هكذا أنظر إلى أنطون سعاده

محمد علي شمس الدين

الصبيّة التي خاطبتها في قصيدة «تجلّيات الورد والحمى» هي سناء محيدلي:

يا سيدتي

للورد والحمى لون واحد.

وسناء محيدلي هي صبغة التراب والفكرة. أما التراب فهو تراب قريتها في الجنوب «عنقون»، وأما الفكرة فهي تلك التي أطلقها أنطون سعاده.

كان الرجل مؤثراً في فكره وسلوكه الثوري لدرجة أن سناء محيدلي وجدت من جرّاء ذلك، من جرّاء اصطدام وجودها بالمحتل «الإسرائيلي» على أرض واحدة هي أرضها الجنوب . وفي هذا العمل الخارق، أن تفجّر صبيّة سمراء جميلة، جسدها في الدبابة «الإسرائيلية»، رمز لا مثيل له للفكرة والروح والقصيدة.

أما الفكرة التي أسّس عليها أنطون سعاده نظرته في الصراع، فكانت أن جوهر هذا الصراع الآن هو «إسرائيل»، وأما الروح فهي الروح القومية المؤسسة على قدر جغرافي وقدر تاريخي معاً في سورية وهو قدر مقاومة.

أمّا القصيدة، فهي إدارة ذاك المركب الرائع الجسد الأنثوي الذي قادته سناء محيدلي بوعي الربّان وهداية الفكرة ليرتطم بجبل الملح «الإسرائيلي» فيذيبه.

هكذا أنظر إلى أنطون سعاده، كأب من آباء المقاومة.

شاعر لبناني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى