زاسيبكين يزور أرسلان: لا يمكننا إزالة الإرهاب من المنطقة إلا بالتنسيق مع النظام في سورية
أكد السفير الروسي ألكسندر زاسيبكين «أهمية الدور الروسي وهدف الدولة في تحقيق السلام في المنطقة».
وقال بعد لقائه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان في قصر عاليه: «بحثنا مع الأمير طلال في مختلف القضايا المطروحة دولياً وإقليمياً، ولكن عن الموضوع السوري، أجرينا في الأيام الأخيرة اتصالات عدة مع الأطراف الإقليميين وأخيراً قام وزير الخارجية وليد المعلم بزيارة موسكو ولدينا استنتاج أنّ هناك مجالاً للعمل في سبيل عدة أهداف على الأراضي السورية، أولها تحرير الأراضي السورية من الإرهابيين، وهذا الأمر يتطلب جهوداً مكثفة من جميع الذين يعتبرون الإرهاب خطراً أساسياً على العالم».
وأضاف: «أكدنا نحن كدولة روسيا، الدعم المطلق في كافة المجالات بما في ذلك سياسياً واقتصادياً وعسكرياً للدولة السورية، وفي الوقت ذاته، سنتابع التواصل مع الأطراف الإقليميين لتأليف نوع من التنسيق مع الأطراف الإقليميين في هذا المجال، إذ من دون التنسيق مع النظام السوري لا يمكن تحقيق الهدف ألا وهو إزالة الإرهابيين من المنطقة. وسنواصل الجهود في سبيل التسوية السياسية في سورية، كما تعلمون لقد قمنا مسبقاً بلقاءين تشاوريين في موسكو، ونحن نحضر للقاء الثالث وربما الأمر سيتطلب لقاء رابعاً ما دامت هذه اللقاءات تصبّ في مصلحة تحقيق التسوية السياسية في سورية».
وتابع: «هذا شأن السوريين أنفسهم ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية السورية إنما المساعدة اللوجستية مفيدة باعتراف الحكومة السورية والمعارضة السورية أيضاً. وهو سيكون تمهيداً لانعقاد جنيف ـ 3 لأنّ التسوية السياسية تتطلب تغطية دولية».
وختم: «سنواصل التشاور دولياً مع جميع الأطراف بما فيهم الأميركيون، ولكن بالطبع نحن لا نعرف ماذا ستكون النتائج، لأن ليس كلّ شيء يتوقف على روسيا إنما سنبذل كلّ الجهود للاستفادة من الفرصة المتوفرة اليوم، فرصة للعمل في سبيل وقف الحرب في سورية، وهذا الأمر جوهري، فضلاً عن حلّ النزاعات الأخرى التي سنواصل الاتصالات بشأنها مع الجميع. وليكن معلوماً أنّ الحلّ لن يكون في الحسم العسكري إنما في الحوارات الوطنية ودعم المجتمع الدولي لأجل تحقيق السلام. هذا هو المفتاح لإيجاد المخارج».
ونوّه أرسلان، من جهته، بـ«الدور الذي يلعبه السفير الكسندر زاسبكين على الصعيد الديبلوماسي مع كلّ الأطراف اللبنانيين، تأكيداً وتعزيزاً للعلاقات التاريخية التي تربط لبنان بروسيا». وقال: «أكدنا عبر سعادة السفير تقديرنا للدور الروسي الضامن الكبير بقيادة الرئيس بوتين، ونثمن الجهود التي يقوم بها على المستوى العالمي بحيث تظهر تأثيرات هذه الجهود من خلال تحقيق العدالة السياسية والعدالة بين الشعوب في العالم. ونحن في هذه المنطقة بأمسّ الحاجة إلى مثل هذا الموقف ألا وهو التوازن العالمي والدولي في العدالة. وقد انعكس هذا الجو على العالم أجمع ولا سيما على منطقة الشرق الأوسط وما تواجهه من حراك إرهابي واسع».
وأكد «دور روسيا المميز في مكافحة الإرهاب بحيث تدلّ الأحداث التي تراكمت منذ خمس سنوات حتى اليوم في المنطقة وتحديداً في سورية على أنّ مقاربة روسيا لتحليل وتحديد الإرهاب أثبتت أنها النظرة الثاقبة الصحيحة التي يجب أن يستفيد منها العالم بأسره وليس العرب فقط، فالإرهاب بات يهدّد السلم العالمي والاستقرار ليس فقط على مستوى الشرق الأوسط».
وأضاف: «نحن نعي أنّ ما يحصل في أوكرانيا ليس سوى محاولات للضغط على روسيا عبر أوكرانيا وبالطبع إنها محاولة يائسة لتغيير انعكاس الموقف الروسي العام في المنطقة وفي العالم من بوابة أوكرانيا، وقد أصبحت هذه اللعبة مكشوفة للجميع».
وكان زاسيبكين أكد خلال العشاء السنوي لـ»مركزية مسيحيي المشرق» أنّ بلاده «تسعى جاهدة إلى إيجاد المخرج الملائم للتوصل إلى حلّ للنزاعات بتوحيد الجهود، وأنّ الوضع في سورية ينعكس على لبنان وعلى مستقبل العيش المشترك في هذه المنطقة، وعلى المساواة في الحقوق والإمكانات».