«شقيق الأمير» يستنفر الشارع السلفي في التبانة

يوسف الصايغ

عادت منطقة باب التبانة إلى واجهة الأحداث الأمنية مجدّداً، وهذه المرة من باب توقيف المطلوب أمير منصور شقيق الإرهابي أسامة منصور، الذي قتل في نيسان الفائت.

وفي التفاصيل، شهد شارع سورية الكائن في منطقة التبانة توتراً أمنياً بعدما أوقفت مخابرات الجيش اللبناني المطلوب أمير منصور داخل محلّ يملكه لبيع الأجهزة الخليوية، وعلى الأثر جابت تظاهرة منطقة التبانة احتجاجاً على توقيفه، حيث تجمّع العشرات أمام مسجد حربا مطالبين بإطلاق سراحه ومهدّدين بقطع الطرقات، ثم عقد عدد من فاعليات التبانة والمشايخ اجتماعاً في مسجد حربا حيث أجروا اتصالات بعدد من السياسيين، متمنين عليهم العمل على إطلاق سراح أمير منصور بهدف إزالة الاحتقان من الشارع.

كما أشارت معلومات إلى أنّ منصور كان قد تلقى في وقت سابق تطمينات من جهات أمنية وسياسية بأنّ وضعه قيد التسوية، وبأنه لن يتمّ توقيفه. وتفيد مصادر مطلعة بأنّ أمير متهم بأمور عدة، من بينها مشاركته في أعمال تفجير في بعض أحياء المدينة، كما تربطه علاقات تعاون مع عدد من المتشدّدين في طرابلس.

في المقابل، تشير مصادر تدور في فلك منصور أنه كان قائداً لأحد المحاور، واقتصر نشاطه داخل باب التبانة، وشارك في القتال ولم يكن منتمياً إلى «النصرة»، وتهمته تقتصر على حيازة الأسلحة وإطلاق النار، وكان مطلوباً بهذه التهم وتوارى عن الأنظار خشية توقيفه. وتؤكد المصادر أنّ أحد محامي المدينة أكد خلال حفل إفطار قبل أيام «أنّ أوضاع المطلوبين قد سُوّيت مع الدولة، وأنه بات في إمكانهم التنقل بحرية، لكنّ ما حصل هو عكس ذلك، فما إنْ خرج أمير حتى أطبقت عليه قوة من مخابرات الجيش وأوقفته ليل أول من أمس». وتضيف المصادر أنّ «تهمته ليست واضحة» حيازة السلاح وإطلاق النار ، ووضعه لا يختلف عن وضع عدد كبير من شباب المنطقة الذين دأبوا على حمل السلاح منذ سنوات».

وأعلنت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه، من جهتها، أنه «تمّ توقيف المدعو أمير أحمد منصور المطلوب بسبب انتمائه إلى أحد التنظيمات الإرهابية، وذلك في عملية دهم في محلة التبانة في طرابلس».

واتخذ الجيش إجراءات مشدّدة في منطقة حصول التظاهرة، كما رفع إجراءاته الأمنية في مراكزه في التبانة وسوق الخضار ووضع الأسلاك الشائكة في محيط المراكز واستنفر عناصره.

يذكر أنّ فرع المعلومات وفي عملية نوعية تمكن في شهر نيسان الفائت من تحقيق إنجاز أمني هامّ من خلال قتله أسامة منصور الملقب بـ«الأمير»، والذي كان رأس الحربة في معركة التبانة بين الجيش والمسلحين، فيما تعتبر مصادر أمنية أخرى أنّه كان من الأجدى، لو تمّ توقيفه حياً، الاستفادة مما يملكه من معلومات عن تحركات وخطط المجموعات الإرهابية.

وقد نعت «جبهة النصرة» أميرها العسكري في طرابلس أسامة منصور، في شريط فيديو حمل عنوان «موعدنا يوم الجنائز»، كما دعا الشريط إلى «انتفاضة لأهل السنّة قبل أن يحلّ بهم ما حلّ بأهل السنّة في سورية والعراق واليمن»، حسب مزاعم التنظيم الإرهابي.

وكان أول ظهور لمنصور، أو كما اشتهر إعلامياً بـ«أبو عمر منصور»، عبر الشيخ سالم الرافعي الذي استمرّ باحتضانه إلى أن وقع خلاف بين الاثنين، أدّى إلى انفصال منصور عن الرافعي، ليعمل بعدها على تأسيس مجموعة مسلّحة خاصة به وتحت إمرته، استطاع عبرها أن يحوز على لقب «فتى المحاور» بين مسلحي طرابلس.

سطع نجم منصور بعد إعلانه ومجموعته مبايعة تنظيم «داعش»، حيث اتخذ من مسجد عبد الله بن مسعود مقرّاً له، وفرض سيطرته على عدد من أحياء باب التبانة، بعد توقيف قادة محاور المنطقة، كما عمل على تجنيد ما يقارب المئة شاب، منهم من قاتل إلى جانبه في التبانة، ومنهم من أُرسل للقتال في سورية أو العراق.

كذلك تورّط منصور في الاعتداء على عناصر من الجيش اللبناني الذي خاض معركة قاسية ضدّه وضدّ المطلوب شادي المولوي في باب التبانة، استطاع بعدها فرض خطة أمنية ناجحة في المدينة، اختفى بموجبها منصور عن الأنظار حتى مقتله في نيسان الفائت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى