خلاف حول رفع العقوبات على تكنولوجيا الصواريخ ووفد من الوكالة الدولية في طهران

عقد في العاصمة النمساوية فيينا أمس الاجتماع 14 خلال الفترة الأخيرة بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الأميركي جون كيري، فيما بدأ اجتماع آخر بين وزراء خارجية دول مجموعة 5+1 من دون إيران.

وجاء هذا اللقاء في اليوم السادس لفترة التمديد لغاية 7 تموز بعد انتهاء المهلة المحددة للمفاوضات حول القضية النووية الإيرانية في 30 حزيران.

ويحضر وزراء خارجية إيران ودول مجموعة «5+1» في فيينا في الوقت الحاضر، ومن المقرر أن تعقد اجتماعات مشتركة بين الطرفين وكذلك اجتماعات ثنائية بين وزير الخارجية الإيراني ونظرائه في دول المجموعة.

وفي السياق، قال وزير الخارجية الالماني فرانك شتاينماير، إن تقدماً كبيراً تم إحرازه في المفاوضات خلال المرحلة الجارية إلا أن بعض المشاكل لا تزال عالقة، معتبراً أن عدم التوصل إلى اتفاق يعد خسارة للجميع.

وأضاف: «إننا نبذل قصارى جهودنا للتوصل إلى اتفاق، وإما يتحقق السلام والأمن أو تتردى الأوضاع إلى أسوأ مما هي عليه الآن»، موضحاً: «أن هدفنا هو أن لا تتمكن إيران من نيل أسلحة نووية».

الوزير الألماني قال إن «هناك خطراً يتمثل بأن طرفي المفاوضات لا يمتلكان الإرادة السياسية لتحقيق ذلك»، وأضاف: «أن لدينا فرصة ثمينة سانحة بعد 12 سنة وهو ما يتطلب الشجاعة والاستعداد للصلح لا سيما من جانب إيران».

قال مسؤولون غربيون وإيرانيون إن من بين القضايا التي تعرقل التوصل إلى اتفاق نووي الخلاف بشأن عقوبات الأمم المتحدة على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.

ونقلت وكالة «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله: «يريد الإيرانيون رفع العقوبات عن الصواريخ الباليستية. ويقولون إنه لا يوجد سبب لربطها بالمسألة النووية وهي وجهة نظر من الصعب قبولها… لا توجد رغبة في ذلك من جانبنا».

وأكد مسؤولون غربيون وإيرانيون وجهة النظر تلك. وبشكل منفصل أبلغ مسؤول إيراني الصحافيين في فيينا بشرط عدم نشر اسمه أن طهران تريد رفع حظر الأمم المتحدة على الأسلحة أيضاً.

وفي السياق، وقبل يوم من التاريخ المحدد لانتهاء المفاوضات بشأن ملف إيران النووي، ووسط توقعات جدية بإمكان حسمها، خرج وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بتصريح أعلن فيه بقاء بعض الاختلافات.

ونقل عن الوزير ظريف قوله: «ليس كل شيء واضح بعد، إذ تبقى هناك بعض الاختلافات في وجهات النظر، ونحن نحاول ونعمل بجد»، وأضاف أن «الموعد النهائي هو ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، أو وقت مبكر من يوم الخميس».

جاء ذلك في وقت رجحت مصادر متابعة في فيينا إمكان تمديد المفاوضات ليومين أو ثلاثة لحلحلة الخلافات بين المجموعة الدولية وإيران.

وتوقع مسؤول إيراني استمرار المفاوضات حتى الـ9 من تموز، بينما صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن هناك رغبة من المتفاوضين ليكون 7 تموز هو الموعد النهائي لحسم المفاوضات.

ومع بدء العد التنازلي لاتفاق أو لانهيار المحادثات أكدت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغوريني أن مجموعة «5+1» وإيران قريبتان جداً من التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.

وقالت موغيريني لدى وصولها إلى قصر كوبورغ في فيينا، حيث تجرى الجولة الحاسمة من المفاوضات بين الطرفين، أن أجواءها «بناءة وإيجابية»، مؤكدة أن لدى الطرفين إرادة سياسية الإبرام العملية، ولذلك «فإن الأوان قد حان للوزراء كي يجتمعوا ويروا هل من الممكن حل جميع المسائل العالقة».

وانضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إلى المفاوضات، وذكرت الخارجية الروسية أن لافروف عقد عدداً من اللقاءات الثنائية مع نظرائه، كما حضر اللقاء التنسيقي للجنة السداسية.

وبحث لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمس الملف النووي الإيراني وقمتي «شنغهاي» و«بريكس» المرتقبتين، وأعرب الوزير الصيني عن ثقته بعد انضمامه إلى المفاوضات النووية في وجود فرص جيدة لتنسيق المسائل العالقة المتبقية في ما يخص الملف النووي الإيراني قبل انتهاء المهلة المحددة في 7 من تموز.

وقال وانغ للصحافيين: «خلال الأيام القليلة الماضية تم إحراز تقدم معين، لكن بعض المسائل ما زالت على الطاولة وإننا واثقون من إمكان التوصل إلى حلول مقبولة للجميع بشأن هذه المسائل المتبقية اليوم أو غداً».

وبالتزامن مع دخول المفاوضات النووية المرحلة الحاسمة، وصل وفد رفيع المستوى من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس إلى طهران.

وتجري المفاوضات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بموازاة مفاوضات فيينا بين إيران والسداسية، حيث ضم الوفد الجديد للوكالة الذرية تيرو فاريورانتا النائب للمدير العام للوكالة، وكورنيل فيروتا كبير منسقي الوكالة.

ونقل عن بهروز كمالوندي الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله إن برنامج الوفد يتضمن لقاءات مع العديد من المسؤولين الإيرانيين لبحث تفاصيل الاتفاقات التي توصل إليها يوكيو أمانو خلال زيارته إلى طهران الأسبوع الماضي.

إلى ذلك، قال مسؤول إيراني رفيع إنه تمت تسوية أكثر من 70 في المئة من القضايا التقنية المرتبطة بنص الاتفاق النووي الشامل وإن المفاوضين يأملون أن تسوى القضايا المتبقية خلال اليومين المقبلين.

وبحسب المسؤول فإن الملحقات التقنية التي تتكون من 22 أو 23 صفحة تتضمن حالات مثل منشات فردو واراك ونطنز والبحوث والتنمية وأماكن إنتاج الايزوتوب.

وحول نقل الوقود النووي قال: «إن هناك ثلاث حالات قيد الدراسة في هذا المجال، الحالة الأولى هي ترقيق الوقود الذي هو عمل غير منطقي والثانية، بيع الوقود المخصب وفي المقابل تسليم الوقود الطبيعي والثالثة تحويله إلى مجمع للوقود».

وأعرب المسؤول الرفيع عن تفاؤله الحذر تجاه التوصل إلى اتفاق في هذا المجال، وقال: «نركز في المفاوضات على المبدأ القائل بعدم وقف أي من نشاطاتنا النووية»، مضيفاً: «لو يتم الاتفاق، فإن هذا الأمر يتحقق وسيتم الإسراع في تحقيق العديد من الحالات مثل إنشاء محطات توليد الكهرباء والاستخدامات التقنية النووية في فروع مختلفة مثل الصحة والصناعة والزراعة».

وفي السياق، قال المسؤول الإيراني: «إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنذ سنوات عدة خلقت ذريعة تحت عنوان «الدراسات المزعومة» وزعمت أنها وفق معلومات تلقتها من مصادر غير رسمية، فإن إيران تنشط في مجال الصواريخ القادرة على حمل السلاح النووي»، مؤكداً أن هذه القضية ليست لها علاقة بصلاحيات الوكالة إلا أنها مزاعم أثارتها الوكالة.

وأضاف: «أن هذه التهمة أثاروها من دون تقديم وثائق ومستندات حقيقية إلا أنه من أجل حل هذه القضية فإن إيران أعلنت استعدادها لتقديم مساعدات لازمة لتسوية القضية في إطار تحفظاتها»، مشيراً إلى أن زيارة مساعدي أمانو إلى طهران، تأتي للإسراع في تسوية هذه القضية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى