قمورية في حوار مع «البناء» و «توب نيوز»: ترحيب الغرب بالانتخابات الأوكرانية ومعارضته الانتخابات السورية يؤكد الكيل بمكيالين
حاوره: محمد حمية
قال الكاتب والصحافي أمين قموريـة أن «ما كان يصحّ قبل الخامس والعشرين من أيار لم يعد يصح بعده، فقبل 25 أيار كان اللبنانيون أمام فرصة لانتخاب رئيس بصناعة لبنانية بالحد الأدنى فيما لو استطاع الفرقاء تجاوز الخلافات، وعندها كنا قد نستفيد من مرحلة إقليمية تقبل بالتوازن الموجود في لبنان الذي جاء نتيجة اتفاق ضمني بين السعودية وإيران ونتيجة للتقارب بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، أما اليوم فنحن إزاء مرحلة مختلفة وحسابات جديدة وأهم مميزات المرحلة الجديدة والتي لم تكن متوافرة قبل 25 أيار هي نتائج الانتخابات العراقية وحصول نور المالكي على الغالبية في الانتخابات البرلمانية، بالتالي حصة الآخرين الذين يعتبرون أنفسهم خصوم المالكي أصبحت أقل، أيضاً من المعطيات الجديدة هو التغيير الحاصل في الميدان السوري وتقدم الجيش بعد تسوية حمص، وبالمقابل نجد المعارضة السورية ما زالت مشرذمة وغير قادرة على التوحّد وبالتالي حتى الرهان على حكومة انتقالية فيها جميع الأوزان لم يعدّ ممكناً الآن».
وأضاف: «أمام هذا المشهد نجد أن إيران التي لها أصدقاء في سورية ولبنان والعراق عززت وجودها في حين الطرف الآخر يشعر بالخسارة، بالتالي ربما قد يفكر بجعل الساحة اللبنانية ساحة صراع لتعويض خسائره الإقليمية لكنه يعي تماماً أن قدرته على التعطيل هي محدودة لكن بشكل أو بآخر قد يشكّل عائقاً أمام وصول رئيس قريب من المقاومة».
وأوضح قمورية أن «الفراغ سيؤثر في عمل المؤسسات اللبنانية وسير عملها، وفي ما يتعلق بالانتخابات النيابية هل ستجرى في ظل شغور منصب رئاسة الجمهورية؟ إضافةً لمسألة «الميثاقية» بالوقت الذي فيه المنصب المسيحي الأول غير موجود، لكن الحكومة لها صلاحيات ستقوم بها بموجب الدستور وستقوم بكل الأدوار المناطة بها كما أن المجلس النيابي سيواصل عمله التشريعي، لكن دوام هذا الحال قد يكون صعباً في ظل عدم استقرار التوافق بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل الذي قد يكون وقتياً لذا لا بد من الاتفاق كي لا نصل إلى أزمة أمنية عند أول خلاف بين الفرقاء».
وحول قضية سلسلة الرتب والرواتب، قال قمورية: «نجد أن قوة القطاع الخاص أي المصارف والشركات العقارية التي تشكّل أغلب ثروتها سندات خزينة هي على حساب القطاع العام، وبالتالي أصبح الخيط رفيعاً جداً بين القطاع العام والقطاع الخاص ولا يمكن الفصل بينهما، وإذا استمر الوضع على حاله قد نكون أمام انفجار بوجه الدولة والقطاع الخاص على حد سواء، لذا على القطاع الخاص أن يتنبه لهذه المسألة، وأن يقدّم بعض التنازلات في الوقت الذي يعاني القطاع النقابي من عزلة تامة على رغم قول بعض القوى أنها تدعمه لكن بالحسابات الطائفية قد تعود هذه القوى وتتنازل عن قناعاتها».
وتابع: «الفوارق تظهر جلياً بين الانتخابات الرئاسية السورية والأوكرانية من خلال طريقة تعامل الغرب، ففي سورية يوجد رئيس ترشّح لولاية ثانية بعد ولاية شرعية أولى، أما في أوكرانيا فنحن إزاء رئيس أطيح به بانقلاب، ومن ثم أجريت انتخابات لانتخاب رئيس جديد، والمفارقة أن الغرب رحّب بالانتخابات الأوكرانية وبالمقابل يدين قيام الانتخابات السورية ما يؤكد أن الغرب يكيل بمكيالين، وما يؤكد أيضاً أن الدول الغربية لا تريد الإصلاح والتغيير بسورية كما تدعي بقدر كونها تريد أن تفرض شروطها، بالتالي قد يبقى الغرب يصرّ على عدم اعترافه بشرعية الانتخابات السورية حتى تغير سورية من سياستها تجاه إيران تحقيقاً للشروط الغربية».
وختم قمورية: «لا بد من الإشارة بصدد الحديث عن العلاقات الأميركية – الروسية إلى أن سياسة الولايات المتحدة هي التي أوصلت دول العالم بما فيها روسيا لكثير من الخيارات، ومن هنا جاء التحالف بين الصين وروسيا في محاولة لتشكيل قطب جديد مقابل الولايات المتحدة التي تفردت بالقرار العالمي لسنوات طويلة، لذا جاء هذا التقارب الصيني الروسي على رغم التباعد في كثير من الملفات، بالتالي يمكن القول إننا قد نكون أمام تغيرات في تموضعات الخريطة الدولية».