تقرير
كتب افرايم سنيه في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية:
الموعد الهدف مرّ، والاتفاق بين إيران والقوى العظمى لم يتحقّق. لكن حماسة الولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق تزيد احتمال أن يتحقق بالفعل في الزمن القريب المقبل. ولكن سواء وقّع الاتفاق بين إيران والقوى العظمى أم لا، فالنتيجة خطيرة لـ«إسرائيل».
إذا وقّع الاتفاق، سنقف حيال إيران التي لعلّ مشروعها النووي يكون قد جمّد، ولكن عدداً من المليارات التي ستضخّ إليها في أعقاب رفع العقوبات، ستزيد من تعاظمها الاستراتيجي ودعمها الإرهاب والمؤامرات. إذا لم يتحقّق اتفاق، فإن إيران ستسرّع سعيها إلى النووي وإلى الهيمنة الاقليمية. في الحالتين، ملزمة «إسرائيل» بأن تتخذ أربعة أعمال، كل واحد منها يجسد واجباً ضرورياً.
الواجب الأول، بناء ردّ عسكري مناسب ـ دفاعي وهجومي. الرد الدفاعي يجب أن يكثف حماية الجبهة الداخلية من عشرات آلاف الصواريخ والمقذوفات الصاروخية الموجهة إليها اليوم. منظومة الدفاع الحالية ليست كافية بعد، كمّاً ونوعاً، للحماية ضد منظومة صواريخ حزب الله في لبنان. أما الردّ الهجومي فيفترض أن يمنح «إسرائيل» الامكانية للعمل بنفسها ضد مشروع السلاح النووي الإيراني. فقد ينشأ وضع يكون فيه هذا الخيار هو الاخير الذي يتبقى في أيدينا، ومحظور أن تبقى «إسرائيل» عديمة الوسيلة ومتعلقة برحمة الآخرين في مثل هذه الظروف الصعبة.
عنصر آخر من الرد العسكري هو تعزيز القدرات الاستخبارية اللازمة لمتابعة كل تقدم إيراني في تطوير السلاح النووي.
الثاني، تغيير مكانة «إسرائيل» الدولية. حتى في ظل عدم وجود مواجهة مباشرة بين «إسرائيل» وإيران، فإن المواجهة مع فروعها حزب الله وحماس محتمة في مدى السنوات القريبة المقبلة. ونتائج مثل هذه المواجهات، في لبنان وفي غزة، يقرّرها بمدى كبير توقيت وقفها. فالأسرة الدولية، من خلال مجلس الأمن، هي التي تقرّر مدى عمل الجيش «الإسرائيلي» وهل تمكّن من تحقيق أهدافه.
لا يمكن لـ«إسرائيل» أن تقاتل أعداءها كما ينبغي عندما يكون عبء الاحتلال على ظهرها. وبقدر ما تستمر السياسة التي هدفها منع إقامة دولة فلسطينية، هكذا تزداد العزلة السياسية وتقل حرية العمل العسكري لـ«إسرائيل». وبالتالي، فإنّ الواجب الثاني هو الشروع في أقرب وقت ممكن بمفاوضات سياسية غايتها إنهاء النزاع وإقامة دولة فلسطينية مجرّدة على خُمس مساحة بلاد «إسرائيل».
إن تنفيذ هذين العملين سيسمح بتحقيق الواجب الثالث ـ إقامة حلف إقليميّ من الدول العربية مع «إسرائيل». والمقصود مصر، الأردن والسعودية ومعظم دول الخليج. وغاية هذا الحلف الاقليمي، كبح نظام آية الله، إحباط نواياه وتسريع إسقاطه من الداخل. «إسرائيل»، كقوة عظمى اقليمية لم تعد تمنع إقامة دولة فلسطينية، ستكون عضواً مرغوباً فيه وهاماً في هذا الحلف.
الواجب الرابع إعادة بناء منظومة العلاقات الخاصة بين حكومة «إسرائيل» وبين الادارة في واشنطن.
ثمة صلة بين الواجبات الأربعة، وتنفيذ كل واحد منها يعزّز الثلاثة الأخرى. ولكن الاساس لنجاح مواجهة «إسرائيل» إيران في الواقع الجديد، يكمن بالذات في الواجب الثاني، ذاك الواجب موضع الخلاف الداخلي الشديد لدينا. فإقامة الحلف الاقليمي وإعادة بناء العلاقات مع الولايات المتحدة أمران مشروطان بتغيير مكانة «إسرائيل» الدولية. وهذا منوط بتغيير السياسة «الإسرائيلية» من المسألة الاساس دولتان في بلاد «إسرائيل» أم دولة واحدة.
للوقوف أمام إيران ثمة حاجة إلى حسم هذه المسألة حسماً نجح الجميع في التملص منه على مدى نحو عقدين.