الفادي الثالث

طارق الأحمد

إذا نظرنا إلى ماهية عوامل تحقيق المشروع القومي الذي يهدف إلى توحيد أمّتنا، علينا أن نقارن الفترة التي شهدت تحرير هذه الدول من الاستعمار، والأخطار التي كانت موجودة سابقاً، بالأخطار التي نواجهها اليوم. فالإجابة على هذا السؤال يجب أن تكون علمية ودقيقة. حجم الأخطار التي تمر بها المنطقة اليوم أكبر، وحجم الهجمة الاستعمارية أكبر وأخطر، حتى حجم المجازر. فما شهدناه في السابق من مجازر صهيونية بحقّ الفلسطينيين كمجزرة دير ياسين، يعتبر أقل دموية وبشاعة من المجازر التي ترتكب اليوم في سورية تحت العنوان الطائفي والمذهبي. لكن الفارق الكبير بين ذلك الوقت واليوم، حجم الوعي لدى الأجيال. هذا الوعي موجود في فكر أنطون سعاده الذي ما زال حاضراً لأنه جاء نتيجة التراكم العلمي القومي، وأيضاً نتيجة تضحيات الشهداء ابتداءً بفداء أنطون سعاده وتضحيته، إلى سعيد العاص ثم سناء محيدلي إلى كل شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين استشهدوا على الأرض السورية في صدَد وجسر الشغور والجولان والسويداء وغيرها من المناطق، وأيضاً كل شهداء سورية. وبالتالي، أقول إن دماء هؤلاء هي الرصيد الكبير الذي سيحافظ على سورية ووحدة أراضيها. لذلك، إنّ فكرة سورية الموحدة والطبيعية التي نادى بها أنطون سعاده، عزّزها هذا الدم. فالناس لا يلتفتون إلى الفكر المجرد من عقيدته فقط، إنّما إلى التضحية المعزّزة بصحة العقيدة.

إنّ أنطون سعاده هو الفادي الثالث الذي يحمل رسالة وفكراً، وعزّزهمت بتضحيته الجسدية بعد السيد المسيح والأمام الحسين.

وبالتالي، نحن نتحدث عن أمرٍ عميق ذي علاقة بالوعي الفطري الموجود لدى الإنسان. هذا الوعي الذي يحرّك حسه الوطني والقومي ويحرّضه للدفاع عن أرضه من دون مساومة أو تردّد.

وأنا مؤمن أن فكر سعاده موجود وسيبقى، وما وجدته في فكر سعاده ويعتبر علامة فارقة، أن الزعيم عرّف الأمة بشكل صحيح وعلميّ وعميق، كما عرّف القومية أيضاً بشكل صحيح ودقيق.

عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى