في زمن التحضير للتطبيع
رفعت البدوي
هذا هو الزمن الذي بات يُعتبر فيه العداء لـ«إسرائيل» لدى عرب الثروات ترفاً سياسياً، وفي أحسن الظروف يُعتبر العداء لـ«إسرائيل» عند أولئك العرب بلا جدوى أو أمراً في غير محله.
هؤلاء العرب لا حياء لديهم، ولا همّ سوى التآمر على كل من التزم بقضية فلسطين، كل فلسطين، وحق الشعب الفلسطيني بالعودة الى أرضه التي اغتُصبت بمؤامرةٍ دنيئة من عرب الثروات. هو زمن الخيبة من صحوة ضمير. زمن إرسال المقاتلين والعتاد والمال تحت عنوان «الجهاد» ضدّ بلدٍ ينبض بالعروبة ولم يفّرط في حق الفلسطينيين يوماً لأن هذا البلد قدّم جميع اشكال الدعم المعنوي والاجتماعي والاقتصادي وحتى العسكري لمساعدة الفلسطيني في استرداد ما سُلب منه، ولأنّ هذا البلد العربي لم يعترف بدولة «إسرائيل» يوماً ولم يعقد معاهدة صلح مع هذا الكيان الغاصب ولم يسمح برفرفة علم دولة الصهاينة على أرضه. هذا البلد العربي النابض بالعروبه الرافض لمختلف أشكال الطائفية والمذهبية اسمه سورية. يُطرد سفيرها من البلد المفترض أنه عربي هاشمي وُيبقي على سفير عدو العروبة والهاشمية معاً سفير الكيان المغتصب للأرض العربية، بل المغتصب للبقعة التي عرّج منها رسول الله محمد ابن عبد الله وصعد الى السماء.
هذا هو الزمن الذي أصبح الجلوس فيه مع رئيس استخبارات العدو «الإسرائيلي» السابق عاموس يدلين جنباً الى جنب مع الأمير تركي الفيصل بحجة مناقشة آفاق السلام في المنطقة. الأمير تركي الفيصل، السعودي والحامل جنسية وطن انبعثت منه رسالة الإسلام العظيمة التي حاربت أعداء الإسلام ونسأل: ألم يعد الصهاينة أعداءً لكم أيها الأمير؟ وهل بات الجلوس مع أعداء السلام والإسلام أمراً عادياً؟
هذا هو الزمن الذي أصبح لدينا فيه بطريرك يذهب الى القدس الرازحة تحت الاحتلال بإذنٍ من السلطات اللبنانيه بذريعة زيارة الرعية والعودة الى أرض الجذور ليصبح التطبيع مع العدو أمراً مقبولاً.
هذا هو الزمن الذي اجتمع فيه كبار المفتين المسلمين والعلماء والمشايخ في مؤتمر إسلامي عنوانه «الطريق نحو الأقصى»، والهدف هو إصدار فتوى شرعية تسمح لرجال الدين المسلمين بزيارة المسجد الأقصى بحجة دعم أهل القدس ويصار الى تطبيع الوضع القائم في القدس والقبول به.
ويحكم أيها العرب أصحاب التخمة المالية والنفطية. لن تنفعكم أموالكم ولا مؤامراتكم ولا نفطكم ولا فتنتكم في ثنينا أو تحويل بوصلتنا عن تحرير فلسطين، كلّ فلسطين، ولن نعترف بهذا الكيان المحتل لأرضنا ولن تنفع مؤامراتكم على سورية العروبة لأننا استهدينا الى طريق تحرير الأرض والمقدسات بعدما تذوّقنا طعم النصر على عدونا وعدو الأمة العربية في بلدي لبنان، وحطمنا مؤامرتكم على سورية العروبة وبشائر النصر لاحت… فتهيّبوا.