مخاض المنطقة يغير وجهة الدبلوماسية الأميركية

لمى خير الله

بين التلميح والقلق الدولي وبين الأهداف الثابتة والمتغيرات في الوسائل والتكتيكات الإقليمية واستخدام الولايات المتحدة الأميركية الفكر الطائفي التكفيري كمنهجية واستراتيجية لتحقيق أهدافَ لم تعد خافية، ومن خلال اللعب على التناقضات وحرب الأفكار كما سمتها مؤسسة «راند»، وكما روج لها «برنارد لويس»، بـ «أزمةِ الاسلام الحرب المقدسة والإرهاب غير المقدس» بغية تشويه الماضي والتبشير بمستقبل أميركي غربي للمنطقة العربية، وفي سبيل كل هذا تسعى أميركا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي كلامياً فيما تقوم بدعمه وراء كواليس يتم التحضير لها في المطبخ الدولي، حيث أطل وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، بمعزوفة جديدة تعزف ألحانها على وتر أن أميركا لم تدرب إلا 60 مقاتلاً من المعارضة السورية في شهرين لقتال تنظيم «داعش» وذلك حتى تاريخ 3 تموز، مؤكداً قيادة واشنطن تحرك المقاتلين ضد تنظيم «داعش» وليس ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وأعلن ستيف وارن، المتحدث باسم البنتاغون في حزيران الماضي، أن الولايات المتحدة لم تحقق حتى الآن الهدف المعلن من برنامج تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلة» لمواجهة تنظيم «داعش»، موضحاً أن الهدف المعلن هو تدريب خمسة آلاف سوري سنوياً، لكن ما بين مئة ومئتي مقاتل فقط بدأوا هذا التدريب.

وكان مسؤول أميركي قال في أيار الماضي، أن الجيش الأميركي بدأ بتدريب مقاتلين معارضين سوريين في تركيا، كما أكدت وزارة الدفاع الأميركية، مؤخراً، أن أولوية برنامج تدريب المعارضة السورية، ستكون لمحاربة تنظيم «داعش»، في حين انتقد السناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين الاستراتيجية العسكرية التي تتبعها إدارة بلاده لمكافحة تنظيم «داعش» معتبراً أنها تخسر الحرب ضد التكفيريين ومنتقداً وتيرة تدريب مقاتلي المعارضة السورية، وأدلى ماكين العضو في لجنة القوات المسلحة بهذه التصريحات تعليقاً على إقرار وزير الدفاع الأميركي بأن تدريب المعارضة المعتدلة، انطلق ببطء شديد، مشيراً الى تدريب ستين مقاتلاً من المعارضة اعتباراً من الأسبوع الماضي، لكن ماكين استبعد ان تحقق هذه الاستراتيجية أي نجاح، واصفاً التصريحات حول تحقيق الانتصارات بأنها من باب الأوهام، وقال: «حين يتعلق الأمر بتنظيم داعش، فإن تعليقات الرئيس اوباما تكشف عن مستوى التوهم المقلق الذي يطبع تفكير الادارة».

إدارة باراك اوباما التي قررت إطلاق هذا البرنامج بضغط من الكونغرس، والذي نص هدفه المعلن على تدريب حوالى 5400 مقاتل وتسليحهم خلال السنة الأولى من البرنامج وخصص الكونغرس من اجل ذلك حوالى 500 مليون دولار، ما يعني أن أميركا وفت بـ 7فلي المئة من تعهدها فقط.

كارتر … وبعد خمس سنوات من الحرب – نريد رحيل الأسد دبلوماسياً – ما يشكل مقدمة للتفاوض وتهئية للرأي العام والحلفاء لما تم عليه الاتفاق بعد أن كان العنوان الأساس لا شرعية للرئيس بشار ولا إمكانية للتفاوض بحلول دبلوماسية، في ظل مخاضٍ يرسم ملامح العالم الجديد في تسويات إقليمية عالمية أبرزها العد التنازلي لتوقيع الاتفاق النووي الإيراني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى