الاعتماد على اللاوعي يساعد في الكشف عن الكذب
إذا أردت الكشف عن الكذب، يفضّل أن تعتمد على اللاوعي. وصل علماء النفس في جامعة بيركلي في كاليفورنيا إلى مثل هذا الاستنتاج. وبحسب الباحثين فإن الإنسان إذا أراد التمييز بين الكذب والحقيقة، يركّز انتباهه على تصرّف شخص يتعامل معه ولفتاته وتململه ونظراته. لكن مُعدّي الدراسة يقولون إنه يمكن أن يخطئ الإنسان لدى اعتماده على هذه العوامل. ويقول أحد معدّي الدراسة إن العلماء قرروا تحديد قدرة اللاوعي على الكشف عن «كذاب» في حال عجز الوعي عن تحقيق ذلك. وأجرى الباحثون تجربة على 72 متطوعاً عرضوا لهم فيديو يبين مشتبهين بارتكاب جريمة ما شهد عليها المشاركون في التجربة. وسرق بعضهم 100 دولار، فيما لم يفعل البعض الآخر ذلك. وطلب الباحثون من المشاركين في التجربة كلهم بالقول إنهم لم يسرقوا شيئاً ليكون ضمن المجموعة كذابون وأبرياء. وبعد مساءلتهم اتضح أنهم كشفوا عن كذابين بنسبة 43 في المئة. وكان الباحثون في الوقت نفسه يدرسون اللاوعي لدى المشاركين في التجربة، وذلك عن طريق إجراء بعض الاختبارات. واتضح أن المشاركين ربطوا لا شعورياً بين كلمات «كاذب» و«غير نزيه» و«غير صادق» من جهة، ومشتبهين كذابين من جهة أخرى. أما كلمات «صادق» و«بريء»و«نزيه» فارتبطت في اللاوعي بالذين لم يرتكبوا أيّ جريمة. ودلّت تلك التجربة على قدرة الإنسان على الكشف عن مغزى لا شعوري حيث يعمل رد الفعل اللاشعوري حتى في حال لا يعتمد عليه الإنسان ويطرحه كأنه رأيه المعتمد على الوعي.