عون: حققنا ما نريده في الحكومة ولا انتخابات رئاسية قبل النيابية
حمل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون بعنف على قيادة الجيش على خلفية الإشكال مع المتظاهرين أمام السراي الحكومية أمس، أما حكومياً فأكد عون «أننا حققنا ما نريده»، وقال: «إذا كان من استولى على حقوق الآخرين سينتصر على أصحاب الحقوق، فلا داعي لأن يكون هناك بلد». وشدد على ان لا انتخابات رئاسية قبل النيابية.
وقال عون في كلمة له من الرابية بعد تظاهرات أمس، وعلى أثر انتهاء جلسة مجلس الوزراء: «هذا يوم تاريخي في مجلس الوزراء وفي الشارع، ونقول للشباب «يعطيكم العافية»، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين منهم، وابقوا مستعدين، فنحن لا نزال في البداية، وما ابتلعوه بالتآكل سوف يعود».
وأضاف: «إن اندفاع شبابنا اليوم جعلهم ينزلون إلى الشارع، وتعرضت لهم القوات المسلحة بالضرب. ونشير هنا إلى أنهم بالأمس كانوا أكثر من اليوم بكثير، حيث جالوا في مناطق متعددة من لبنان، ولكن ما من أحد جرح أو عطب، كما لم يكسر أي زجاج. فلماذا يستخدمون القوة معنا اليوم؟ هل يظنون أن استخدامهم القوة قد يثنينا عن الاستمرار بموقفنا ويدفعنا الى التراجع؟ نقول لهم طبعاً كلا».
وسأل الشعبة الخامسة في اليرزة: «لماذا هذه البيانات؟ وهل لتبرروا اعتداءكم على المواطنين؟ تقولون إنهم تجاوزوا الحاجز واعتدوا على العسكر ووقع 7 جرحى عسكريين، لم يقع أي عسكري جريحاً ولم يعتد أحد عليهم، وعلى العكس، العسكر ضربوا المواطنين. تذكروا ما علمتكم إياه عندما كنت قائداً للجيش، وكيف أن الوثيقة التي تصدر من اليرزة يجب أن تكون وثيقة تاريخية لا يتخللها خطأ أو فاصلة في غير محلها، هذا هو الجيش الذي نعرفه ونريده».
وأردف: «يجب أن يعرف الجميع أن بعد اليوم ما من أمر سيحصل خلافاً للدستور. وفي الجلسات المقبلة سيتأكد هذا الموضوع. نحن لم نخطط لكل هذه المسيرات، ولكن الحدث فرض نفسه علينا. وليعط الله العافية للشباب، وسنكمل مسيرتنا».
وقال: «سمعنا الكثير من الكلام عن تعطيل لرئاسة الجمهورية، ولكن من سينتخب هذا الرئيس؟ أوليست الأكثرية التي مددت لنفسها بالـcontrat؟ أين يحصل هذا الأمر؟ كم من خطأ ارتكبوا بحق الدستور والقوانين المدنية والعسكرية؟ هل يظنون أن كل ما تحدثنا عنه في البداية سيذهب هدراً؟ كلا».
وأضاف: «من غير الممكن ألا ننزل إلى الشارع، إذ يبدو أن من يواجهنا هم أبناء شارع. فهل يمكن أن نتواجه معهم في مكان آخر غير الشارع؟ وإذا كانوا يحبون ذلك، فليكن. لا يمكن اليوم أن يواجه الحق، بوقاحة الكذب، فبأي حق يجتهدون قانوناً للتمديد لمجلس النواب؟ وكيف يمكن أن تقوموا بكل هذه الاجتهادات السيئة والخاطئة، وتأتون بكل وقاحة لتعلموني الدستور والقانون».
وتابع: «شبعنا من الذين يقولون لنا انزلوا إلى مجلس النواب وانتخبوا رئيساً للجمهورية، والأبشع من ذلك أني لا أسمع أي صوت ينادي بأن هذا المجلس غير شرعي، وأننا لم نوافق عليه. لقد وافقت على المجلس بشرط واحد، وهو القيام بتسوية كي تجرى الانتخابات في شكل يحترم ميزان القوى الحقيقي، وبرضى الجميع. فإذا لم تقوموا بذلك، لن تستطيعوا انتخاب رئيس للجمهورية. إذاً، ليس بمقدوركم أن تتخطوا المادة 62 من الدستور».
وشدد على «أن قانون الانتخابات يجب أن يأتي قبل إجراء الانتخابات النيابية وقبل انتخاب رئيس الجمهورية».
وقال: «لن أوفر أحداً في أي موقع كان عندما يستمر بالقول لي انزل إلى المجلس وانتخب رئيساً للجمهورية. لمَ لم نسمع أصواتهم عندما خرق الدستور ولم تبق مادة منه لم تنتهك؟ لا أميركا ولا روسيا ولا العالم بأكمله قادر على أن يزيحني قيد شعرة، فأنا مستعد للاستشهاد للمحافظة على حقي».
ورد العماد عون على أسئلة الصحافيين، فقيل له: حلفاؤك اليوم ليسوا معك. أجاب: «الموضوع يتعلق بحقوق المسيحيين، وأنا «بكفّي وبوفي» بمفردي. أنا لم أضع شروطاً على أحد عندما قمت بتحالف سياسي».
وقال: «اليوم، أجلت الجلسة وحققنا ما نريده، وسنرى ماذا سيحصل في الغد. ستسمعون الكثير من الإشاعات، ولكن أؤكد أننا حققنا ما نريده اليوم».
سئل: ألا تخافون من لعبة الشارع على اعتبار أنه يمكن تحريك شارع مقابل شارع آخر؟
أجاب: «من يريد أن «يشحذ» حقه لن يحصل عليه أبداً، وإذا كان من استولى على حقوق الآخرين سينتصر على أصحاب الحقوق، فلا داعي لأن يكون هناك بلد».
وأكد أنه «لن يصدر أي قرار داخل مجلس الوزراء من دون موافقتنا».
وعن البند الذي اقر أمس قال: «أقر بنداً يتعلق بوزارة الصحة وهدفه مساعدة المرضى، ونحن كنا موافقين على إقراره».
وكانت مجموعة من المتظاهرين توجهت الى الرابية وألقى فيهم العماد عون كلمة قال فيها: «يمكننا أن نقاضي كل من أعطى الأوامر بضرب المتظاهرين، والبيان الكاذب بوجود جرحى من الجيش ليس إلا لتبرير «الزعرنات» التي ارتكبت، وهذا له أيضاً حسابه».
وردت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان مؤكدة «أن قيادة الجيش أنها لم تلجأ إلى استخدام القوة مع بعض المحتجين إلا بعد تعرض العسكريين واستخدام الشدة معهم ومحاولتهم اجتياز السياج الذي وضعته تلك القوى أمام السراي الحكومية».