قطار المعجزات… إلى محطته الأخيرة إقليمياً ودولياً!
فاديا مطر
بعد كل ما حضرته السعودية من تصعيد سياسي واقتصادي يستهدف بجنباته روسيا وإيران في الباطن ليكون حلقة من حلقات المعارك السياسية التي تكشف «تكابشاً» يضم ملفات وصراعات تُرخي بظلالها على أكثر من بقعة صراع، ليأتي كلام الرئاسة الروسية في لقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم في 29 حزيران الماضي ويكشف عن رغبة روسية من خلال اتصالات مع دول المنطقة التي تربطها بروسيا علاقات طيبة في إشارات تدل على إسهام تلك الدول في مواجهة «تنظيم داعش الإرهابي»، موضحاً ان ذلك يتعلق «بتركيا والسعودية والاردن»، داعياً إلى حوار مع جميع الدول «المهتمة» بمحاربة الإرهاب، وهو ما رشح عنه إيجابية سورية لطرح الرئيس بوتين، وصمت سعودي تجاه الطرح من دون ان يلوح أفق واقعي باتجاه مآلاته، مقابل ما أعلنه الوزير المعلم عن إدراكه من قدرة الرئيس بوتين على اجتراح «معجزة» في روسيا على خلفية تعهد الرئيس بوتين بالاستمرار في دعم سورية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً كما أعلن السيد وليد المعلم، ليكون الطرح الروسي مع الإيجابية السورية والصمت السعودي هو نزول عن الشجرة سعودياً ودعم روسي لسورية إضافياً على خلفية ما يتصور من غياب للحاضنة الدولية والإقليمية للمجموعات المسلحة وبدء الحسم العسكري على بقع العسكرة الاستراتيجية السورية قبل ان يبدأ السعودي بالتغيير الذي يترافق مع ما قرره حلفاء سورية عشية التفاهم النووي من استثمار للمال والسلاح على إطار ضوئي لـ «حلف رباعي» توالده ليس بالأمر السهل، يعكس تحت عباءته عدم التخلي من حلفاء سورية تجاهها واشارة لبدء الهجوم المعاكس بعد تفجير الكويت الذي أدى إلى استشهاد 27 مصلياً في 26 حزيران المنصرم والذي كان رسالة إلى «الخليجين» تقول أن النار بدأت تلتهم طرف الثوب الخليجي الذي تلتهمه النار الإرهابية في الأرض السورية والعراقية المتاخمة لحاضنة الوهابية التكفيرية باعتراف الداخل السعودي الذي يدعم الارهاب والذي بدأ يأخذ طريقه نحو التهديد الجدي بعد الفشل السعودي في التأثير الميداني السوري، على رغم كثرة المحاولات والوصول الى طريق مسدود بكل الوسائل في الحرب على سورية، واستطاعت الدولة السورية بالتعاون مع المقاومة اللبنانية كبح جماحه في اربع جهات النزاع بخطوطها الطولية والعرضية من حلب وأدلب إلى درعا والقنيطرة وصولاُ إلى تدمر والقلمون لما تمثله هذه الجبهات من خطورة واهمية، وهو ما يعكس حجم العمليات الاستخباراتية والقيادة الميدانية للجيش السوري والذي مثّل ابعاداً مهمة للضربة المؤلمة والمصيرية لما سمي «جيش الجنوب» وعاصفته، بعد خسارة العدد الكبير من القادة الميدانيين والمحضرين في «موك» الأردن من اجل عملية برية جنوبية كانت تستهدف إرباك وضع السويداء وتحضير هجوم «خُلّبي» من بلدة «حضر» لينام باطن الأمر على وسادة إجتزاء درعا في 26 حزيران الماضي، والذي كان سبباً بعد فشله في تشرذمات وخلافات ضربت ضربتها القاضية في صفوف المسلحين، ما أنعكس تراجعاً ميدانياً في استحالة القتال على كل الجبهات طالما الفشل مستمر على كل الجبهات مما سكب ماءه في طاحونة الجيش السوري والمقاومة، فحلب ودرعا ليستا بالأهمية القليلة عن القلمون والزبداني ومستجدات الجبهات الاربع التي فشلت تركيا والسعودية في احكامها عبر الارهاب، بل هي مستجد عسكري يتزامن مع ما استطاعت إيران تحقيقه من فصل بين ملفها النووي والملفات الإقليمة الساخنة خصوصاً بعد حشد القوات الاميركية على خلفية الملف الكيماوي السوري في 29 آب 2013 وعلى ما يدل على نصر إيراني ورضى أميركي يكشف تنازل الولايات المتحدة عن دمج الملفات ببعضها في شكل يجعل إيران قادرة على قيادة ملفها النووي نحو نصر لا يمس بمكانتها في الملفات الاقليمية التي تترسخ فيها القدم الايرانية يومياً، وهكذا كانت دلالات معركة درعا ومطار «الثعلة العسكري» ومجريات المعركة التي رسمت معالمها الاختراقات الاستخباراتية السورية بالصوت والصورة بعد إعداد خطط سعودية ـ اردنية ـ «إسرائيلية» للعبث بالجغرافيا والهوية الوطنية السورية ونمط مقارب لما جرى من مجزرة «قلب لوزة» ومعبر نصيب لإسقاط درعا من بوابة السويداء، فهو ما ارتمى فشله في «موك» النصرة ومتفرعاتها، وهي ما تكلم عنها الوزير «المعلم» في لقائه الصحافي على قناة «روسيا اليوم» في 29 حزيران الماضي من استراحة «ما بين الشوطين» التي تستأنف لعباً وملعباً سيقلب النتائج ويبدل الوقائع إقليمياً ودولياً ويترافق مع معجزة الرئيس بوتين التي ستضيء الضوء الأخضر للجيش السوري والمقاومة لبدء الشوط الثاني من سكة قطار المعجزات إلى محطته الأخيرة…!