اليمن: هدنة إنسانية بدأت منتصف ليل أمس
دخلت الهدنة الإنسانية التي أعلن عنها المبعوث الأممي إلى اليمن حيز التنفيذ في ظل غياب ضمانات بعدم خرق السعودية لها.
وأعلنت الأمم المتحدة هدنة إنسانية غير مشروطة في اليمن بدءاً من منتصف ليل امس الفائت بالتوقيت المحلي وحتى نهاية شهر رمضان.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت على لسان متحدثها ستيفان دوجاريك بأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تلقى تأكيدات، عبر مبعوثه الخاص، من الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح وغيرهم من الأطراف على أن الهدنة ستحترم في شكل كامل وأن المقاتلين الخاضعين لسيطرتهم لن يرتكبوا أية انتهاكات في هذا الشأن.
وكان ولد الشيخ قد توقع أمس إعلان الهدنة الإنسانية خلال الـ 24 الساعة المقبلة، وأشار قبيل مغادرته مطار صنعاء الدولي إلى ان «هناك بعض المشاورات التي ما زالت تجري حالياً يقوم بها مكتب الامين العام للأمم المتحدة مع الاطراف المختلفة في الرياض وصنعاء والتفاؤل كبير في التوصل الى هدنه انسانية.
من جانبه، رحب رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي بإعلان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة للهدنة الإنسانية في اليمن، معرباً عن أمله بأن تكون هذه الهدنة بداية لانتهاء العدوان السعودي وانتهاء خرق مواثيق الأمم المتحدة التي شهدتها الحرب العدوانية على اليمن وسجلت المنظمات الدولية تلك الانتهاكات.
يذكر أن الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي قد أبلغ التحالف موافقته على الهدنة الإنسانية إلى أواخر شهر رمضان لضمان دعم أعضاء التحالف وتعاونهم.
وأكد بان كي مون أن يتطلع لالتزامات جميع أطراف الصراع في اليمن بالهدنة الإنسانية غير المشروطة والتي من المقرر أن تبدأ مساء الجمعة العاشر من تموز وحتى آخر شهر رمضان، مشدداً على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق براً وبحراً وجواً.
من جهة أخرى، دعت منظمة العفو الدولية إلى التحقيق مع مسؤولين سعوديين وجلب المشتبه فيهم ومحاكمتهم، لمسؤوليتهم عن الجرائم التي وقعت إثر العدوان على اليمن.
وفي تحقيق للمنظمة في تفاصيل ثماني ضربات جوية سعودية أودت بحياة العشرات، أوضحت المنظمة أن النظام السعودي قتل العشرات من المدنيين باستخدام قنابل شديدة الانفجار، كما أن هناك نمطاً من الهجمات المتعمدة لتدمير منازل المدنيين وقتل وجرح العشرات منهم.
وقالت كبيرة مستشاري الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا، إنه لا يوجد ما يشير إلى أن السعودية قامت بأي شيء يحول دون وقوع هذه الانتهاكات أو التعويض عنها.
على صعيد آخر، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس إن وزارة الطوارئ الروسية سترسل خلال الأيام المقبلة طائرات تحمل مساعدات غذائية للمدنيين في اليمن.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن الجانب الروسي يعتبر أنه من الضروري أن يساهم في تخفيف الوضع الإنساني في اليمن، مشيراً إلى أنه من المقرر إرسال طائرات تابعة لوزارة الطوارئ إلى صنعاء على متنها مواد غذائية للمدنيين خلال الأيام المقبلة.
ودعت الوزارة جميع الأطراف إلى العمل على توفير إيصال المساعدات الروسية من دون عرقلة وتوزيعها على المتضررين من المدنيين في البلاد.
ميدانياً، قتل عدد من الجنود السعوديين وأصيب آخرون باستهداف الجيش اليمني واللجان الثورية منطقة الطوال السعودية بقذائف عدة وذلك قبيل إعلان الهدنة.
وأكدت وزارة الدفاع اليمنية اقتحام الجيش واللجان الثورية مواقع عسكرية سعودية من بينها الدود والدخان وجلاح في جيزان، وأضافت أن الهجوم أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش المعادي.
وأشارت إلى أن العمليات شملت إطلاق 150 صاروخاً واستهدفت تسعة معسكرات ومواقع سعودية في جيزان، كما لفت بيان الوزارة إلى وقوع اشتباكات مع الجيش السعودي في مناطق حرض الحدودية.
هذا ويواصل الجيش اليمني واللجان الثورية تقدمهما على مختلف الجبهات في المناطق اليمنية.
ففي محافظة تعز غرب اليمن تمكن الجيش واللجان الثورية من تأمين عدد من الأحياء وبسط الأمن والاستقرار فيها وطرد الميليشيات التكفيرية منها. وأقام الجيش واللجان الثورية دوريات راجلة.
وفي محافظة مأرب حقق الجيش واللجان الثورية تقدماً مهماً على عدد من الجبهات على حساب جماعة القاعدة المنتشرة في تلك المنطقة.
وقد أدت المواجهات إلى سقوط العديد من عناصر القاعدة بين قتيل وجريح وأحرقت العديد من آلياتهم العسكرية.