رياضيات في الكلام
لا تصدّقوا ادّعاءاتكم لتبرير مواقفكم. فأصل الاختيارات من القلب يجد لها العقل تبريراً وتفسيراً. ولمّا يعجز يضعها في مصاف الروح ،ويجعل منها عقيدة منعاً للنقاش.
لا يمسح آثار حرب فاشلة إلا الحرب التي يكون الانتصار فيها مدوياً. ولا يمحو شحوب حبّ مضى إلا ولادة حبّ يشعّ نضارة حتى الإبهار. ولا ينشغل المؤمن عن الصلاة إلا بالحرب أو الحبّ أو كليهما.
لا يفرّق بين العقول والقلوب إلا كسل التعلّم وتسرّع الوصول. ووحدهم المثابرون لا يفترقون. إذا كان لمثابرتهم وجهة واحدة هي العلم، وإلا فلا يلتقي مثابر للعلم بمثابر للمال، أو مثابر للجاه. وأخطر طلب للجاه إبهار ادّعاء التواضع. وأخطر ادّعاء للعلم ما يستهلك الوقت والنفس ويطغى على العقل ولا ينفع الناس في مجاهدة المرض والحاجة والخطر والفقر والقلق، كعلماء الكلام والفلسفة إذا انفصلت معارفهم عن الخدمة. فكيف إن كان العلم من الأذن لا من العين، علم سمع لا قراءة؟!
المودّة غير الصادقة غير البنوّة غير الحبّ غير الأخوّة وأشكال القربى من الدم والرحم. ولكل الأنقياء في حياتننا صفة من هذه، وجب علينا إيفاؤها كحقّ مستحقّ شرط الوضوح. والعشرة والمعرفة وحدهما ترتبان حقوقاً لا يجوز إنكارها. ووحدهم المغرورون والوصوليون أو الجاهلون بملح الحياة، المستخفون بمعنى السكينة كحق للناس، يستعملون العلاقات ويمنحونها صفات، ويبادلون بينها ثم يستسهلون الانصراف بجفاف.