هل مات «فارس الحمراء»؟!

هو فارس بائع الورد أو «بائع الحمراء» كما أسماه البعض. فارس الذي يعرفه كلّ من مشى في أزقة الحمراء وعاش فيها، كل من زار الحمراء في الليل والنهار. هو فارس صاحب البسمة الطفولية التي تظهر من خلالها دموع الأسى والحرمان والفقر. هو فارس الذي وعلى رغم أنه يتجوّل ليبيع الورد للعشّاق إلا أنّ بسمته لا تفارق وجهه، وهو صديق جميع من يلازم الحمراء من دون منازع. منذ فترة اختفى فارس من شارع الحمراء وما عاد أحد يراه، وشاعت أخبار انتقاله إلى قريته في سورية، ورحيله من لبنان نهائياً، واليوم وبعد انقضاء أشهر عدّة أعلن شقيقه عبر صفحته على «فايسبوك» أن فارس ذهب ضحية الطيران الأميركي، نعم فارس قُتل وبات شهيداً، فارس الحمراء نزل عن جواده ليصبح فارس الجنّة يتنشّق أزهارها. خبر وفاة فارس نال نسبة التداول الكبرى بين الناشطين بخاصّة أن فارس كان من الأطفال الذين ظهروا مراراً وتكراراً في برامج تلفزيونية اجتماعية عديدة أبرزها «للنشر». وقد نعى الناشطون فارس بهذه الكلمات: «بتتذكروا فارس؟! بائع الورد الأحمر الصغير اللي كان يبرم شارع الحمرا هو وعم يبتسم… لي كان يجبرك تشتري منو وردة لمجرد تطلع بعيونو ولو حتى ما بدك؟؟ هيدا الصبي الحلو لي عيونو بتحكي لحالها؟ هيدا الصبي لي ما عدنا سمعنا عنو شي الا انو رجع ع ضيعتو بسورية؟ ايه فارس مات… طائرة أميركية قصفت ضيعة فارس بسورية وأنهت أسطورته متل ما قال خيو يوسف! الموت ما خجل منو لما اخدو.. ما انتبه يطلع بعيونو انو بعد بكير! الله يرحمك يا ملك شارع الحمرا..»…

فارس بحسب مواقع التواصل الاجتماعي والأخبار التي يتم تناقلها قد توفّي، لكن هل مات فارس حقيقة؟!

ولعت بين هشام حداد ورشا الخطيب…

من قال إن الانقسام موجود بين المواطنين في الشارع فحسب؟ إذ عندما يأتي الأمر إلى انتماء حزبي أو طائفي أو مذهبي في لبنان يختلف الأخّ مع أخيه والابن مع أبيه، هذه هو واقعنا منذ زمن بعيد ولا نأمل سوى أن يتغيّر هذا الزمن ويتبدّل لينتهي عصر الطائفية والفتنة والمناكفات.

وبما أن الإعلام في لبنان تابع بدوره كلّ بحسب انتمائه السياسيّ فمن الطبيعي أن ينعكس ذلك على تعليقات البعض على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا ما حصل أخيراً مع الزميلين رشا الخطيب وهشام حداد.

فعلى خلفية تحرك «التيار الوطني الحر» في وسط بيروت علّقت الإعلامية في قناة «المستقبل» رشا الخطيب عبر صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «عنجد بشفق بشفق كتيير»، فرد عليها الإعلامي في قناة الـOTV هشام حداد قائلاً: «اشفقي على حالك.. مسموح المرا تسوق بقناة المستقبل؟».

هذا الحديث سرعان ما تحوّل إلى سجال على مواقع التواصل الاجتماعي وانهالت تعليقات الناشطين كلّ بحسب رأيه الخاص…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى