«داعش» ليس قدراً وهزيمته ممكنة…
سعد الله الخليل
من جديد يثير تبنّي تنظيم «داعش» التفجير الإرهابي في العاصمة المصرية القاهرة موجة من التصريحات والتحليلات حول قدرة التنظيم على تنفيذ عمليات بحجم استهداف محيط السفارة الإيطالية، وما سبقها من مجازر ليست بغريبة عن فكر وسلوك التنظيم القاعدي الأصول والمنشأ.
استحوذ طفل «القاعدة» المدلل منذ إعلان خلافته المزعومة قبل عام ونيّف على مساحات واسعة من التغطية الإعلامية المرئية والمسموعة، وباتت أخبار من قبيل «داعش» يتبنى تفجيرات في العراق والكويت والسعودية، «داعش» يسيطر في ليبيا، «داعش» يقترب من السفارات، الخبز اليومي لكلّ مَن يتابع قضايا «الشرق الأوسط» وأخباره على امتداد العالم، وزاد الإعلام الضروري لكلّ وجبة تطبخها كواليس السياسة والاستخبارات، فيما تنشغل مراكز الأبحاث العالمية بالبحث في استراتيجيات التنظيم وخططه المستقبلية في اختيار أهدافة وخريطة انتشاره في الشرق والغرب وفي بلاد السند والهند والعم سام وحام وما لفّ لفهم.
يبدو جلياً مما ينشر في الإعلام في الغربي حجم البروباغندا التي تثار حول التنظيم وآليات تجنيده للمقاتلين العصية على الاختراق، وما يمتلكه من جيوش إلكترونية تنشط على مواقع التواصل تويتر، وفايسبوك وغيرها… بشكل يفوق الأعداد الحقيقية لمقاتلي التنظيم، الذي يُغرق المتابعين بآلاف الرسائل والتغريدات، لكي يمكنه من «خداع» وتضليل الجهود التي تقوم بها «دول تعتبر من الأغنى والأكثر تطوراً حول العالم»، إلى درجة اعتراف الخارجية الأميركية بأنّ «التنظيم يكسب الحرب الإعلامية مقابل ضعف إعلامي أميركي واضح»، وهو كلام يجافي الحقيقة ولا يمكن أن يتقبّله عاقل، فكيف لدولة تجسّست على أكثر من نصف العالم واخترقت مخابراتها مراكز القرار الدولية والقصور الرئاسية الأوروبية أن تقف عاجزة عن تتبع تنظيم إرهابي تحاربه، يقاتل في بؤر مضطربة وينتشر فيها عملاؤها وجواسيسها في العلن والسرّ سواء في الشوارع أو في مراكز صنع القرار في هيئات ومنظمات إنسانية واجتماعية وما لفّ لفيها.
رغم التطور الكبير للبنية الالكترونية والإعلامية لتنظيم «داعش»، وما يحمله من بصمات أميركية واضحة والمساعي الكبيرة لإثارة الخوف والهلع حول العالم، وتصويره بالغول الذي لا يهزم وأنه قدر على الشعوب، ورغم الأفلام الهوليودية التي تصوّر جرائمه وما تحمله من انطباعات لدى المشاهد والأمم، بدت إمكانية هزيمة التنظيم في أكثر من مناسبة وعلى أيدي الراغبين في هزيمته ومقارعته لا دعمه والتغاضي عن ممارساته على الأرض بإلقاء طائرات التحالف المخصّصة لمحاربته السلاح لعناصره في عين العرب وغيرها من المناطق.
«داعش» أسطورة واشنطن ومن يناصرها، والتي هزمت في عين العرب والحسكة، وها هو قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة في مدينة تدمر، تؤكد إمكانية هزيمته حين تتوفر العزيمة والإرادة بعيداً عن مسوغات ومبرّرات واشنطن وحلفائها الذي صنعوا «داعش» كآلهة من تمر يعبدونها حين يشاؤون ويأكلونها حال يجوعون.
«توب نيوز»