرى نقل بعض المواضيع المفصلية من المفاوضات على مستوى المساعدين إلى مستوى وزراء الخارجية في الأيام الأخيرة.
ومن دون الإشارة إلى تفاصيل المواضيع المفصلية، قال إن البتّ في هذه المواضيع يحتاج إلى نقلها إلى مستوى وزراء الخارجية.
وحول الاجتماع الجماعي لوزراء خارجية إيران و5+1 قال روانجي: «إن موعد هذا اللقاء ليس محدداً ولكن السيدة موغريني ستصل فيينا اليوم»، موضحاً أن اجتماعات اليوم أمس تعقد بشكل ثنائي ولن يجرى اليوم اجتماع جماعي، وأضاف أن وزراء الخارجية سيغادرون فيينا عقب الانتهاء من اجتماعاتهم اليوم.
من جهة أخرى، نفى وزیر الخارجیة الإيراني محمد جواد ظریف نيته العودة إلى طهران، مؤكداً خلال حديثه مع الصحافيين من شرفة غرفته في فندق بالاس كوبرغ في فيينا أن المفاوضات تحرز تقدماً، وبأنه لا ینوي العودة إلی طهران.
وعقد ظريف لقاءات ثنائية مع نظرائه، الالماني والصيني ومن ثم البريطاني والفرنسي وفدريكا موغريني، حيث ركزت اللقاءات على آخر ما توصلت إليه المفاوضات لرفع العقبات التي ما زالت باقية أمام المفاوضين.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس إن المحادثات النووية حققت تقدماً في قضايا معينة لكن لا تزال ثمة حاجة للعمل لإحراز تقدم في نقاط أخرى.
وأضاف لدى وصوله إلى فيينا: «تحقق تقدم في بعض النقاط ولم يحدث في نقاط أخرى»، وتابع: «سأعمل على… تقدم المحادثات».
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت كل الأطراف المشاركة في محادثات فيينا تهدف إلى التوصل لاتفاق نهائي بشأن برنامج إيران النووي لديها الجرأة لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف: «جهود كل الأطراف لتحقيق النجاح صادقة. والسؤال الذي لا يمكنني الإجابة عليه بعد هو هل يملك الجميع ما يكفي من الإرادة والجرأة في نهاية الأمر».
أما وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند فقال إن المفاوضات النووية الإيرانية لم تصل بعد إلى أي انفراجة، وأضاف: «العمل جار. سترون وزراء يأتون ويذهبون للحفاظ على زخم هذه المناقشات. لا أعتقد أننا وصلنا إلى أي انفراجة بعد وسنفعل كل ما في وسعنا للحفاظ على الزخم».
وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن الوزير وانغ يي سيحضر المحادثات النووية الإيرانية التي تجرى حالياً في فيينا، وقالت في بيان: «الصين تولي اهتماماً كبيراً لعملية المحادثات النووية مع إيران».
وأضافت: «أن الصين مستعدة لبذل جهود لا تهدأ مع جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق في القضية النووية الإيرانية تكون عادلة ومتوازنة ومفيدة لكل الأطراف وشاملة ومربحة للجميع».
الى ذلك، أکد أمین المجلس الأعلی للأمن القومي علي شمخاني الإرادة السیاسیة الحاسمة لإیران في التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن یحفظ حقوق إیران المشروعة بوصفها عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي، وقال إن استمراریة أي اتفاق رهن بحصول رضی طرفي المفاوضات.
ولدى استقباله المدير العام لوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس بطهران شدد شمخاني على ضرورة أن تنهض الوكالة الدولية بدورها التقني في التعاطي مع الأعضاء وقال إن ابتعاد هذه المنظمة الدولية عن مكانتها القانونية زعزع الثقة بأدائها الحقيقي والإيجابي.
وأشار المسؤول الإيراني إلى بعض عقبات التعاون في الماضي والناجمة عن تبني نهج مختلف من قبل الوكالة ما وضع التعاطي الإيجابي أمام تحديات، وقال إن إيران وكما في السابق مستعدة للتعاون الوثيق مع الوكالة وصولاً إلى تسوية القضايا العالقة.
واستعرض شمخاني التقلبات التي شهدتها العلاقة بين إيران والوكالة طيلة الـ 12 سنة الماضية وقال إن التعاون الفاعل على أساس القوانين والمناهج الحقوقية التقليدية والالتزام بالتعهدات المقطوعة مبدأ أساسي في تعاطي إيران مع المنظمات والمؤسسات الدولية.
أعرب أمانو عن ارتياحه من زيارته إيران من جديد، وقال إنه يتفهم المخاوف والحساسية الموجود في مجال التعاون المشترك، مؤكداً مواصلة التعاون الثنائي بهدف التوصل إلى حلول مشتركة وتجاوز العقبات الموجودة وقدم مقترحات لتجاوز القضايا التي هي مورد خلاف ودفع مسيرة التعاون القائمة.
وعلى هامش المفاوضات نجحت طهران بنقل 13 طناً من الذهب إلى خزينة البنك المركزي الإيراني، بعد رفع العقبات التي حالت دون نقله، والتوصل إلى تسوية لهذه المسألة على هامش المفاوضات النووية الجارية في فيينا.
وقال رئيس البنك المركزي الإيراني ولي الله سيف إن جزءاً من ذهب إيران الذي لم يكن بالمستطاع نقله إلى داخل البلاد بسبب العقوبات تم تسليمه إلى خزينة البنك المركزي بنجاح.
وكانت إيران اشترت 13 طناً من الذهب سابقاً وأبقته في جنوب أفريقيا لمدة عامين، حيث لم يكن يسمح بنقله إلى إيران بسبب العقوبات وبعض العقبات، لكن جرت معالجة هذه المسألة خلال مفاوضات فيينا، وتم نقل الذهب إلى البلاد وسلم إلى خزينة البنك المركزي الإيراني على ثلاث شحنات خلال الأسبوع الماضي حيث أن الشحنة الأخيرة كانت تزن أربعة أطنان.