طوني فرنجية من عين التينة: لبنان غير مهيأ لمواجهة الأخطار
أكد طوني سليمان فرنجية أن لبنان على رغم مما يحكى عن تحسينات وتحصينات فهو غير مهيأ رسمياً لمواجهة الأخطار التي نراها آتية إلينا عارضاً لجزء من المشاكل التي يعاني منها اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً.
وقال فرنجية خلال العشاء السنوي لمكتب الشباب والطلاب في «تيار المرده» في بنشعي، في حضور الوزير السابق يوسف سعادة وعدد من كوادر المرده وأكثر من ألف شاب وصبية: «كلنا نعتزّ ونفتخر بوطننا، لكن في الوقت نفسه نأسف للواقع ولحقيقة ما نمر به اليوم من حال اجتماعي واقتصادي وأمني، وإذا نظرنا الى لبنان في ظل الأخطار والهجمات التي نتعرض لها أمنياً وفكرياً، لا يمكننا سوى القول إن لبنان على رغم مما يحكى عن تحسينات وتحصينات، فهو غير مهيأ رسمياً لمواجهة الأخطار التي نراها آتية إلينا. هذا لبنان الذي لا نحب أن نراه كما هو اليوم، هذا لبنان الذي تدفع فيه الدولة للعسكري الذي يخدم في عرسال ويضحي ويموت ويخطف لأجلنا راتباً يقارب الحد الأدنى للأجور».
وأضاف: «قد يقال إن هذا الوضع الأمني أكبر من قدراتنا وهناك أياد خارجية ودول مؤثرة، لكن دعونا نستذكر عشرات السنين من اللامبالاة، ندّعي أننا نسبق غيرنا من الدول لنجد أنفسنا من دون كهرباء وفي حال تأمنت ندفع فاتورتين وبالكاد لدينا اتصالات وانترنت وإن وجد كان الأغلى من بين دول العالم. نحن الذين كنا نفتخر بأننا من لبنان بلد العلم والاقدام وصلة الوصل بين الشرق والغرب، نرى أن أساتذة المدارس ما زالوا يتقاضون الراتب نفسه منذ عشرين عاماً ويعيبون عليهم مطالبتهم بسلسلة الرتب والرواتب».
وتابع: «لبنان الذي طالما تغنينا بأنه لبنان الأخضر، نراه اليوم رمزاً للكسارات والمرامل وقطع الأشجار العشوائي … ندفع الضرائب كما يدفعها المواطن في الدول المتقدمة والمتحضرة، نتكلم عن الإنماء المتوازن من أكثر من خمسة وعشرين عاماً، لنجد معظم القرى وبعض المدن محرومة من شبكات الصرف الصحي أو شبكات المياه، هذا كله جزء بسيط من المشاكل التي نعاني منها».
واعتبر «أن هذا الواقع يستحق أن ننظر إليه ونفكر في كيفية مواجهته كمرده، بدل الاستسلام اليه أو الدخول في جدل بيزنطي مثلما يتم منذ أربعين سنة ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم».
وجدد فرنجية «التزامنا بمبادئ تيار المرده التي نشأت عام 1970»، وقال: «هذه المبادئ التي لو اختصرناها ببساطة، نراها في الترفع عن المصالح الذاتية والخاصة والطائفية والمذهبية، لنصل الى حد تغليب المصلحة الوطنية العليا على كل المخاوف والأخطار، لأننا وبعد أربعين عاماً من الجدل البيزنطي، ما زلنا نسمع بعض الأصوات التي تنادي إما بالتقسيم أو بالفيديرالية».
وسأل: «هل تريدون الاستمرار في هذه الجدالات الفلسفية التي لا توصلنا إلى أي مكان وتجعلنا نضيع البوصلة ونتجاهل الواقع المرير الذي نمر به؟ وهل تقبلون أن يرث أولادنا بلداً موحداً ولكن «فارط» من الداخل بدلاً من توريثهم بلداً واحداً موحداً وقوياً من الداخل؟».
وتوجه إلى الشباب قائلاً: «كل واحد منكم مسؤول، فهذا التيار ليس تياري ولا تيار ابي ولا تيار أي من الكوادر، بل تيارنا جميعاً لكي نستحق أن نسميه تياراً منسجماً مع تاريخه ومبادئه».
وكانت كلمات لباميلا كشكوريان ومسؤول المكتب المحامي شادي دحدح وعرض فيلم قصير عن نشاطات المكتب.
وكان فرنجية والقيادي في تيار المرده يوسف فنيانوس زارا رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، في حضور وزير المال علي حسن خليل والمستشار أحمد بعلبكي.