ليس غريباً على 14 شباط!!!

جهاد أيوب

ليس غريباً الحديث العنصري على غالبية جماعة 14 شباط، والتصريحات الفوقية في كلامهم. وما صدر من بعضهم منذ أيام تعليقاً على نزول المواطنين السوريين بحماسة وكثافة وثقة للإدلاء بأصواتهم في السفارة السورية لانتخاب رئيس لبلادهم، لا نستطيع أن نضعه ضمن القراءة السياسية أو الخوف على سمعة لبنان، والحرص الشديد على محبة سورية وشعبها. فهو هجوم ضد الفكر والإنسان وحرّية المواطن وحقه المشروع في أن يمارس الديمقراطية. هذا الكلام لا يمكن وضعه إلى في خانة ردود الفعل الغوغائية المشبعة بالحقد وشحذ الغرائز وزيادة جرعات العنصرية.

أما إذا برّر البعض أن تلك الأصوات خرجت تلعلع في فضاء الوطن من أجل مصلحة الوطن، فهذا يعني كذبة جديدة ترمى علينا من أفواه لم تكلف نفسها عناء الشجب حين كانت تزور بلادنا السيارات المفخخة، وتحصد عشرات الشهداء. لا بل إن إعلام 14 شباط ركّز على مفردة «قتلى» مغيّباً كلمة «شهداء». وأين كانت أصواتهم حين اغتيل أحد كوادر المقاومة على يد الصهاينة في الداخل اللبناني؟

مستحيل أن نصدق أن من غرّد في كلامه الهجومي والاستفزازي على حق الشعب السوري بالاقتراع، يقصد من ذلك حرصه على سورية وشعبها. علينا أن نعترف، وبعيداً عن أيّ نقاش، بأن هذا الفريق محترف الصراخ بمناسبة أو من دونها، شريك فاعل، وقاتل إعلامياً وسياسياً وفردياً في الحرب الكونية على سورية، ولهذا الفريق أبواقه التي ساهمت بشكل مباشر في إسالة الدماء السورية، وتأجيج التعصّب الطائفيّ. هذا الفريق الذي شجّع زمراً تكفيرية على القتل، وشاركها جلساتها في عرسال والشمال وصيدا، لا يحق له أن يتحدث عن حرصه على الشعب السوري. صُدم هذا الفريق بعد أن رأى مئات آلاف المواطنين السوريين في لبنان، يقترعون، ويقولون إنهم مع الأمن والاستقرار في بلدهم سورية، وأنهم يؤمنون بخطّ رئيسهم الدكتور بشار الأسد، فأخذ أشاوس 14 شباط يرمون كلامهم في كل اتجاه، مشبّعاً بالعنصرية واللاإنسانية، والبعيد كل البعد عن أيّ منطق سياسيّ. ولربما استعجلوا بتصريحاتهم هذه، إذ لم ينتظروا «معلّميهم» كالعادة، فصدموا مرة أخرى بكلام آتٍ من خلف الصحارى، ينطق به معاون وزير الخارجية الأميركي، السفير السابق في لبنان جيفري فيلتمان، الذي صارح السعوديين بضرورة الإسراع في أيّ حلّ سياسيّ للأزمة السورية، قبل أن تبدأ الخسائر بالتراكم!

هذا يعني إن جماعة 14 شباط لا تعرف ما يحدث من حولها، ولا تدرك أهمية المرحلة، وأن الدول التي يدورون في فلكها لا تكترث إلى الحال التي وصلوا إليها، ولا تشركهم بما يجري، وعلى ما يبدو أن عدداً من أشاوس 14 شباط يحنّ إلى الحضن السوري، ولن نستغرب إن سعوا في القريب العاجل إلى زيارة دمشق المنتصرة… حينذاك الكلام يختلف!!!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى